لماذا لا أستثمر في تسلا؟
لا أتحمّل أن أكون رهين قرار شخص عبقري لكنه مزاجي، فضلًا عن ذهاب مدخراتي وكدحي إلى حساب شخص حاد المزاج قد يغيّر رأيه في أي حال.


حين كنت طالبًا في كلية الأعمال، أدرس الماليّة، وكنت مهتمًا -أنا وأصدقائي- حينذاك بالاستثمار في الأسهم، أوصاني صديق بشراء أسهم شركة تسلا. كان ذلك عام 2017 تقريبًا، وبلغت قيمة تسلا حينها 40 أو 50 مليار دولار، وسعر السهم قبل التقسيم بحدود 250 دولارًا، أي 60 دولارًا بسعر اليوم.
سعر السهم في 30 أبريل 2022 بلغ 877 دولارًا، وهذا يعني أن قيمة الشركة قد تضاعفت بحدود ثلاث عشرة مرة! ومع ذلك لو عاد بي الزمن، لأعدت قراري بعدم الاستثمار في تسلا؛ علمًا أن التدوينة ليست توصية لا بالبيع ولا بالشراء.
نفسيًا، لا أتحمّل أن أكون رهين قرار شخص عبقري لكنه مزاجي، فضلًا عن ذهاب مدخراتي وكدحي إلى حساب شخص حاد المزاج قد يغيّر رأيه في أي حال. وفعلاً، في 2018، دفع إيلون ماسك 20 مليون دولار لسداد مخالفة أعلن فيها أنَّ تسلا سوف تُباع بمبلغ 420 دولارًا للسهم، بعدها هبطت قيمة الشركة بمقدار 13%، لا لشيء إلا لأنه نشر تغريدة ما كان ينبغي له أن ينشرها.
قرار إيلون ماسك الاستثماري في شراء تويتر، الذي أعلن فيه أنه سيضخ من ماله الخاص 21 مليار دولار، أعاد إليَّ التفكير بقراري. فمن أين له 21 مليار دولار نقدًا؟ الأرجح أنه سيبيع جزءًا من أسهمه في شركة تسلا. يملك إيلون قرابة 175 مليون سهم، ويحتاج أن يبيع 24 مليون سهم للحصول على 21 مليار دولار نقدًا. ما إن أعلن هذا، حتى هبط السهم بمقدار 12.2%، وهبط المؤشر (S&P 500) بمقدار 2.8%، علمًا أن كل أميركي لديه برنامج ادخاري للتقاعد يملك حصة فيه.
بالرغم من معرفتي أنَّ العالم يتجه اليوم إلى الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة، وأنَّ تسلا تعمل فعلًا على معالجة هذه المشاكل الحقيقية في العالم، لكنها تظل تتأثر تأثرًا شديدًا برئيسها التنفيذي إيلون ماسك، ما يجعل سهمها متذبذبًا جدًا. ولهذا لا أستثمر في تسلا.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.