العمل عن بعد ميزة تستلزم الانضباط

حتى تنجح ميزة العمل عن بعد لا بد للشركة العمل على ضبط معايير هذه البيئة بما يفيد الموظف أولاً ويسهِّل سيرَ العمل بما يضمن النجاح في العمل المؤسساتي.

فتحت تطبيق «إكس» وإذ تظهر لي رسالة من المنصة تبشرني بإضافة خاصية المكالمات الصوتية والمرئية، بالطبع ضغطت خيار «لاحقًا» وليس الآن.  

بعدها بيوم دخلت الإعدادات ووجدت أنَّ الخاصية مفعَّلة بشكل تلقائي، ومتاحة للأشخاص الذين أتابعهم، أي 1,146 شخص أنا موقنة أني لا أعرف سوى أقل من خمسين منهم على المستوى الشخصي! هنا لا بد أن أذكر أنَّ «إكس» تعرف أننا نتابع أناس لا نفكِّر حقيقةً بالتواصل المباشر بهم، لذا اشترطتْ إرسالك على الأقل رسالة واحدة لحساب الشخص كي يُتاح له الاتصال. لكن ما الضامن أنَّك تريد من الشخص الذي تواصلت معه مرة قبل أعوام أو حتى قبل يوم أن يتصل بك؟

فإن لم تكن متحمسًا لتلقي المكالمات، أنصحك بالدخول على الإعدادات. 📞🚫  

إيمان أسعد


إنجاز المهام عن بعد / Imrancreative12
إنجاز المهام عن بعد / Imrancreative12

العمل عن بعد ميزة تستلزم الانضباط

عبدالكريم العدواني

بينما كنت أتصفَّح الأخبار حول تحسين بيئة العمل ضمن مهامي اليومية، لفتني خبر طلب شركة «زوم» من موظفيها العودة إلى العمل في مكاتبهم. فهذه هي الشركة التي ازدهر سهمها وذاع صيتها وقت الجائحة عندما اعتمدت عليها أغلب الشركات لعقد اجتماعات العمل عن بعد والمساعدة في إدارة أعمالهم. برَّرت شركة «زوم» طلبها بأنَّ البيئة الأفضل للعمل هي «بيئة العمل الهجينة» (hybrid work environment) التي تتضمن كلتا الطريقتين: الحضور الفعلي والعمل الإلكتروني عن بعد. 

ابتسمتُ لدى قراءة الخبر لأن أغلب الزملاء من حولي يطالبون بتطبيق آلية العمل عن بعد بشكل كامل، متحججين بأنَّ أغلب الأعمال يمكن إنجازها من المنزل أو المقهى -أو أي مكانٍ آخر عدا مكاتب الشركة المملّة في نظرهم- ودون التقيُّد بنظام البصمة والحضور والانصراف، فضلاً عن الخسائر المادية والوقت المهدر في التنقل من العمل وإليه. 

مع ظهور الإنترنت أصبح طبيعيًا أن يُعقَد اجتماع بين خمسة أشخاص من خمس دول مختلفة، وإنجاز المشاريع بموظفين من مختلف الدول، لكن هل يتم الإنجاز بالشكل الصحي والصحيح؟ وهل يمكن لشركة لا يوجد فيها الموظفون بشكل دوري، يلتقون وجهًا لوجه ويتناقشون حول مشاكل العمل وقضاياه أن تخلق بيئة عملٍ صحية ومستدامة؟ 

تتكون أي وظيفة من عدة معايير يقارن بينها الموظف ليحصل على الخيار الأنسب له، منها المقابل المالي والمكان الجغرافي والمنصب الوظيفي، وأخيرًا بيئة العمل. ويحرص الموظف في اختيار بيئة العمل على وجود إمكانية صقل مهاراته وتطويرها، مثل التواصل الفعال والذكاء العاطفي والاجتماعي ومهارة حل المشكلات وإمكانية تطوير العلاقات المهنية وتنميتها، إلا أن هذه المهارات يفتقرُ إليها في الغالب العمل عن بعد. فكلُّ تواصل يكون كتابيًا غالبًا، والاجتماعات تُقام عن بعد ولن تكون فعّالةً كاللقاء الفعلي. لذا سيجد الموظف صعوبةً في اكتسابها إذا ما قورن بفرصة الموظف الذي يداوم حضوريًّا في المكتب.

إذ تبيِّن مقالة حول «طرق تطوير التواصل بين الموظفين» أن التواصل غير المكتوب، كتعابير الوجه ونبرة الصوت ولغة الجسد، يزيد فعاليَّة التواصل ككل بين 65%-93% أكثر من التواصل المكتوب. ومع العمل عن بعد ينتفي وجود كلُّ هذا، ليصبح التواصل ذا وجه كتابي واحد فقط.

ويثبت استدعاء كبرى الشركات التقنية مثل «أبل» و«أمازون» و«متا» موظفيها للعودة إلى العمل الحضوري في المكاتب أن العمل عن بعد دائمًا قد لا يكون أنسب وسيلة لإدارة العمل المؤسساتي في الشركات، وأن الحضور الحقيقي لن نستطيع الاستعاضة عنه. مع ذلك، هناك شركات مؤمنة بالعمل عن بعد بصفتها ميزة، مثل شركة (P&g) التي تقدم خيار العمل عن بعد لمدة يوم أو يومين في الأسبوع، وذلك حتى قبل الجائحة، في وعيٍ منها بإعطاء المرونة المتوازنة للموظف. 

شركة ثمانية تقدِّم ميزة العمل عن بعد كإحدى المميزات للعمل لديها، في وعيٍ منها بأن الأعمال الإبداعية تحديدًا لا تتطلب الوجود في مقر العمل، فالمرونة للموظف مطلوبة، وبعض الموظفين قد وصلوا لمرحلة من الخبرة بحيث لا يحتاجون إلى تطوير مهارات التواصل الفعَّال أو حل المشكلات بشكلٍ حضوري؛ إما قد وصلوا لها في بداية حياتهم المهنية، أو أثبتوا قدرتهم على تعلُّمها عن بعد وضبط معايير العمل على أفضل درجة.

وهذا ما اختبرته شخصيًّا في ثمانية ضمن عملي عن بعد كمنتج مستقل لبودكاست «مربَّع»؛ حتى تنجح ميزة العمل عن بعد لا بد للشركة العمل على ضبط معايير هذه البيئة بما يفيد الموظف أولاً ويسهِّل سيرَ العمل بما يضمن النجاح في العمل المؤسساتي، وعلى الموظف بدوره الالتزام بهذه المعايير الضابطة، فبدونها ستنقلب الميزة عائقًا. 


خبر وأكثر 🔍 📰

مكينة الخياطة / Giphy
مكينة الخياطة / Giphy

 مكائن الخياطة تكتسح عالم الشباب! 

  • عودة مكائن الخياطة. مع سيطرة الأزياء السريعة والمتطابقة على السوق، يستعين جيل الألفية وزد بالحياكة ليصمم أزياء تتناسب مع ذوقه وتفرُّد شخصيته وجسده، أو يعدِّل قطعة قديمة لتحاكي تطوُّر العصر، أو لإيمانه بالاستدامة والتدوير والحفاظ على البيئة، مما شكَّل مجتمعًا واسع الانتشار على منصات التواصل يتنافس فيما بينه لتنفيذ أجمل القطع.👚

  • أناقة المكائن تجذب الجيل الشاب. لم تعد الحياكة حكرًا على الجدَّات، ويعود الفضل إلى تطوُّر المكائن. ماكينة سنجر السوداء ليست معقَّدة، بل أصبحت سهلة الاستخدام وأنيقة المظهر، لا تتكسَّر إبرها مع الأقمشة الحديثة وتتمتَّع بمحرِّك داخلي أقوى بنسبة 50% مع غرز متنوعة وكثيرة. 🪡

  • تَعلُّم الخياطة من «جامعة يوتيوب». أصبح لكل شركة قناة على يوتيوب تقدِّم فيها دروسًا مفصلة لاستخدام مكائنها، مع مقاطع تعليمية للخياطة، مما زاد إقبال الشباب على تعلمها. إذا تصفَّحت سريعًا حسابات في إنستقرام وتويتر ويوتيوب ستجد مقاطع لا نهائية لشباب يحترف الحياكة.🧵

  • سحر تحويل قماش عادي إلى قطعة فنية. أثبت العديد من الموهوبين قدرتهم على صناعة كنزة أنيقة من مفرش طاولة مستعمل، أو تطريز حقيبة كتانية بسيطة لتصبح فريدة من نوعها، مما يدعو المتابعين إلى الرغبة لتعلم هذه المهارة، ومنهم محدثتكم، فقد اقتنيت ماكينة خياطة وصنعت برفقتها الكثير. 👗

  • في عصر علبة الماكنتوش. قبل أن تصبح صناعة الأزياء أسرع من أن نواكبها، وحين كانت علبة الماكنتوش مخبأ الخيوط والمقصات، كانت الملابس تُحاك في البيوت، وفي كل بيت ماكينة وسيدة تتقن استخدامها، ولكل سيدة موضتها الخاصة بما يتلاءم مع جسدها وذوقها. ومن الواضح أنَّ جيل الألفية وزد الذي وُلد وتربى في عصر موضة متاجر التجزئة العالميَّة بات يبحث اليوم عن ملابس تعكس هويته، ولا يمانع صنعها بيديه.😌🤍

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

دعني أرسم لك المشهد: توجهتَ لمقابلة عمل بعد بحث طويل عن وظيفة، دخلتَ إلى المقابلة وجلست وبعد إجابتك عن السؤال المكروه «تحدَّث عن نفسك» يأتي سؤال لم تحسب له حسابًا: «أخبرني عن موقف فشلت فيه؟» لحظتها تدرك أنك ستستدعي العيد في محرم! 😱

إن عشتَ هذا المشهد فلا بأس، في المقابلة القادمة ركِّز على النقاط التالية وستُبلي حسنًا😎

  • ابحث عن شيء تعلمته من فشلك. لا يهدف مسؤول التوظيف لإهانتك، إنما يريد معرفة إدارتك للمواقف، وكيف تتعلم منها. اختر موقفًا أخطأت فيه خطأً بسيط العواقب، وشارك القصة من منطلق ترحيبك بالخطأ لأنه أتاح لك فرصة للتحسين. تدرَّج من إدراك الخطأ إلى التعلم منه ثم تصحيحه.🌿

  • ابتعد عن التكرار. لا تكرر كلمة «فشل» أو «خطأ» أكثر من مرة، فتلك الكلمتان تحملان معاني سلبية لست بحاجتها. ابحث عن كلمات محايدة مثل: «حدث»، أو «نتيجة قرار ما» أو «حصيلة كذا»..وهكذا.😌

  • تحدَّث باسم الفريق. عند حديثك عن فشلٍ ما تحدث بصيغة الجمع، لكي يتضح لمسؤول التوظيف إجماع الفريق وراء اتخاذ القرار مما يخفِّف عنك عبء مسؤوليته، كما يوضح التزامك بالعمل الجماعي والولاء للعمل بعيدًا عن الأنا.🤝

  • اختصر قصتك. فكِّر بقصة الفشل كمقدمة افتتاحية لمقابلتك؛ هي قصة الغرض منها توضيح مهاراتك بالتعامل مع الأخطاء والضغوط وتحمُّلك للمسؤولية، مثال: «كان الخطأ فرصة ممتازة للتحسين، ونتيجة لهذا الخلل تغيَّرت حساباتنا وأدركنا أننا بحاجة إلى إضافة خطوة رقابة لضمان عدم تكرار الموقف». 🙅🏽

  • لا تدافع عن الفشل. لا تحاول الحدَّ من الضرر أو تبرير الخطأ والدفاع عن نفسك، تذكَّر أن الهدف من السؤال هو التعلُّم والتصحيح والتطوير، وليس هجومًا على شخصك.🪜

  • رزقك لن يضيع. بعد انتهاء المقابلة لا تقسُ على نفسك، استعرض إجاباتك وفكر كيف تستغل هذه المقابلة للتحضير لمقابلات أخرى بعدما عرفت نوعية الأسئلة المحتملة، رزقك محفوظ وربك جواد. 🌧️🤲🏻

🧶 المصدر


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • حتى نلتقط أنفاسنا من دوامة الأخبار السلبية، ينبغي لنا أولًا أن نقنن من تعرضنا لها ونطبق ما يُعرف بـ«حمية منصات التواصل». 😢

  • إن الطبيعة البشرية عامّةً تفضل الصوت الأنثوي. لكن لو أسقطت هذه النتيجة على التعاملات اليومية، فسوف أجد أنَّها ليست صحيحة دائمًا. 🗣️

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.