كيف أصبحت الرياضة هويةً قومية؟

تشهد البطولات الرياضية الأممية تصاعد مشاعر القومية. ويبين لنا التاريخ مدى الجذور العميقة لارتباط الرياضة بالهوية الوطنية.

انتهت قبل أيام بطولتان قاريتان لكرة القدم: كوبا أميركا وأمم أوربا. ورأينا كيف تحمل تلك الأحداث الرياضية الضخمة في ثناياها النزعة الوطنية للدول المشاركة فيها. ولطالما ضجَّت البطولات الدولية والقارية بتصاعد المشاعر القومية لدى المشجعين وتجسيدها بالأعلام والأناشيد الوطنية والهتافات والأزياء والوجوه المصبوغة. 

ولا تقتصر النزعة القومية على المشجعين فحسب. بل تحرص حكومات الدول نفسها على إظهارها وتشجيعها تعبيرًا عن الاعتزاز بالهوية. وكذلك حتى تقدم نفسها ككيانات ناجحة وشعوب موحدة. ويحدث أيضًا أن تتحول الساحات الرياضية في المحافل الدولية إلى ساحات دبلوماسية تُمارَس فيها القوة الناعمة.

ويتابع الجمهور أحداث هذه البطولات بشغف عارم. إذ تُشير إحصائيات الموقع الرسمي للفيفا إلى متابعة 3.572 مليار شخص، أكثر من نصف سكان الأرض، بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في روسيا عام 2018. بالتأكيد رقم هائل يضعنا أمام تساؤل عن مدى أهمية تلك المنافسات الدولية، وإلى أي حد تؤثر فيها المشاعر القومية.

المنافسة الرياضية بديلًا عن الحرب 

مذ بداية تاريخ الدول تولَّد ارتباط وثيق بين الرياضة والسياسة. فعندما توفر الرياضة وظيفة قومية تتجاوز دورها الترفيهي تتبناها النخب الحاكمة، وبذا تصبح الرياضة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع ومرآة لهويته

حين بدأ الأولمبياد عام 776 قبل الميلاد انطلق من مفهوم ديني سياسي ضمن أنشطة مهرجان زيوس. فكانت تقدم القرابين للإله وتُعقد الأنشطة الدينية إلى جانب الأنشطة الرياضية. وتتحول ساحات المنافسة الرياضية مكانًا تتقارع فيه الدول دون حاجة اللجوء إلى الحرب.

لهذا كان من شروط إقامة الأولمبياد تأجيل جميع النزاعات بين الدول المشاركة حتى انتهاء المنافسات. وعُرف التأجيل بوقف الأعمال العدائية أو «الهدنة الأولمبية». ثم ألغاها الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول عام 394 بعد الميلاد لغرض سياسي أيضًا: شن حملة لإلغاء الوثنية وفرض المسيحية كدين للدولة اليونانية.

وتكرر مفهوم «الهدنة» الرياضية في مطلع القرن العشرين إبان الحرب العالمية الأولى. فعلى وقع انفجار القذائف والطلقات المتطايرة، حدث ما يُعرف بـ «هدنة الكريسماس». توقفٌ قصير غير رسمي عن القتال بين القوات الألمانية ونظيرتها البريطانية والفرنسية المتمركزة على الجبهة الغربية أثناء عيد الميلاد عام 1914.

غير أنَّ هذه الهدنة جاءت كقرار من الأفراد وليس النخب الحاكمة. إذ أعلن الجنود من الطرفين المتقاتلين وقتها وقف إطلاق النار ضد بعضهم بعضًا. وخرجوا معًا من الخنادق المتقابلة وتبادلوا الهدايا التذكارية وأزرار القمصان والمواد الغذائية.

ثم لعب بعض الجنود من الجانبين مباراة كرة قدم ليصنعوا صورةً تاريخية لا تنسى. جنودٌ استبدلوا التخاصم والتنازع في ميادين القتل والدماء بالتنافس الشريف حول من يسجل هدفًا في مرمى الآخر .

تسليع كرة القدم الإنقليزية

لا شك أن التطور الذي طرأ على كرة القدم قد أثر على كل ما يخص ويشتبك معها سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو إعلاميين وكذلك المشجعين. فالكرة شأنها شأن باقي المجالات التي أعادت الرأسمالية تشكيلها من جديد، وصيَّرتها سلعة تباع لأعلى سعر. وعلى إثر ذلك تغير الهيكل التنظيمي والثقافي للرياضة تحت مسمى «تسليع كرة القدم».

فلنأخذ كرة القدم الإنقليزية كمثال لقياس تأثير التسليع كونها أقدم الأوساط الكروية وأكثرها متابعة داخل إنقلترا وخارجها. فمن المعروف أن جماهير كرة القدم الإنقليزية من الأكثر شغبًا حول العالم. وفي المقابل لا نرى هذا الشغب في مدرجات أندية الدوري الإنقليزي حيث المدرجات منظمة والجمهور منمق لا يخرج عن السياق إلا في مناسبات قليلة جدًا. 

يُرجع علماء الاجتماع هذا التباين بين جمهور المنتخب وجماهير الأندية إلى خطة مدروسة وضعها المسؤولون عن إدارة كرة القدم. تقتضي الخطة بالسعي وراء جمهور مرتاح ماديًّا وأكثر إقبالًا على الاستهلاك لدى حضوره المباريات. 

قواعد عشق كرة القدم الأربعون

قضيتُ معظم الأوقات الممتعة في حياتي في متابعة كرة القدم، ما بين حضور المباريات أو النقاش برفقة الأصدقاء أو البحث والتقصي بغرض الكتابة. واكتشفت أن

16 يوليو، 2020

فالجمهور الذی کان مسیطرًا على المدرجات الإنقليزية في ستينيات القرن الماضي كان جمهور الطبقة العاملة. ولطالما عانت تلك الطبقة من التهميش وافتقار التقدير اللائق لدورها ضمن النظام الطبقي البريطاني. دفع هذا الشعور بالامتعاض الطبقة العاملة إلى البحث بشتى الطرق عن التعويض ولو بنشوة النصر في ميادين الكرة. وهكذا، إثر الكبت الاجتماعي الطبقي، تولدت ظاهرة الشغب في مدرجات الملاعب الإنقليزية.

هدفت خطة التسليع إلى استبدال الجماهير من الطبقة الكادحة بأخرى من الطبقة المتوسطة تجسد مفهوم الأسرة المستقرة ماليًّا واجتماعيًّا، وبذا يلعب الاستهلاك دورًا كبيرًا في ثقافتها اليومية. إذ سينصب اهتمامها نحو مشاهدة مباريات ممتعة فنيًا وقضاء وقت لطيف في المدرجات. ولن يكون أكبر اهتماماتها نتيجة المباراة أو تحقيق الانتصار. 

هكذا أدى استبدال الجمهور وإجراءات الأمن الحازمة وكاميرات المراقبة إلى السيطرة على مظاهر العنف والاضطراب داخل ملاعب الدوري الإنقليزي الممتاز. فإذا ركضت على أرض الملعب أو ألقيت شيئًا أو انخرطت في هتافات تمييزية في أحد تلك الملاعب ستلتقط صورتك وتعتقل.

البطولات الدولية والقومية الرياضية 

رغم تسليع بطولات أندية كرة القدم وتقديم المتعة العائلية كأولوية، لا تزال بطولات المنتخبات الدولية تحفز مشاعر القومية والحاجة للانتصار. وتعرف هذه الظاهرة بـ«القومية الرياضية».

وتتجسد مشاعر القومية الرياضية لدى الأفراد في صورتين. الأولى حين تنبع القومية الرياضية عن القومية المطلقة لدى الأفراد ذوي الميول الوطنية المتطرفة فيرتبط الإنجاز الرياضي بالانتصار الوطني على الآخر. والثانية حين تنبع القومية الرياضية عن حب الرياضة أولًا. فيفتخر الأفراد بالمنتخب لدى تحقيقه إنجازًا دوليًّا ويتحدون حوله، لكن لا يعدونه انتصارًا وطنيًّا على الآخر. 

ويكشف تصريح أحد المشجعين الإنقليز حين سئل عن ظاهرة عنف جماهير المنتخب الإنقليزي الصورة الأولى من القومية الرياضية. 

«نسمع الكثير من الهتافات عن طالبان وعن الجيش الجمهوري الإيرلندي لكن نصف هؤلاء الأشخاص لم يولدوا حتى أثناء الاضطرابات. لذا فهم لا يعرفون ما الذي يغنون عنه. لكنهم يصيحون تلك الهتافات لاعتقادهم بأنهم يمثلون إنقلترا في الخارج. وفجأة يرون أنفسهم كما الجنود المدافعين عن أوطانهم.»

أما الصورة الثانية فنجدها في تصريح أحد المشجعين الآيسلنديين مُعربًا عن فرحته بنجاح منتخب بلاده في يورو 2016 التي أقيمت في فرنسا. 

«الرائع في هذه المغامرة الطريقة التي استولت بها على الأمة بأكملها، فقد تحولت إلى قصة حب على الصعيد الوطني. كانت الحالة المزاجية قبل يورو 2016 مفعمة بالأمل والخوف أيضًا. لكن بعد هذا الأداء الرائع وقعنا جميعًا في حب شيء مشترك هو حب اللعبة. لم تُظهر صديقتي أبدًا أي اهتمام بكرة القدم من قبل، لكنها الآن مفتونة بها تمامًا، وتتبع كل المباريات وما يتعلق بالمنتخب.»

هل تعزز البطولات التماسك الوطني؟ 

يكشف الباحث الرياضي والمحاضر في جامعة بريستول جون إي. فوكس عن أهمية تشكيل وإعادة إنتاج الانتماء الوطني الجماعي من خلال بطولات كرة القدم الدولية. إذ تؤدي الرياضة الدولية الحديثة دور الساحة حيث تتواءم الولاءات الوطنية بين مكونات الشعب الواحد. ولذا ينبغي تسخير الطقوس الجماهيرية المفعمة بالرموز كأداة لبلورة التماسك الوطني حول المنتخب الرياضي الذي يعد التجسيد المادي للأمة.

وتؤكد الباحثة الرياضية نوربرت كيرستينق في جامعة ستيلينبوش دور البطولات الرياضية في نشر قيم احترام التعددية الثقافية ضمن الشعب الواحد. إذ أشارت في دراستها إلى مساهمة كأس العالم في ألمانيا 2006 في تعزيز الوطنية الرياضية الألمانية مع وجود منتخبات متعددة  الأصول، بدلاً من كراهية الأجانب التي تشتهر بها ألمانيا.

 لكن إن كان من شأن الانتصار أن يولد مشاعر المساواة واحترام التعددية ضمن مكونات الشعب، فالهزيمة لها أثرٌ مضاد. فمن الأوجه السيئة للبطولات الدولية ما تمارسه جماهير المنتخبات القومية من عنصرية ضد اللاعبين ذوي الأصول المهاجرة لا سيما الأصول الإفريقية.

وكان شهد العالم الانتهاكات العنصرية الفادحة التي مارستها الجماهير الإنقليزية تجاه لاعبي منتخبهم ماركوس راشفورد وجادون سانشو وبوكايو ساكا. فقد أضاع اللاعبون الثلاثة ركلات الترجيح ضد إيطاليا في نهائي كأس أمم أوربا. وثار الجمهور الآمل بالكأس بعد ستة وستين عامًا على آخر كأس أممية، وعبّروا عن خيبتهم بأقذع صور العنصرية تجاه مواطنين من الشعب. 

ووجد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ضروريًّا إدانة تلك الانتهاكات العنصرية في تغريدة قائلاً: «هذا الفريق الإنقليزي يستحق الإشادة به كأبطال، لا التعرض لإساءة عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي.» وأضاف:«ينبغي بالمسؤولين عن هذه الانتهاكات المروعة الخجل من أنفسهم.»

الرياضة كقوة سياسية ناعمة 

غالبًا ما توظف الحكومات الرياضة كأداة دبلوماسية في إدارة سياستها الخارجية. ف:

قد تستغل الأحداث الرياضية كفرص دبلوماسية لتهدئة التوترات في العلاقات المتعثرة. أو كاختبار لأرضية تغيير محتمل في السياسة. وبذا تحقق الحكومات بالدبلوماسية الرياضية كقوة ناعمة ما لا تحققه باستعراض القوة الحقيقية. Click To Tweet

ويعود تاريخ الدبلوماسية الرياضية إلى القرون القديمة. مثالٌ عليها اجتماع عام 1520 بين فرانسوا الأول ملك فرنسا وهنري الثامن ملك إنقلترا. ففي حقول قماش الذهب شمال فرنسا تصارع الملكان وحاشيتهما في ألعاب الرماية على مدى أسبوعين بغية تقوية أواصر الصداقة.

أما أشهر مثال من العصر الحديث فيتمثل في زيارة فريق تنس الطاولة الأميركي إلى الصين في أبريل 1971. وكانت عرضت اللجنة الوطنية الأميركية اقتراح الزيارة التاريخية بهدف توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وجرى ترتيب لقاء بين اللاعب الأميركي اللامع قلين كوان وبطل العالم الصيني ثلاث مرات زوهانق زيدونق في بطولة العالم الحادية والثلاثين لتنس الطاولة في ناقويا في اليابان.

ثم تبنت حكومتا ماو ونيكسون الاقتراح كوسيلة لاختبار مدى تقبل الجمهور الصيني والأميركي لانفتاح ديبلوماسي أكثر رسمية في العلاقات المجمدة بين البلدين. نجح الاختبار الرياضي ومهد الطريق لزيارة مستشار الأمن القومي الأميركي هنري كيسنقر في يوليو 1971. لتليها زيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون الأكثر شهرة في فبراير 1972.

ومثلما تُستخدم الرياضة كأداة انفتاح تستخدم أيضًا أداةً للرفض، كما حدث عندما قاطعت الولايات المتحدة أولمبياد موسكو 1980. ليرد الاتحاد السوفيتي اللفتة برفضه مع ثلاث عشرة دولة تابعة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 1984 في لوس أنجلس.

البطولات ساحة لتبادل الضغائن

رغم مفهوم الرياضة الداعي إلى التسامح ونبذ العنف بين الرياضيين والمنتخبات، قد يفرض واقع العلاقات المضطربة بين الدول نفسه على المباريات. فيندفع بعض الجماهير وكذلك اللاعبين إلى التعبير عن قضية على الملعب مشحونيين بمشاعر قومية. 

ففي خضم منافسات كأس العالم 2018 التي أقيمت في روسيا فاز منتخب سويسرا على صربيا بهدفين مقابل هدف. النتيجة قد تبدو عادية، لكن غير العادي أسلوب احتفال نجمي المنتخب السويسري جرانيت تشاكا وشيردان شاكيرى بهدفيهما في مرمى المنتخب الصربي. 

إذ ميَّم اللاعبان بأيديهما صورة النسر. وتبيَّن لاحقًا أنَّ الرمز سياسي ويعود إلى شعار النسر على علم ألبانيا. فاللاعبان من أصل ألبانيّ واضطرت عائلتيهما قبل سنوات إلى الهروب من العدوان الصربي واللجوء إلى سويسرا. ورأى كلٌّ من اللاعبيْن في تسجيله هدفًا في المرمى الصربي انتصارًا على العدو. 

انتهى الحال بتغريم اللاعبيْن السويسريين عقابًا على التعبير عن مواقف سياسية على أرض الملعب. لكن الحال انتهى إلى مآل أسوأ بكثير بالنسبة للسلفادور وهندوراس عام 1969. ففي التصفيات المؤهلة لكأس العالم في المكسيك تصارع مشجعو المنتخبين في المباريات الثلاث بينهما من منطلق المواقف السياسية المسبقة والضغائن المتبادلة. واستغلت البلدان تصرفات المشجعين كذريعة لاندلاع الحرب بينهما

ومثلما تشحن الضغائن السابقة اللاعبين والجماهير إلى التعبير الصارخ عن القومية، فقد تولد الضغائن بين الشعوب على ساحة الملعب. مثال على ذلك الأحداث المؤسفة بين جمهور المنتخب المصري والمنتخب الجزائري في المباراة الفاصلة التي أقيمت في أم درمان في السودان ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم في جنوب إفريقيا 2010. إذ حتى اليوم لا يزال الجو مشحونًا بالضغينة بين أبناء البلدين.

كأس العالم أم دوري أبطال أوربا؟

إن كانت البطولات الدولية مفعمة بالزخم القومي فماذا عن جانبها الفني؟ هل تتمتع هذه البطولات -كرة القدم تحديدًا- بذات المستوى الفني لبطولات الأندية؟ وفقًا لمدربي صفوة الأندية الأوربية فمسابقة دوري الأبطال أهم بكثير من منافسات كأس العالم.

فقد صرَّح المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لصحيفة «إي أس بي أن» أن دوري أبطال أوربا أهم من كأس العالم. فكرة القدم للأندية تتربع قمة هرم اللعبة بسبب الجودة العالية للفرق التي يمكن بناؤها بشراء أفضل اللاعبين من مختلف أنحاء العالم. بينما تضطر المنتخبات إلى تجميع لاعبين من مجموعات محدودة ضمن الشعب.

ويشارك السير أليكس فيرقسون المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد مورينيو في الرأي. فقد صرح لصحيفة «بليتشر ريبورت» بأنَّ نهائي دوري أبطال أوربا أقوى من نهائي كأس العالم للسبب ذاته. إذ تتيح القوة الشرائية والسوق المفتوحة لفرق الأندية شراء اللاعبين من كل حدب وصوب، على حين تظل الخيارات محدودة أمام مدربي المنتخبات.

لا انتصار يفوق انتصار المنتخب

لكن للجماهير إجابة مختلفة. فوفقًا لأرقام فيفا شوهدت بطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا في كل دولة وإقليم في العالم، بما في ذلك القارة القطبية الجنوبية والدائرة القطبية الشمالية. وسجل عدد المشاهدات رقمًا قياسيًّا بلغ 3.2 مليار شخص، أي ما يعادل 46.4% من سكان العالم.

بطبيعة الحال حصدت المباراة النهائية بين إسبانيا وهولندا المشاهدة الأعلى  مع 909.6 مليون مشاهد. ويُعتقد بأنَّ الرقم كان سيتجاوز المليار لو تضمنت الإحصائية أولئك الذين يشاهدون اللعبة خارج منازلهم.

أما دوري أبطال أوربا فلا يقترب حتى من هذه الأرقام. فقد شاهد 150 مليون شخص في أكثر من مائتي دولة نهائي 2013 بين بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند.

لا شك في تفوق دوري أبطال أوربا بفرقه ولاعبيه فنيًا على كأس العالم. لكن لكأس العالم والبطولات الدولية محلٌّ خاص لا تتمتع به بطولات الأندية مهما صرفت من مال. حتى المشاعر التي تتملك نجوم الأندية لدى التتويج مع منتخباتهم القومية لها محلٌّ خاص. فها هو ميسي رغم كل الكؤوس التي حملها في بطولات الأندية، يعانق كأس كوبا أميركا ببهجة لا مثيل لها بعد تحقيقه أخيرًا بطولة قومية لبلده الأرجنتين. 

في النهاية نحن نشاهد نهائي دوري أبطال أوربا أو أي بطولة للأندية كل عام. لكننا ننتظر عقودًا وأعمارًا كاملة لمشاهدة منتخب بلادنا في كأس العالم.

الرياضةالسياسةالقوميةكرة القدمالثقافةالسلطة
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية