سوق الأسهم ومخاطر المزاج

لا يمكن تجاوز المخاطرة في الاستثمار بالأسهم إلا بالتنويع في استثماراتك. فمهما كنت عالمًا ودارسًا ومحللًّا، ستفاجئك الأسواق بتقلبات مزاجها.

كيث قيل، شاب في الرابعة والثلاثين وحاصل على أعلى الشهادات المهنية في المالية (CFA). أنشأ قيل قناة في اليوتيوب وبدأ يستعرض أسلوبه كمستثمر فرد في شراء الأسهم وبیعها على المتابعين. ومن البداية، حذَّر قيل أنَّ القناة تعليمية تمامًا، وأنّ مجرد شرائه أو بيعه للأسهم ليست دعوة للشراء أو البيع وأنّه لا يقدم توصيات شخصية. 

في يونيو 2019، قرَّر قيل الاستثمار في الشركة العريقة «قيم ستوب» (GameStop). كان الاعتقاد السائد في السوق أنَّ الشركة ستفلس، لكن برَّر قيل استثماره بأنَّ الشركة تتداول في أقل من سعرها العادل، وأنها فرصة حقيقية للاستثمار. 

في ديسمبر 2020، أعلنت «قيم ستوب» نتائجها للربع الثالث من السنة. ورغم ارتفاع مبيعات الشركة في قطاع التجارة الإلكترونية فقد سجلت نتائج في غاية السوء، إذ انخفضت مبيعات متاجرها 30% مقارنة بنفس الربع من عام 2019. الانخفاض كان متوقعًا، خصوصًا أنّ الناس مكثت في بيوتها في ظل حجر كورونا. وفي اليوم التالي للإعلان، تحديدًا في 9 ديسمبر 2020، سجل السَّهم انخفاضًا بنسبة 20% من قيمته السوقية. 

راهنت بعض شركات إدارة الأصول مثل «مالفين كابيتال» على حتمية إفلاس «قيم ستوب» وعقدت صفقات بيع على المكشوف. في المقابل، بدأ قيل ورفاقه نشر صور «سكرين شوت» في موقع ريدت لاستثمارهم في «قيم ستوب». ولوحظ تفاعل شديد من الناس حدَّ التصديق بأنَّ الشركة فعلًا لن تفلس، ليرتفع سعر السهم في 13 يناير 2021 إلى 50%. 

لم يتوقف الحال هنا، بل نشر إيلون ماسك رابط صفحة موقع ريدت عبر حسابه في تويتر ليتضاعف التفاعل. وهكذا خضعت كبار الشركات مثل «مالفين كابيتال» لمزاج السوق وأغلقت صفقة البيع على المكشوف لتسجل خسائر بحدود 50%. 

العجيب هنا ليس الربح والخسارة، العجيب أنَّ الأسواق المالية مجنونة ولا يمكن التنبؤ بها أبدًا. «مالفين كابيتال» وغيرها لديها من الموارد والكفاءات العالية جدًا التي أجزم أنَّك كمستثمر فرد لا تملك عُشرها، ومع ذلك أخفقت تلك الشركات بشكلٍ مريع. 

هذا الجانب من المخاطرة في الاستثمار بالأسهم لا يمكن تجاوزه إلا بالتنويع في استثماراتك. لأنَّك مهما كنت عالمًا ودارسًا ومحللًّا للشركة، ستفاجئك الأسواق بتقلبات مزاجها.

الأسهمالاستثمارالاقتصادالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام