أصوات ما ينساها السعوديين
في هذه الحلقة من «أشياء غيرتنا» واحتفالًا باليوم الوطني الحادي والتسعين، نتناول الأصوات التي لا تزال عالقة في الذاكرة المجتمعية السعودية.
في هذه الحلقة من «أشياء غيرتنا» واحتفالًا باليوم الوطني الحادي والتسعين، نتناول الأصوات التي لا تزال عالقة في الذاكرة المجتمعية السعودية.
جاري التحميل
في هذه الحلقة من «أشياء غيرتنا» واحتفالًا باليوم الوطني الحادي والتسعين، نتناول الأصوات التي لا تزال عالقة في الذاكرة المجتمعية السعودية.
نتنقل بين الأصوات الرخيمة التي قدمت لنا يومًا نشرات الأخبار، بين ماجد الشبل الذي لم يكن اسمه في الحقيقة ماجد، وبين سليمان العيسى الذي ما زال مرتبطًا في ذهن المجتمع ببرنامجه الشهير «مع الناس». ثم نطير محلقين إلى أحياء مكة لنرى حسين نجار وهو يوثق حادثة اقتحام الحرم المكي الشريف.
نغطي أيضًا أصواتًا رمضانية، وعند ذكر رمضان تخطر لنا الفوازير والبرامج الدينية وصلوات التراويح. يقدم الشيخ علي الطنطاوي برنامجه الشهير على مائدة الإفطار وبعدها بسويعات تصدح قراءات الأئمة بالتراويح. ثم نستعرض قصة الشيخ علي جابر مع الملك خالد ورئيس دولة باكستان ضياء الحق.
كما نغطي حقبة انتشار الأناشيد الإسلامية وأشهرها. ثم نختم رحلتنا بالحديث عن المونولوجست الشهير سعيد التمامي وأغانيه.
يمكنك أن تختار ما يناسبك من النشرات، لتصلك مباشرة على بريدك.
نشرات ثمانية البريدية
اختر نشرة واحدة على الأقل
الرجاء تدوين الاسم الأول
الرجاء تدوين بريدك الإلكتروني المفضّل
وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.
إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.
مازن العتيبي أغلبنا لا شعوريًّا ترتبط ذكرياته بأشياء معينة، أشياء بمجرد ما يتعرض لها يلقى الذكريات تداهمه، ويبدأ يعيش اللحظة وكأنه ما غادرها. مرات هالشيء يكون العطر اللي كان أبوك يتعطر منه قبل لا يروح الدوام، ومرات يكون المنبه المزعج لجوال أخوك عشان يصحى للمدرسة، أو أكلة أمك ما كانت تسويها إلا بمناسبات معينة.
هالمؤثرات تختلف بطبيعة الحال من شخص لآخر، لكن في نوع من المؤثرات نتشاركها كلنا، وبمجرد ما نتعرض لها نحس بنفس الشعور.
في حلقة اليوم من أشياء غيرتنا، أصوات ما ينساها السعوديين.
يا هلا أنا مازن العتيبي وهذا بودكاست أشياء غيرتنا من إذاعة ثمانية. الصوت اللي قبل المقدمة والموسيقا اللي تسمعونها الحين هي كانت الشارة اللي بمجرد ما تسمعها تعرف إن القناة السعودية الأولى بتبدأ تبث برامجها لهذا اليوم. كثير من الأصوات اللي علقت في ذاكرتنا كنا نسمعها من التلفزيون، أو بالتحديد من القناة السعودية الأولى وبرامجها.
منصور العساف طبعًا التلفزيون السعودي لما افتُتِح في خمس وثمانين هجري خمس وستين ميلادي، خرجت بعثة هنا من وزارة الإعلام لدمشق، لبنان والشام يعني. فبدأ معها بعثات لتدريس بعض الطلاب الشباب الصغار الإخراج والإعداد والتصوير إلى آخره. اللي درس في أميركا واللي درس في دول عربية، ولما جاؤوا هنا توظفوا مع أشقاؤهم من الدول العربية الأخرى، فأُنشئ جهاز التلفزيون في مدينة جدة والرياض، فظهرت الكوكبة هذه.
مازن العتيبي الكوكبة هذه توزعت في كثير برامج، لكن المكان الأميز والأغلب اللي كانوا يظهرون فيه وينطلقون منه هي التغطيات الإخبارية ونشرات الأخبار. ومن أشهر الأحداث اللي مرت على المجتمع السعودي هي حادثة الحرم المكي في 1979 م، اللي غطاها ولد مكة الإعلامي حسين نجار.
منصور العساف حسين نجار ارتُبط بالذاكرة المجتمعية السعودية في الإذاعة، ربما ما يذكره بعض المواطنين، لكن أيضًا في التلفزيون. في التلفزيون طبعًا تكاد تقول حسين نجار تذكر أحداث الحرم معروفة يعني، وظهر يعني بتصريحات قوية في الفترة، وبمقابلات كانت مهمة بتلك الفترة. لذلك حتى الآن محفوظة في اليوتيوب.
مازن العتيبي ارتباط حسين نجار ما يعني إنه الوحيد اللي كان حاضر في الساحة الإعلامية ذاك الوقت.
في حال ما عرفت صاحب الصوت هذا، فهو ماجد الشبل الله يرحمه، اللي ما كان اسمه ماجد.
منصور العساف الأب أراد أن يسميه محمد، والأم أرادت أن تسميه ماجد، الأب رسميًا سجل الاسم محمد، والأم ظلت تسميه ماجد. واقتُرن باسم ماجد، طبعًا الأم وافقت على التسمية.
مازن العتيبي وإذا كنا نتكلم عن الأخبار فبطبيعة الحال أغلبنا بيذكر صاحب هالصوت وطبيعة الأخبار الحصرية اللي كان ما يقدمها إلا هو.
سليمان العيسى الله يرحمه، المقدم اللي اشتهر بين أبناء جيلي بتقديمه لأخبار الأوامر الملكية وملازمته للملك فهد الله يرحمه في أغلب المحافل. طبعًا ظهور هالإعلاميين ما اقتصر على نشرات الأخبار وبس، سليمان العيسى مثلًا كان عنده برنامج أسبوعي مشهور، وللحين كثير من الناس تسولف عنه، لدرجة إن القناة السعودية هالشهر أعلنت إنها بتعيد إنتاجه مرة ثانية بنسخة جديدة.
كانت الفكرة من البرنامج إن سليمان العيسى الله يرحمه ينزل للدوائر الحكومية ويسمع من الناس المشاكل والملاحظات ويوصلها لمسؤول هالدائرة. وبعيدًا عن الطابع الجاد اللي كانوا الإعلاميين يطلعون فيه، كان في ظهور لبعضهم في برامج ترفيهية زي ماجد الشبل اللي قدم واحد من أشهر برامج المسابقات في ذاك الوقت، برنامج حروف.
يمكن السعوديين لحالهم هم اللي برنامج حروف عالق في ذاكرتهم، لكن في برنامج مسابقات ثاني كان مشهور ومو بس علق في ذاكرة السعوديين، إلا في ذاكرة أغلب العرب، وعلى قولة منصور هالبرنامج تملك المشهد بالكامل.
منصور العساف بنك المعلومات تملك المشهد بالكامل، وكان سهرة خميسية، أول من قدم بنك المعلومات أحد الأشقاء العرب من الأردن، فلسطيني هو، الدكتور والكفاءة العلمية المبهرة عمر الخطيب.
مازن العتيبي من الأشياء اللي ساهمت بانتشار بنك المعلومات في السعودية هو تطوّر تقني وقتها.
منصور العساف أضف إلى هذا، أكاد أجزم إن التغطية شملت معظم مدن المملكة، يعني محطات التلفزيون أول، لو تجي في السبعينات تقول والله مثلًا أهالي الجوف ما يوصلهم الأخبار، مثلهم أهالي تبوك وأهالي الظهران والجنوب. في الفترة هذه لا، شبه غطّى المملكة البث، فالناس كانت كلها تشاهد وكلها تتفاعل وترد.
مازن العتيبي وعلى طاري وصول البث لكل المناطق في ذيك الفترة، كان الكل شاهد على لحظة من أكثر اللحظات المؤثرة في تاريخ التلفزيون السعودي بشكل عام وتاريخ الكرة السعودية، وهي لحظة بكاء المعلق على داوود بعد تأهل المنتخب السعودي وفوزه على المنتخب كوريا الشمالية، بقيادة المدرب خليل الزياني.
أتخيل بعد ختام المباراة ، إن القناة استعرضت فواصل إعلانية عشان تنتقل للفقرة أو البرنامج الثاني، بس وش كانت الإعلانات اللي تميزت في ذاك الوقت وخلدت بذاكرة أغلب الناس؟
منصور العساف كان فيه لزمات في الإعلانات التجارية أصوات يعني اخترع الإنسان، آلة التوقيت وطوّرتها سيكو. كانت آخر الإعلان يجي هدوء ثمّ لولو من كاشريل، عطر لولو. هذه كانت يرددونها الشباب والفتيات. فتيحي نحن نحطم الأسعار تحطيمًا. هذه مهمة جدًا، لأن من أول الإعلانات فتيحي والمراعي وعافية، يعني نحن نحطم الأسعار تحطيمًا انتشرت بقوة هذه.
مازن العتيبي للحين وحتى مع تقدم الزمن وتطور الإعلام ما زال وجود الإعلانات حاضر في كل مكان، على طاري الإعلانات، أترككم مع الفاصل.
أيام رمضان كان لها جوها، والأكيد إنك بتلاحظ الطابع الديني اللي كان يصبغ هالشهر، سواء في الحارة أو في بيتكم أو برامج التلفزيون، للكبار والصغار.
منصور العساف كانت برامج فوازير الأطفال، ظلت من ضمن الذاكرة الصوتية وحاضرة في المجتمع السعودي. تميزت فيها بشكل منفرد أطفال المدينة، ليه لأن أطفال المدينة يتفوقون على جميع محطات التلفزيون سواءً في جدة في الرياض في الدمام في القصيم في أبها في حائل، يتميزون عنهم في برامج الأطفال، أناشيد الأطفال كانت متميزة. أضرب لك مثال: زهرتي يا زهرتي.
ذاكر دروسك أول بأول تنجح وتصير الأول، يرددونها الآن لا بدا العام الدراسي. ترى هذه كلها فوق 45 سنة تقريبًا. أتوقع ذاكر دروسك في سنة ثمانية وسبعين. وبعدين أجروا للعائلة، قالوا للأب وللأم وللأخت والأخ، يعني قالوا للأم أمي يا أمي حبيبتي يا أمي يا أول كلمة نطقها فمي، هذه أنشودة مشهورة لهم. الأب يا بابا يا غالي ما غبت عن بالي والعيش يهنا لي يا رب تبقى لي، هذه أنشودة شهيرة. قالوا عن الأخت الكبيرة أحبها لما تغيب أشتاق لها حب وحنان في قلبها. أقول لك بنفس النطق المدني.
مازن العتيبي وعلى طاري الأناشيد، أتوقع إن أغلبنا سمع الأناشيد الإسلامية المشهورة، زي أناشيد أبو علي وأبو عبد الملك اللي يعتبرون قريبين نسبيًّا، بس متى كانت البدايات؟
منصور العساف في المملكة هنا ظهر النشيد من عام أربع وثمانين نهاية ثلاث وثمانين من خلال المركز الصيفي في حي الشفا للمعهد العلمي، وبدأ الشريط ممكن في ثلاث وثمانين لكن عام أربع وثمانين الشريط انتشر وبدأ، لكن برضو الناس ما سمعته كثير. بعدين طلعت بعده بسنة بالضبط في الصيف عام 1405 ه اللي هو خمس وثمانين، ظهر أناشيد الدمام واحد، المنشدين طبعًا كان ولا يزال الشيخ الله يعطيه الصحة والعافية سعد الغامدي، أنشد أنشودة لا تغيب عن الذاكرة المجتمعية، اللي هي مؤامرة تدور على الشباب، ليعرض عن معانقة الحراب. لا تكاد تسمع سيارة إلا تجد الأنشودة.
مازن العتيبي بعيدًا عن الأناشيد وعودًا على موضوع رمضان، كان في برنامج هو الأشهر وقت الفطور، اللي هو على مائدة الإفطار للشيخ علي الطنطاوي.
الأجواء الروحانية الرمضانية كانت تستمر بأصوات كثيرة، من أهمها أصوات كانت دايم تصدح في أغلب البيوت، واللي هي تلاوات أئمة الحرم في صلاة التراويح. ومن أشهر وأقدم هالأصوات هو صوت الشيخ علي جابر الله يرحمه اللي فجأة وبدون سابق إنذار لقى نفسه يؤم المصلين في صلاة التراويح.
منصور العساف وكان عنده ضيف رئيس دولة باكستان الجنرال ضياء الحق، وكان مفطر معاه في رمضان، في يوم 21 رمضان عام 1401 ه أو واحد وثمانين. كانوا على الفطور في قصر يبدو لي إنه قصر الصفا أو أمام الحرم المكي، وحب الملك يفاجئ المصلين ويفاجئ ضيفه الجنرال ضياء الحق، وطلب من رجاله إنهم يستدعوا الإمام اللي كان يصلي بالملك خالد في الطائف، الشيخ علي جابر.
ففعلًا بعد الفطور على طول سيارات راحت جابت الشيخ ووصل قبل التراويح بشيء بسيط، ولما دخل على مجلس الملك، فز الجنرال ضياء الحق رئيس دولة باكستان وتقدم وعانق الشيخ، فرحةً فيه. ما يعرف إنه إمام للحرم، بس عرف القصة إنه بيستدعي شيخ للملك خالد، فعانقه وبعدين سلم على الملك خالد وقال الملك خالد الآن اطلع وصلّ صلاة التراويح. فقرأ القراءة الشهيرة الموجودة في اليوتيوب وملك الأسماء والألباب حقيقة في قراءته، ومشهورة قراءة علي جابر كتبت عنها وذكرتها في تويتر، مشهورة جدًا وكتب عنها غيري كثير.
مازن العتيبي أغلب أصحاب الأصوات اللي استعرضناها في هذه الحلقة ماتوا الله يرحمهم، لكن للحين نتذكرهم ونذكرهم بالخير، كل واحد منهم سعى في مجاله وحاول إنه يغيره للأفضل. نختم بقصة سعيد التمامي، مونولجست شهير وقتها. ونقول لكم كل عام وأنتم والسعودية بألف بخير.
منصور العساف فكانوا يقدموا تقليد للأصوات تقليد للمطربين تقليد للشعراء، فقرات نكت وضحك، وأحيانًا برضو يقدموا أغاني. فكان من الأغاني طبعًا اللي تواكب حملات الأجهزة الحكومية، يعني مثلًا وزارة التعليم أو وزارة المعارف وقتها، كانت تحثّ على برنامج محو الأميّة، إن حتى في البوادي في الهجر في القرى في الحواضر، كلها كثفت جهودها لتدريس كبار السن.
فقدمت حملة إعلامية لهذا الموضوع ومن ضمنها كانت أغنية سعد التمامي اللي يقول: شفت الخالة وأعجبتني في مشيتها، تمشي ومعها دفاترها وحقيبتها، أغنية معروفة له. كذلك كان له أغاني عن نهضة البلد مشهورة: نهضة حلوة في بلدنا والحكومة شجّعتنا في المدارس زوّدتنا في العلوم النافعة، هذا سعد التمامي.
إحنا نذكر دائمًا اللي يظهرون لنا في المشهد، لكن اللي خلف الكواليس، وهذه عبارة لازم تُكتب وتُذكر. إحنا نذكر دائمًا اللي في المشهد، لكن اللي خلف المشهد وصنع المشهد أحيانًا يغيبون عنّا أسماءهم وشخوصهم عنّا، لذلك اقترن في الأذن في المجتمع السعودي الأصوات هذه لأنها ظاهرة لنا والأشخاص هذولي لأنهم ظاهرين لنا في التلفزيون.
مازن العتيبي هذه الحلقة من بحث وإعداد الرائع منصور العساف، أنتجها أيمن الحمّادي، حررها ثمود بن محفوظ، هندسها صوتيًا الجندي المجهول محمد الحسن، فرّغها وضبط توقيتها شذى محمد، وأشرف على إنتاجها فايزة المطيري، وسحر سليمان.