لماذا أكترث لقارئ القودريدز؟
تجربتي مع قودريدز تعود لسنوات دخولي عالم الترجمة الروائية. ودائمًا الشهر الأول هو الأصعب، حيث يسلِّط القارئ الأول سيفه عليك.
مرَّ نحو شهر على إصدار روايتي، ومن يومها أستهل صباحي بفتح موقع قودريدز. ما إن أضغط على صورة الرواية، أغمض عينيَّ بشدة وأحبس أنفاسي، ثم أفتحهما. وحتى هذه اللحظة: لا شيء. النجوم الخمسة رمادية ميتة، والأصفار واقفة كما جذوع الشجر الخاوية. لكن تظلّ أرحم بكثير من نجمة أو نجمتين مشعتين!
تجربتي مع قودريدز تعود لسنوات، منذ دخولي عالم الترجمة الروائية. ودائمًا الشهر الأول هو الأصعب، في انتظار أول مراجعة تقرر مصير كتابك.
فالقراء والنقَّاد، على حد سواء، يستعينون بقودريدز ليقرروا إن كانت الرواية تستحق القراءة أم لا. فهناك الملايين من الكتب، وبالتأكيد لا تريد هدر مالك أو وقتك على عمل قرأه أحدٌ قبلك ولم يعجبه.
وهكذا يسلِّط القارئ الأول في قودريدز سيفه عليك، فإما يقطع عنقك أو ينعم عليك بلقب «كاتب رائع» مع نيشان النجوم الخمسة، أو حتى الأربعة (راضين).
ويمتلك قارئ القودريدز، سواء الأول أو الأخير، سلطةً لا يملكها أكبر ناقد أدبي. فرأيه راسخٌ وملتصقٌ بك حتى نهاية الزمان (أو إغلاق موقع قودريدز لسبب أو لآخر). على عكس كل المقالات والتغريدات والمنشورات التي ستضيع في زحمة الإنترنت أو أحاديث نوادي القراءة التي ستنسى.
ففي الشهر الماضي وصلتني ثلاثة آراء إيجابية من روائيتين قديرتين جدًا وكاتبة مقال رائعة ستكتب مراجعة حولها في دورية أدبية. ومع ذلك، لا أزال أنتظر قارئ القودريدز يطوي غلاف روايتي، وبأصابعه يكترث بما يكفي ليقيِّمني.
تحديث: إن ضغطتَ على الرابط في البداية، فقد عرفتَ تقييمي الذي لم أعرفه وقت كتابة التدوينة. لا بأس به، ينطبق عليه وصف طبيب الأسنان لابتسامتي «لا حلوة ولا بشعة.» لكن لم يكن هذا إحساسي يومها.
فقد صودف يوم التقييم الأول حضوري جلسة علاج نفسي، ووجدتني أبكي وأنوح على أريكة المعالِجة رغمًا عنّي. بيني وبينك كان مشهدًا ساخرًا وحتى مثيرًا للشفقة، لكني أدركت لحظتها لماذا أكترث حقًّا لقارئ القودريدز. والإجابة أبدًا لم تعجبني.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.