رهان «إم بي سي» المكلف على «شاهد»
تمثّل شاهد 20% من إيراداتها وفق الأرقام المذكورة في الثلاث سنوات الماضية. وكنا نتمنى تضمين إيرادات ما قبل 2020، حتى نعرف إذا كانت إيرادات «شاهد» زيادة على إيرادات البث التلفزيوني أم تعويضًا للخسائر.
«إم بي سي» تطرح 10% من أسهمها في السعودية
أعلنت مجموعة «إم بي سي» الإعلامية نشرة الإصدار بطرح 33.25 مليون سهم في سوق تاسي السعودي، أي ما يعادل 10% من أسهمها. ونالت المجموعة الموافقة الرسمية من هيئة السوق المالية على الطرح.
معاذ خليفاوي وعبدالله سعيدان
ما يهمنا في نشرة الإصدار هي منصة «شاهد»، فقد كان لدينا فضول كبير عمَّا يجري فيها. فوفقًا لنشرة الإصدار، تمثّل شاهد 20% من إيراداتها وفق الأرقام المذكورة في الثلاث سنوات الماضية. وكنا نتمنى تضمين إيرادات ما قبل 2020، حتى نعرف إذا كانت إيرادات «شاهد» زيادة على إيرادات البث التلفزيوني أم تعويضًا للخسائر.
ما يخص الربحيَّة، نجد أنَّ سنة 2020 شهدت خسارة، لكن في 2021 حققت المجموعة ربحيَّة عالية، وفي 2022 والنصف الأول من 2023 حققت ربحية لكن بنسبة أقل. تحسُّن نسبة الربحية مؤشر إيجابي، لكن بلا شك كنا نتوقع أن تصل مجموعة ضخمة مثل «إم بي سي» إلى مستوى عالٍ من الربحية، خصوصًا أنها تعمل في سوق البث التلفزيوني، وهو سوق ناضج تُعَد فيه اللاعب الأول.
لكن ما قد يفسر الهوامش الربحية الضعيفة هو مستوى صرف المجموعة على «شاهد». فهي ليست مجموعة تبخل على نفسها، وعلى مر السنوات تواصِل الاستثمار في تطوير منظومتها. ومع تقلص إيرادات البث التلفزيوني، تجد المجموعة أنَّ مستقبلها في عالم المنصات الرقميَّة، وهذا منطلق رهان «إم بي سي» الحقيقي، بأن تتفوق «شاهد» على نتفلكس في المنطقة، وهذا رهانٌ مكلف.
فما الذي حققته المجموعة بهذا الاستثمار حتى الآن في «شاهد»؟ في 2019 قدَّرت المجموعة عدد المشتركين بمئة ألف مشترك في «شاهد»، قفز الرقم عشرة أضعاف في 2020، ثم 2.9 مليون في 2022 وفي رمضان 2023 بلغ 3.38 مليون مشترك. هذه الزيادة جيدة جدًا وكان لها تأثير في حصة المجموعة السوقية، وتفوقت «شاهد» في المنطقة ككل بحصة سوقيَّة تبلغ 23% مقابل نتفلكس التي حققت 18%، علمًا أننا إن إن أخذناها بالدول قد تختلف المراكز، فمنصة «شاهد» متفوقة في السعودية لكن لا تحتل المركز الأول في مصر مثلًا مع وجود لاعبين آخرين.
عودة سام ألتمان إلى «أوبن إيه آي» بعد طرده
بعد خمسة أيام من قرار مجلس إدارة شركة «أوبن إيه آي» طرد سام ألتمان، عاد ألتمان إلى الشركة وإلى منصبه كرئيس تنفيذي. وأعلنت الشركة -الأعلى تقييمًا اليوم ضمن الشركات الناشئة - توصُّلها إلى اتفاقية مع سام ألتمان، بالتوازي مع إعادة تشكيل مجلس الإدارة وإقصاء الأعضاء الذين وقفوا وراء محاولة الانقلاب.
معاذ خليفاوي
إلى الآن لا توجد حقيقة معلنة بحقيقة ما حصل، لكن تتضح نقطتان، والنقطة الأولى تتعلق بالحوكمة. فقد بدأت «أوبن إيه آي» كمنظمة غير ربحية مدعومة من عدد من الأثرياء ورجال الأعمال من ضمنهم إيلون مسك. وكان هدفها تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي. لكن يبدو أنَّها مرت في مرحلة احتاجت إلى دعم مالي أكبر وهنا أطلقت ذراعًا ربحيًّا يخضع لحوكمة المؤسسة غير الربحية، ليبدأ الصراع بين المانحين على رأسهم إيلون مسك.
ورأينا من نماذج سابقة كيف أنَّ الحوكمة أداة نظامية مهمة، وأي ضعف ينال قدرة مجلس الإدارة على تطبيقها تُترجَم إلى دراما وقوع الرؤساء التنفيذيين وانهيار الشركات السريع، وأكبر مثال عليها «وي وورك» ومؤسسها آدم نيومان.
النقطة الأخرى تتعلق بسلوك «الخوف من الفوات» (FOMO) التي تصيب مستثمري المال الجريء، والذي يتمثَّل في تعطش المستثمرين للفرص التي تبدو برَّاقة وخوفهم من فوات فرصة الاستثمار فيها، وشهدنا هذا السلوك مع «الكريبتو» و«NFTs». ظننا أنَّ مستثمري المال الجريء قد تعلَّموا الدرس بعد الهبوط الحاد في تقييمات شركات «الكريبتو» و«NFTs»، لكن ما أن ظهر الذكاء الاصطناعي أعادوا الكرَّة.
والغريب في حالة «أوبن إيه آي» أنَّ لا أحد من المستثمرين فيها له تمثيل في مجلس الإدارة، ولم يكن لهم أي علاقة بما جرى، على رأسهم «مايكروسوفت» أكبر المستثمرين فيها على الإطلاق. ومن الصعب تفسير عدم وجود هذه العلاقة بين المستثمر والشركة، وخلو مجلس الإدارة من تمثيل كبار المستثمرين، لكن أثره البالغ تبيَّن فيما جرى خلال فوضى الأيام الخمسة.
أعلنت الشركتان «أنغامي» و«أو إس إن بلس» عن خطوتهما نحو الاندماج في كيان واحد يشكل أكبر منصة بث ترفيهي رقمي في المنطقة ينافس وجود سبوتيفاي ونتفلكس فيها. وفقًا للتصريح المشترك، ستستثمر مجموعة «أو إس إن» 50 مليون دولار في أنغامي وتصبح صاحبة الحصة الأكبر في الشركة الجديدة. سيحظى الكيان الجديد بـ120 مليون مستخدم مسجَّل، و2.5 مليون مشترك، وإيرادات بحجم 100 مليون دولار.
عبدالله سعيدان ومعاذ خليفاوي
هذه الصفقة متوقع إغلاقها بداية العام القادم، إذ تتطلب عدة موافقات من الدول التي تعمل فيها الشركتان. وثمة عدد من الأسئلة التي تفرض نفسها منذ الآن: كيف سيكون شكل الكيان الجديد، هل ستكون مجموعة أم اندماجًا كاملًا؟ هل تتخارج مجموعة «إم بي سي» من «أنغامي» أم تقرر زيادة الاستثمار فيها؟ ماذا ستفعل «أنغامي» بالاستثمار الذي حصلت عليه، هل ممكن أن تستثمر في نمو أكبر من خلال شراكة «أو إس إن» الحصرية مع مكتبة «إتش بي أو» و«باراماونت»؟ فأنغامي من حيث الإيرادات وعدد المشتركين تشهد نموًّا جيدًا، فهل تخطط للنمو في «أو إس إن»؟
بالطبع كل هذا يعتمد على نيل الصفقة الموافقة، إذ ثمة احتمال أن لا تتم. لكن نتمنى أن تتم لعدة أسباب، فرحلة «أنغامي» مع الطرح العام كانت سيئة ولا تعبِّر عن نجاح المنتَج لأنها خرجت من رحم «السباك» مما أضعف وضع السيولة لدى الشركة. السبب الثاني أنَّ هذا الاندماج يمثّل تطبيق فرضية جديدة تُطرَح في السوق، إذ سيكون لدينا أول شركة تقرر ضم الموسيقا و«مشاهدة الفيديو تحت الطلب» في منتَج واحد.
كما أنَّ استعانة «أو إس إن» بإدارة «أنغامي» وخبراتها قد يساعد إلى حد كبير في تطوير الجانب التقني لمنصة «أو إس إن» وقدرتها على التسويق والحفاظ على العملاء.
معجم السوق
الاندماج (Merger): قرارٌ طوعي لدى شركتين قائمتين بالانصهار ضمن كيان قانوني جديد، بحيث تدخل إحدى الشركتين كليًّا في كيان الأخرى. في العادة، تكون الشركتان المتفقتان على الاندماج متقاربتين في قطاع الإنتاج وفي حجم العمليات ونوعية المستهلكين. وتهدف الشركتان من الاندماج إلى رفع حصتهما السوقية وتوحيد منتجاتهما المشتركة ورفع الإيرادات والأرباح. بعد الاندماج تتوزع أسهم الكيان الجديد على المساهمين في الشركتين.
موجز أخبار ريادة الأعمال، وقراءة لأهم تحوّلات الأسواق العالمية والمحلية. اشترك فيها الآن.