مخيف جدًا: الذكاء الاصطناعي يبدأ في تربية أطفالنا

أعتقد أننا وصلنا للزمن الذي يقوم فيه الجسمال (Robot) بفعل أمور هي من اختصاص البشر لكنهم قد ينجزونها بشكل أفضل من البشر، وعلى سبيل المثال شركة أمازون...

أعتقد أننا وصلنا للزمن الذي يقوم فيه الجسمال (Robot) بفعل أمور هي من اختصاص البشر لكنهم قد ينجزونها بشكل أفضل من البشر فمثلًا موقع Amazon أصبح يستخدم الجسمال في مخازنه بالإضافة للبشر وقد تجدهم أيضًا في المجال الاصطناعي والطبي وفي مجال الطبخ.

التقدم التقني المتسارع والتطور الهائل في الذكاء الاصطناعي وفّر لنا منتجات ستقوم بدورنا البشري في العلاقات بناء على المشاعر والأحاسيس المتنبئة مسبقًا. لكن لحظة، هل يستطيع الجسمال أن يقوم برعاية الأطفال وتربيتهم؟ هل تستطيع هذه الآلة أن تقبّل أطفالنا وتحضنهم وتقدم لهم نفس الحنان والشعور الذي يجده الطفل مع والديه؟ ربّما، لهذا تم صناعة iPal الغرض منه تقديم الرعاية لأطفالك، وبمعنى أبسط هو جليس أطفال آلي، بطول ثلاثة أقدام وكاميرا للمراقبة وشاشة تعمل باللمس، تحتوي على كثير من التطبيقات لتسلية طفلك وخلق جو سعيد له.

عندما كنت صغيرة كنت أتابع مسلسلاً كرتونيًا جميلًا اسمه The Jetsons وهو قديم جدًا. يتحدث عن كيفية حياة العائلة التي تعيش في المستقبل. وكان لديهم مربية اسمها روزي وهي في الأساس جسمال كانت ترعى الأطفال وتنظف البيت. لهذا فيبدو أن بعد كل هذه السنين سنرى هذه الشخصية واقع بيننا وليس خيالاً كما كنا نتوقع في الصغر.

بالعودة إلى iPal، فتعمل شركة Avatarmind المُصنعة له على المشروع من مكاتبها في كل من الصين، وأمريكا وتحديدًا في سيلكون فالي. الهدف من هذا الجسمال هو أن يكون “الصديق والرفيق الذي يتحدث ويلعب معه طفلك طبيعيًا” وأيضًا قد يقوم بمساعدة الأم. يستطيع  iPal أن يرقص ويغني وهذا كله حتى يحافظ على هدوء طفلك ويبقيه منشغلًا عنك. أيضًا يمكنهم الدردشة مع أصدقائهم والاطلاع على  وسائل الإعلام الاجتماعية وهذا كله يحدث بدون إشراف الوالدين أو أي شخص آخر.

الشيء الجميل مع هذا الاختراع أنه مع الوقت سوف يتعلم سلوك طفلك، ماذا يحب ويكره، وكل هذه الأمور المتعلقة بأسلوب حياته. ومن الممكن أيضًا أن يلعب معهم حجر ورقة مقص!

وبالحديث عن مهام الأبوة فإن iPal يفهمها جميعها ابتداءً من أوقات النوم والوجبات وتنظيف الأسنان والاهتمام بنظافة البدن وكل هذه الأشياء.

يتفاعل مع أي مشاعر يقدمها الطفل!

لكن مع كل هذه المميزات التي ذكرناها هل يملك iPal مشاعر؟ تؤكد شركة avatarmind أن نظام إدارة المشاعر الذي تم تزويد  الجسمال به سيستطيع التفاعل وتقديم المشاعر التي تناسب حالة طفلك النفسية. حيث أنه مبرمج على أن يقوم بالتفاعل مع أي مشاعر يقدمها الطفل فعندما يكون سعيدًا، سوف يهتف له وعندما يكون حزين، سوف يساعده.  وخوارزميات ذكية بهذا القدر، من الممكن أن تصنع لنا جسمال يقدم الرعاية الكاملة لأطفالنا والأكيد أن اختراع بمثل هذه الإمكانيات لن يكون رخيص السعر.

الجيل الحالي منغمس في التقنية بشكل كبير، فقد تجد طفلًا صغيرًا يستخدم جهازًا لوحيًا ويتنقل بين اليوتيوب واللعب في تطبيقات الجهاز بمهارة وسهولة كبيرة. لذا وجود مربية بجانبهم تكون جسمالاً قد يغير الكثير. وهذا يعني بأن الدور الذي كان يقوم به الوالدان مثل ماهو معروف سوف ينتقل للآلة مثل ماحصل مع المجالات التي دخل فيها الجسمال. المستقبل مختلف ويحمل أمورًا سوف تكون متغيرة جداً وغريبة، حيث سيبدو قريبًا أن الجسمال سيصبح أحد أفراد العائلة. صحيح هناك خلاف دائم وخوف من المستقبل الذي تحمله لنا الآلة. لكن لنكُن واقعيين الحياة معهم سوف تصبح أسهل وسوف تخفف الكثير من العبء، فمثلًا لن تحتاج أن تدفع تكاليف كبيرة لمربية تأتي إلى المنزل،. فعلى الأقل جسمال مثل iPal سوف يكون آمناً على أطفالك ولن تخاف أن يصيبهم ضرر منه كعنف أو غيره.

لكن يظل السؤال الأهم، هل سيكون الجسمال مجهزًا بقدرات تسمح له بالدفاع عن الأطفال في حال وقوع ضرر في المنزل مثل الحرائق أو دخول لص، أو في حالة اختناق الطفل هل سيستطيع مساعدته وقتها؟ بالإضافة لعدم معرفتنا بكيفية برمجة هذه الجليسة الآلية! في الواقع هذا النوع من الاختراعات يتبعه أسئلة كثيرة لا حصر لها. فما هي تلك الأخلاق والمبادئ التي نود أن نعلمها أطفالنا؟ اليوم، أمريكا تشتكي من تعلم أطفالهم تعاليم سيئة من خلال جهاز Amazon Echo، وهو جهاز لا يزال في بداية دخول مجال الذكاء الاصطناعي! المستقبل، مخيف!

التقنيةالذكاء الاصطناعيالمجتمعالمستقبل
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية