لو عطست الشمس

مجمل حياة أيّ منا بات في صيغ رقمية. لكن ماذا لو هبَّت عاصفة إشعاعية قوية من الشمس بما يكفي لتعطيل الإنترنت ومسح جزءٍ معتبر من بياناتنا؟

خلال الربع الثالث من عام 2021، جرى تداول أكثر من 10 مليارات دولار في سوق «الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال» (NFTs). 

مسخرة؟

إليكم خبرًا آخر؛ خلال أسبوع واحد من ديسمبر 2021 جرى «استثمار» 106 مليون دولار في «أصول» تشمل أراضٍ ويخوتًا وسواها في عالم الميتا الرقمي.. الافتراضي.. التخيُّلي. 

قد تجاوز تحوُّلنا لكائنات افتراضية مرحلة التساؤل إلى الواقع -الافتراضي- للسخرية! فكل فيديوهاتنا ورسائلنا وذكريات أعمارنا باتت في صيغ رقمية. حسابات بنوكنا وفواتيرنا وسجلاتنا الوظيفية والطبية وإبداعاتنا ومخالفاتنا محفوظة رقميًا. مجمل حياة أيّ منا موزَّع بين تويتر وسنابشات وفيسبوك. 

ماذا لو ضاع ذلك كله؟ أيمكن أن يضيع ذلك كله؟

في عام 2020 وحده، أنتج العالم ما مجمله 59 تريليون قيقا بايت (أو زيتا بايت) من البيانات، وسيتجاوز حجم سوق التخزين السحابي للبيانات 390 مليار دولار بحلول العام 2028. 

لا غرو، فكل شيء محفوظ. ولا شك بأن البنوك والحكومات أحرص منّا على النسخ الاحتياطية لوثائقها. لكن كل الـ«داتا» المتداولة عبر الإنترنت ما هي في النهاية إلا نبضات كهربية.

فلننتقل الآن إلى الشمس التي تدور أرضنا حولها. إنها عبارة عن مفاعل نووي يأكل بعضه بعضًا. الحرارة التي تصلنا منها هي في أساسها موجات كهرومغناطيسية. وتُعرَف إحدى الظواهر الطبيعية التي تمر بها الشمس بين فترة وأخرى بالهبّات أو العواصف الحرارية. هي أشبه بالعطسات التي تنفّس بها الشمس عن لهيبها. ويجادل المختصون بأنَّ عاصفة إشعاعية قوية بما يكفي من شمسنا ستكون لها آثار بيئية مدمرة، وأنها قد تعطل الإنترنت وتمسح جزءًا معتبرًا من بياناتنا.

هكذا ستكفي عطسة من الشمس، ليختفي الوجود الرقمي كأن لم يكن. وهي معلومة قد تزيد في الواقع من تقييم أصول الـ(NFTs).

الأصول الرقميةالبياناتالواقع الافتراضيالثقافةالمستقبل
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية