سلمان ابن البلد
سلمان عمراني، ابن البلد كما يقول. 34 سنة في السعودية، عاشها في أحد الأحياء القديمة في مدينة الرياض. سلمان سعودي المنشأ واللسان والعادات والقيم، باكستاني الجواز أو الجنسية. سمّي تيمنًا بالملك سلمان الذي كان حينها أمير منطقة الرياض، فعندما أتى والده سنة 1967، في عهد الملك فيصل، فلاحًا ومزاعًا، كان يبيع في بسطات الخضار، ويعمل بالأجرة اليومية، ويعول عائلته، زوجته وابناءه الأربعة. هذا السيناريو ليس الوحيد من نوعه، بالطبع سمعته كثيرًا في حياتك اليومية إذا سألت عاملًا في الأنحاء.
سلمان عمراني، ابن البلد كما يقول. 34 سنة في السعودية، عاشها في أحد الأحياء القديمة في مدينة الرياض. سلمان سعودي المنشأ واللسان والعادات والقيم، باكستاني الجواز أو الجنسية. سمّي تيمنًا بالملك سلمان الذي كان حينها أمير منطقة الرياض، فعندما أتى والده سنة 1967، في عهد الملك فيصل، فلاحًا ومزاعًا، كان يبيع في بسطات الخضار، ويعمل بالأجرة اليومية، ويعول عائلته، زوجته وابناءه الأربعة. هذا السيناريو ليس الوحيد من نوعه، بالطبع سمعته كثيرًا في حياتك اليومية إذا سألت عاملًا في الأنحاء.
إلّا أن سلمان وإخوته لم تكون الأبواب مفتوحةً لهم، بل فتحوها بأيديهم عنوةً رغم رفض الحياة والمجتمع يمنةً ويسرة. لم يدخلوا المدارس الحكومية نظرًا جوازهم الأخضر، الباكستاني. ولم يستطيعوا دخول المدارس الأجنبية نظرًا لتكلفتها العالية، التي اضطرّت والده للعودة للباكستان وتركهم هنا، في الرياض، يشقون طريقهم، مع والدة عظيمة.
تعلموا العربية والإنجليزية بطلاقة، بالإضافة إلى ثلاث “لغات” باكستانية، وعملوا في مختلف المهن، سلمان وحدة باع المساويك أمام المساجد، وعمل في البطحاء، وفي محلات الأثاث، والعقارات، وهرفي، وكارفور والبقية التي لا يسعنا ذكرها. واختلط بالمجتمع، ليثبت وبقية عائلته بأنهم ابناءه، فهم لم ولن يبحروا مكانًا غير هذا.
استطاع سلمان وبدون شهادة جامعية، أو ثانوية، أو بدون أي شهادة على الإطلاق، أن يبدأ طريقه نحو كل أحلامه، أصبح بارعًا في الأجهزة والتنقية بأقدم صورها، زوّر شهادة ليثبت استحقاقه للوظيفة، وبعدها بقرابة سنة أخبرهم ليدركوا بأن الشهادات مجرد أوراق، أو أوهام كما يقول.
يعمل سلمان الآن في مؤسسة الملك خالد الخيرية، في قسم الحاسب وتقنية المعلومات، حصل مؤخرًا على شهادة تؤهله لأن يكون مدربًا معتمدًا. قصة سلمان لا تثبت لنا بأن الحياة تستحق الكثير لتحدث، بل أيضًا بأنها غير عادلة تمامًا.
ننشر أفلامًا وثائقية، نناقش فيها قضايا عربية، ونوثق قصص وأحداث وشخصيات نرى أنها تستحق أن توثّق.