القصة والصورة في فلم «200 متر»، حوار مع المخرج أمين نايفه
حوار مع أمين نايفة مخرج فلم «200 متر» -الحائز على جائزة الجمهور في مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام، وثلاث جوائز أخرى هي جائزة الجمهور
ما في كل مرة تتاح لك محادثة مخرج فلم أثار إعجابك وانتباهك! ففي رواية «الحارس في حقل الشوفان»، عبّر سالينجر على لسان شخصيته كولفيلد عن حلم كل شغوفٍ بالفن، بأن يحمل سماعة الهاتف ويتصل بكاتبه المفضل. لكن سالينجر اعتكف في منزل ريفيٍّ، ولم يجب على الاتصالات.
أما كاتب السيناريو والمخرج الفلسطيني، أمين نايفه، فكان من اللطف بأن سمح لي بمشاهدة الفلم والسماع منه عن فلمه الطويل الأول، الذي أخذ منه سبع سنوات.
يحكي فلم «200 متر» -الحائز على جائزة الجمهور في مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام، وثلاث جوائز أخرى هي جائزة الجمهور وجائزة سينما من أجل الإنسانية وجائزة أحسن ممثل عن مهرجان الجونة السينمائي- قصة أسرة يقسمها الجدار العازل نصفين، ولا تفصلها إلا مسافة قصيرة، ومحاولات عبور مصطفى، الزوج والأب المحب (ويلعب دوره الممثل الفلسطيني علي سليمان)، ورحلته لبلوغ ابنه القابع في المشفى.
كيف انبثقت فكرة الفلم في ذهنك؟ وكيف هي تقاطعات الحقيقة بالمتخيل المحبوك؟
جزء من القصة، هو قصتي الشخصية. فوالدتي من قرية فلسطينية توجد اليوم على الجهة الأخرى من الجدار. جدار الفصل العنصري هذا غير قديم، غير موجود منذ الأزل مثلما يعتقد الكثيرون، فعمره ست عشرة سنة فقط. ترعرعنا، إخوتي وأنا، في تعلّقٍ كبيرٍ بأهل والدتي، سيدي وستي وأخوالي. وفجأة، صرنا ممنوعين من رؤية جزءٍ من عائلتي.
لكن الجزء الأكبر يكمن فيما أراه وأسمعه كل يوم، من معارفي وأصدقائي والناس المحرومة من عيش حياة طبيعية مع زوجاتهم وأبنائهم، بسبب الجدار. منذ البدايات، شغلتني مسألة العبور. وانزرع اسم الفلم في بالي منذ سمعت هذه القصص. ومن بينها ما حكاه زوج أخت صديقي، قبل سنوات. فقبل أن أدرس وأنشغل بالسينما، درست التمريض.
آنذاك جلست رفقة صديقي الذي يسكن بقرية تشبه قرية الفلم، قرية فصلها الجدار عن القرية المجاورة، على سطح منزلهم، نراقب المشهد أمامنا. انضم إلينا زوج أخته الذي يشتغل عامل بناء في الأراضي المحتلة. حكا لنا أنه قبل الجدار، كان يشعل سيجارته هنا، ويطفئها هناك، والمسافة كلها لا تتجاوز المئتي متر.
اليوم، هو قادر على عبور الجدار من المعبر القريب. لكنه كان ملزمًا آنذاك بالقيام من الفجر، والذهاب للقدس والعبور والتنقل مسافة طويلة. من هنا التصقت بذهني فكرة المائتي متر، وبعدها أخذت الأفكار في التوالد والتشابك والاتحاد.
صرحت من قبل بأن الفلم أخذ سبع سنوات للخروج. ما هي بعض الصعوبات التي واجهتك منذ البداية؟ وكيف كانت مرحلة التصوير؟ هل صوّرت جميع المشاهد بأماكنها الواقعية، قرب الجدار مثلًا؟
أن يتناول مخرج فلسطيني جديد موضوعًا غير جديد، هذه كانت الصعوبة الأولى. لِم نستثمر في فلم عن الجدار، وقد ضقنا من الأفلام الفلسطينية التي تتحدث عن الاحتلال؟ لكني كفلسطيني أولًا، ومتابعٍ وفيٍّ للسينما، دومًا ما شعرت بأن الأفلام الفلسطينية على جمالها وفرادتها، لم تتناول التفاصيل التي تصيبني بشكل مباشر وبسيط.
فالحصول على التمويل إذن، كان أصعب شيء. ولو أن من سمعوا القصة في البداية انجذبوا لفكرة الأب والبلكونة والمئتي متر. لكن مشكلة التمويل مشكلة تعم العالم العربي بأكمله، وهي عقبة يواجهها كل مخرج عربيٍّ جديد.
من المشاكل التي واجهتها كذلك، الكتابة. أردت في البداية تناول الاحتلال والأوضاع، لكني رغبت أيضًا في أن أحكي عن رحلة التهريب. كنت مهووسًا بتفاصيل الفعل وحيثياته، كيف يدخل المهربون وكيف يخرجون. لكني في خضم انشغالي، فوّتتُ الفهم الكافي لحقيقة غياب مفصل أساسي لهذه الرحلة، وبأنها ستكون غير ذات معنى دون مفهوم العائلة.
فإذا لم تتضح الظروف التي كان مصطفى يعيشها، لن يكون للقصة حبل رابط يجمعها. فأخذنا وقتًا، وورشتي كتابة للإجابة عن الأسئلة المهمة هذه، لأفهم قصتي أكثر، وأعي ما أرويه.
مرحلة التصوير هي الأخرى، كانت صعبة. فبعد سبع سنوات من العمل للوصول لرؤيتي وقصتي الكاملة، يخبرني الإنتاج بأن معي اثنين وعشرين يومًا للتصوير. لا أعرف كيف استطعنا إنهاء التصوير في هذه المدة، إذ واجهنا الكثير من الضغط والانتقال لمواقع تصوير مختلفة.
صورنا قرب الجدار وعبر معبر حقيقي وبجانب أبراج المراقبة. يهمني أن تكون هذه الصور حقيقية، فهي جزء أساسي. كان نبض الأدرينالين طيلة الوقت غير طبيعي، خوفًا من ضيق الوقت ومن المشاكل التي يمكن أن تحصل مع قوات الاحتلال، فأغلب المناطق التي صورنا فيها كانت تحت السيطرة الإسرائيلية. وكانت التجربة برمتها أشبه بما يطلق عليه بـ(Guerrilla filmmaking).
كان من الحاسم بالنسبة لي، تصوير مشهد المعبر بكل المصداقية الممكنة. فصوّرت المشاهد الخارجية في معبر حقيقي بأناس عاديين، والمشاهد الداخلية، فكانت ديكورًا شيّدناه نحن. واستلزم المشهد استقدام مائة كومبارس، الشيء الذي صعبت إدارته في ذلك الحين.
وأنت تحبك شخصية مصطفى، هل تصورت سلفًا علي سليمان وهو يلعب دورها؟ وكيف كان العمل معه؟
تعرفت على علي سليمان لأول مرة كأحد أبطال فلم «الجنة الآن»، من أفلام هاني أبو أسعد الأولى. ومنذ ذلك الوقت، أحببت أعمال الممثل وتابعتها. وفي الفترة التي شرعت فيها بكتابة النسخة الأولى من «200 متر»، تخيلت علي سليمان في دور مصطفى. وساعدني هذا في تصور الشخصية وحركاتها وتقاسيمها. وفي النهاية، حينما تعرفت عليه وأخبرته بأني كتبت هذا الفلم له، سُعد بذلك.
يمكن القول بأن العمل معه، هو الممثل الكبير الذي سبق ومثّل في أفلام بهوليوود، ترك عندي شيئًا من الرهاب. كيف لي أن أكون المخرج بدون خبرة وأشتغل مع قامة مثله؟ لكن الرائع أن علي كان متفهمًا لهذا الأمر، متواضعًا جدًا وتعامل معي كأخ. أنا ممتن بأن تجربتي الأولى في فلم طويل كانت مع ممثّل بمثل أهميته. عظيم أن ترتكب أخطاء البدايات الأولى وبجانبك شخص متمكّن يهتم بك.
نعرف أن جزءًا كبيرًا من الممثلين كانوا أصدقاءك وأقاربك، كيف تقوم بإدارة الممثلين؟ هل كنت تعي بالضبط ما تريد منهم عندما تأتي للتصوير؟ أم أنك تترك لهم حرية الارتجال؟
لا يخفى أن تعاملي مع أفراد عائلتي كان بدافع الميزانية أولًا. استعنت بأفراد من عائلة والدي ووالدتي، إذ كنت أعرف كيف يتعاملون وكيف يتصرفون، وكذلك سهّلت ثقتهم بي أن يتلقوا توجيهاتي ويعملوا بها. كان أمرًا جميلًا قدومهم لموقع التصوير وتعاملهم مع الكاميرا لأول مرة، وإيقانهم بأني فعلًا أصوّر الفلم الذي طالما رددت بأني أرغب في إخراجه.
أما الأطفال، فالطفلتان هما بنتا أخي، والفتى من العائلة. ولجأت لاستقدامهم لأن إعلان تصوير الفلم كان في صيف 2019، ولم يتوفر وقت كافٍ لإجراء مباريات تمثيل. فكانوا الأطفال حولي، وخصوصًا سلمى، البنت الكبرى، لأني دائما أتمرن معها بالكاميرا.
دور سلمى بالمناسبة في السيناريو شخصية فتى، لكني وجدت في النهاية أن مشهد الخصام سيكون أكثر إثارة للاهتمام لو كان بين صبي وبنت. أما الصغيرة مريم، فهي لليوم غير مستوعبة، وذاكرتها لا تستحضر كونها كانت في موقع تصوير.
يضم الفلم شيئًا من أربعة أجناس سينمائية: فلم الطريق (Road movie)، الدراما والإثارة وحتى الكوميديا. كيف تعاملت معها إخراجيًا؟ خصوصًا وأن كل جنس يتطلب أسلوبًا وتعاملًا معينًا، هذا وأنك انتقلت في فلمك من اللقطة غير المستقرة إلى اللقطة الثابتة بعد حادثة رامي؟
ما شغلني الأكثر كان مصداقية وأصالة القصة التي أتناول، وكيف أوصلها فنيًّا. وهي مسألة ألحظها في كثيرٍ من الأفلام الفلسطينية التي تشعر أنها تتجاوز بعض المميزات وتكتب عن تفاصيل تهم جمهورًا أجنبيًّا، وهي تفاصيل غير منطقية للجمهور الفلسطيني.
شغلني هذا الالتزام، أن أحكي قصة دون أن يعاتبني فلسطينيٌّ بأن الأمور لا تسير بهذا المنوال. فقدحت الفكرة بداية على شاكلة فلم طريق. تحمس أساتذتي بمعهد السينما لها، فجزءٌ مما درسناه كان كيفية إيصال فلمك للجمهور، ينبغي أن تعرف أي أدوار تستخدمها. وهنا مال تفكيري أكثر للنوع السينمائي.
ومثلما قلت، توجه تفكيري في بداية الكتابة نحو الرحلة نفسها، ومنها جزء فلم الطريق، ثم جزء الدراما الذي يمنح للقصة متنها. أما الكوميديا، فمن إحدى ورشات الكتابة التي حضرتها. إذ تتالت الملاحظات حول ثقل الفلم وجديّته، والرحلة نفسها، لا داعي لاجترار هذه المشاعر القوية. أما الإثارة فكان جزءًا من فلم الطريق.
وحتى الإضافة الكوميدية في الفلم، فقد صورت أن الفلسطيني سيتشبث باللحظات التي تجود عليه الحياة بها في خضم الحصار والمصاعب اليومية. وكأن التعود على هذه الصعاب لم يسلب الفلسطيني حقه في البهجة. ففي حياتنا اليومية، لا نتحدث كل يوم عن الاجتياحات والحصار. وحالنا حال الجميع، نضحك ونلقي النكات حول بعضنا البعض.
لكن القضية دائمًا حاضرة، فهي واقعنا المعاش، ولا يمكن التأليف ولا صناعة الأفلام خارجها. في قصة الحب توجد القضية، وفي مصاعب أبٍ لبلوغ ابنه المصاب، توجد القضية.
يذكرنا مشهد صندوق السيارة بمشهد آخر، هذه المرة من الأدب الفلسطيني ورواية رجالٌ في الشمس، وتعزز هذه الذكرى بمشهد رامي وهو يلتقط أنفاسه متكئًا إلى خزان. أيٌّ من الأعمال الروائية الفلسطينية تشعر بأنها طبعت رؤيتك الفنية للواقع الفلسطيني المعاش؟
غسان كنفاني أكثر من تنبأ بالمستقبل، كل أعماله كانت استشرافية ولا زالت المشاهد التي كانت يحكيها تتكرر إلى الآن. كنفاني هو الأديب الفلسطيني الأول.
تبدو علاقة مصطفى وسلوى في البداية مشروخة، ظل الجدار يرزخ فوقها، في نقص تواصلٍ كبير يحاول الإثنان تجاوزه باتصالات معلقة ورسائل لا يُجاب عنها، لكنهما يتجاوزان العقبة. وتظهر سلوى في المشهد الأخير، مشاركة وسعيدة حتى. أيعقل أن مصطفى تكبّد كل تلك الرحلة، فقط لاستعادة حق عيش يومه العادي، بكل ما فيه من صعاب؟
النهاية بالنسبة لي، بيانٌ على الواقع الفلسطيني المعاش اليوم. في يومنا العادي، نقطع هذه الرحلة التي قطعها مصطفى. إذا ما رغبت في الذهاب من طولكرم للخليل، علي أن أقطع الحواجز، وأن أتعرض لمشاكل وتفتيش ومستوطنين. هذا واقع وليس خيال المخرج.
فالمشهد الأخير هو في الأصل إنجاز، أن تصل إلى حيث ترغب أن تصل؛ وغدًا، تقطع المسافة مجددًا. تعود للصفر في اليوم التالي، بلا هوادة. قد يوضع المشهد الأخير في إطار النهاية السعيدة، لكن من زاوية أخرى، عاد مصطفى لنقطة البداية.
رغب مجد في اللعب لصالح مكابي حيفا، لكن مصطفى اعترض وفضّل أن يلعب ابنه في فريق بالضفة. يحيلنا هذا لإشكالة متشعبة يعيشها الفلسطينيون حينما يواجهون مفترق طرق بين مطاردة أحلامهم والوفاء للقضية. سؤالي هو، في صياغتك للشخصيات، هل حرصت على إظهار جميع مناحي الصراع الفلسطيني على المستوى الجمعي والفردي معًا، وهذه المتضادات بين من هم داخل الجدار وخارجه؟
شكرًا على هذا السؤال سلمى. هذه جزئية أساسية أتمنى أن أكون قد وفقت في تصويرها، لتبيان هذه المتناقضات. فبين فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الضفة الغربية، اختلافات في التفكير والتوجهات، ولو أن الجوهر والانتماء واحد. لكن تعاملنا مع الاحتلال مختلف تمامًا.
كيف يتعامل أهلي في القرية الواقعة على الأراضي الإسرائيلية، مع الرياضة والسفر والإعلام، مختلفٌ تمامًا عن تعاملنا نحن. وفي الضفة كذلك، لا ذرة من الشك في أن الكل يمقت الاحتلال، لكن هناك حوالي 100.000 عامل من الضفة الغربية بإسرائيل.
أثارت شخصية أني، صانعة الأفلام الألمانية التي رافقت مصطفى والآخرين في الرحلة، شيئًا من الجدل حول رمزيتها. سبق وقلت بأن وجودها إشارة لجدار برلين والوضع السياسي وكذلك لإضفاء طابع من العالمية على الفلم. لكني، وهذا تأويلي الخاص الذي أرجو أن أسمع رأيك فيه، شعرت بأن وجودها فيه شيء من السخرية المبيتة. ماذا كان دافعك وراء هذه الشخصية؟
كان وجود الشخصية أساسيًّا للإجابة عن الأسئلة غير المنطقية التي لا يعقل أن تطرحها الشخصيات الفلسطينية. ومع التمحص أكثر، احتجنا لشخصية أجنبية يمكن للمشاهد الخارجي أن يفهم من خلالها. لكن في النهاية، بالفعل كانت هنالك محاولة لتجسيد نظرة الأبيض المنقذ، الذي يؤمن بنواياه في إنقاذنا.
وحتى أعيد التأكيد على التزامي بمصداقية القصة، ينبغي أن أذكر بأني استوحيت شخصية صانعة الأفلام الألمانية من شخصية حقيقية أعرفها. وهو شاب ألمانيٌّ شارك في إحدى ورشات الكتابة، وقدم هو الآخر لتصوير فلم عن التهريب.
أثناء تنقلك إلى إيطاليا للمشاركة في مهرجان البندقية، هل شعرت وكأنك تعيش أجزاء من فلمك في الحقيقة؟ ثم ما كانت ردة فعلك عند فوز الفلم بجائزة الجمهور؟
بكل تأكيد، أمسٍ فقط كنت أحكي لأحد أصحابي عن تجربة سفرنا، علي وأنا، إلى إيطاليا، والتي شابهت إلى حدٍّ كبير تجربة «200 متر». لأن علي من أبناء مدينة الناصرة، استطاع التنقل من مطار تل أبيب لفرانكفورت. أما أنا، فممنوع أصلًا من دخول إسرائيل، ناهيك عن استخدام مطار تل أبيب.
فكانت الطريقة الوحيدة للسفر عن طرق الأردن. وبسبب كورونا والأوضاع السياسية، كانت الحدود بين السلطة الفلسطينية والأردن مغلقة، المنطقة التي يسيطر عليها الكيان أصلًا. وتطلبت مغامرة السفر من الحدود البرية بين فلسطين والأردن الكثير من الجهد والاتصالات والتنسيق. وكانت أصلًا ذات اتجاه واحد، فمع خروجي من فلسطين، ليس بيدي قرار العودة.
استغرقت الرحلة من فلسطين إلى الأردن، ومن هناك إلى إسطنبول ثم فرانكفروت يومًا ونصف. بينما استغرقت عند علي الذي كان ينتظرني بمطار فرانكفورت لنكمل الطريق نحو البندقية، بضع سويعات. هذه هي نواة الفلم، حرية التنقل.
أتى خبر المشاركة في مهرجان البندقية شهر يوليو لينتشلني من كآبة الحجر الصحي. أما الفوز بجائزة الجمهور، فكانت تتويجًا وشعورًا عظيمًا بالإنجاز، خصوصًا وأنها جائزة الجمهور.
من هم المخرجون الذين صنعوا شغفك السينمائي المبكر؟
من بلجيكا، المخرجان والمنتجان وكاتبا السيناريو، الأخوان دردان (المعروفان بتيماتهما الصادقة وأعمالهما الوثائقية الواقعية والحوارات العفوية)؛ وأصغر فرهدي من إيران (أحد المخرجين القلائل الفائزين بجائزة الأوسكار لأفضل فلم عالمي).
في إحدى مقابلاتها، ذكرت منتجة الفلم، مي عوده، لمحة عن مشروع فلم جديد معك، هذه المرة حول الكرة. وأتت هذه الرياضة كتفصيل ذُكر في أكثر من مكان في الفلم. ما الذي ينبغي على جمهورك انتظاره؟ وعمومًا ما مشاريعك المستقبلية؟ وهل هناك أية خطة لتسويق فلم «200 متر» عربيًّا؟
أُسعد بأن ينتظر الجمهور أعمالي. وبالفعل، لدى مي عودة فكرة فلم يدور حول قصة فتى فلسطيني من مخيمات لبنان وكيف يتقاطع شغفه بالكرة مع اندلاع الحرب الأهلية. وبدوري تغازلني فكرة أخرى أعمل على كتابتها الآن، عن فتى من عائلة مفككة، يبحث عن شعور الإنتماء، ويخيّل له أنه وجد ضالته في العوالم الافتراضية التي ينغمس فيها للهرب من واقعه.
لكن عندما يسافر لقضاء عطلة الصيف في الأردن -بلد والده- تنشأ صداقة غير عادية مع رجل عجوز بين الجبال الأردنية والآثار والأساطير المنسية. فتُقلب حياتهما رأسًا على عقب.
أما فيما يخص التوزيع، فهناك شركة توزيع إيطالية توزع الفلم حول العالم، وعربيًا، فسيعرض الفلم في الصالات المصرية في الأسابيع المقبلة. وأتمنى أن يوزع في باقي الدول العربية.