هذه ليست توصية شراء

يعلمني المجتمع أنني يجب أن أصطاد (أستثمر) ويمنحني أدوات الصيد (البنوك)، لكن لا يساعدني في اختيار أفضل أنواع السمك السعودي (الأسهم).

مثل كثير من الشباب تشغلني دومًا فكرة الاستثمار، ربما بسبب تحديات الحياة المختلفة، وربما لأنها الموجة التي تعصف بمواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها تويتر. فبدأتُ بالبحث ومحاولة التعلم. 

تابعتُ حسابات التجار والعقاريين والمتخصصين في الاستثمار. كثيرٌ منهم يتكلم عن الأسهم، لكن لطالما شعرت أنَّ هناك حلقة مفقودة. الكل يقول لك «اشترِ أسهمًا»، لكن لا أحد يقول لك أي أسهم تشتري بالضبط!

تمنع أنظمة هيئة السوق المالية السعودية تقديم توصيات بيع الأسهم وشرائها بدون ترخيص. لذلك تجد كل مشاهير سوق الأسهم -إن صحَّت العبارة- يذيّلون تغريداتهم حول الأسهم بالعبارة الشهيرة «هذه ليست توصية شراء أو بيع»، رغم أن هذه التلميحات هي مجرد آراء شخصية.

حتى أكتشف المزيد حول موضوع توصيات الأسهم، اشتركت في إحدى الدورات المدفوعة التي يقدمها أحد مشاهير سوق الأسهم. عدد الحضور كان كبيرًا (تجاوز المئة)، ومع أن الدورة مدفوعة، إلا أنَّ المدرب وبشكل واضح كان لا يقدم أي توصيات حول الشركات التي ينبغي شراء أسهم فيها.

على الجانب الآخر من كرتنا الأرضية نجد قنوات يوتيوب عديدة مثل «ليرن تو إنفست» (Learn to Invest) وغيرها تقدّم نصائح استثمارية صريحة جدًا (عيني عينك). تلك القنوات ترشّح لك الأسهم التي يجب أن تشتريها أو تبيعها ومتى تفعل ذلك بالتفصيل، لكن في أسواق المال الأميركية!

يقول الدكتور فهد الحويماني:

قرار منع التوصيات غير واضح، بل مرتبك. فالمنع من المفترض أن يكون فقط لمن يقدم هذه الخدمة بمقابل ماليّ، أما مجرد التحليل وإبداء الرأي حول توجه الأسهم، فأمرٌ لا غبار عليه، ويُمارَس في كل مكان حول العالم.

يعلّمني المجتمع أنني يجب أن أصطاد (أستثمر) ويمنحني أدوات الصيد (البنوك)، لكن لا أحد يساعدني في اختيار أفضل أنواع السمك السعودي (الأسهم). في حين يخبرني الكثيرون عن أجود أنواع السمك الأميركي، ويفعلون ذلك مجانًا. لذلك قد يكون هذا سببًا كافيًا لي وللبعض لوضع أموالهم خارج السعودية، لمجرد أنهم في أميركا أخبروه كيف وماذا يصطاد بالضبط!

الأسهمالاستثمارالمالالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام