يوم رمضان الأول
نتحدث في هذه الحلقة عن أول أيام رمضان، الذي نلمس فيه التغير في نظامنا اليومي. وعن اللحظات قبل أذان المغرب واجتماع العائلة على مائدة الإفطار.
نتحدث في هذه الحلقة عن أول أيام رمضان، الذي نلمس فيه التغير في نظامنا اليومي. إذ يتأخر موعد الاستيقاظ عن موعده في الأيام العادية، بسبب تغير ساعات الدراسة والذهاب إلى الدوام. وقد يسمح للأطفال بالسهر قليلًا في اليوم السابق قبل أن يجبروا على الذهاب إلى النوم. في صباح رمضان يكون البيت هادئًا، وقد تسمع صوت القارئ ينبعث من الراديو القابع في صالة المنزل.
في مكاتب الداوم، سيشتكي من الصداع من اعتاد شرب الشاهي والقهوة. وسيرتاح بعض الموظفين من مهامهم اليومية لشهر كامل. وقد تلغى بعض الحصص المدرسية، خصوصًا تلك المتعلقة بالتدبير المنزلي في مدارس البنات، وحصص الرياضة. وسيحاول الطلبة التحايل على الصيام عبر لعب المضمضة بالماء البارد وسيفشل فيها الجميع طبعًا. أما في البيت فقد بدأت الأم في تجهيز لوازم وجبة الإفطار.
مع اقتراب الغروب وعودة الأطفال إلى البيوت تبدأ بعض المهام الجديدة، فيُرسل الأطفال إلى الأسواق لشراء المقاضي التي تحتاجها الأم أو الأخت لأحد الأطباق اليومية، وقد يصادفهم بعض من الكبار الذين يعرفونهم ويسألونهم إن كانوا صائمين أم لا، مع ضرورة إجراء التجارب العلمية التي تثبت كلامهم. أما الأب فهو مكلف ببعض بشراء المقاضي الأثقل وزنًا، ففي الستينيات مثلًا: كان شراء الثلج منتشرًا بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، فيحمل إلى البيوت ليستخدم في تبريد الشراب والمأكولات، وهناك من يشتري الفول أو السوبيا يوميًا.
بعد الانتهاء من كل هذه المهام يجتمع الأطفال أمام التلفاز، وقد يشاهدون بعض البرامج التي تسليهم وتنسيهم صيامهم مثل الفوازير وبرامج المسابقات. ويعمد الكبار إلى الاختلاء في إحدى الغرف من أجل قراءة القرآن. مع اقتراب وقت الفطور تبدأ السفرة في التشكل، وتوضع الأطباق والكؤوس. وتنادي الأم أطفالها الذين لم يصوموا لتذوق الطعام المطبوخ، كما سترسل بعضًا من الطعام إلى جيرانها الذي سيسارعون إلى الرد بطبق آخر.
يقترب وقت الفطور وتتجمع العائلة في الصالة. يجلس أفرادها في صمت متسمرين أمام التلفاز أو الراديو، يحاولون التقاط صوت الأذان مبكرًا، وسنسمع من أحد ضيوفنا قصته في معرفة وقت الفطور قبل المدينة كلها.
بودكاست تاريخي من إذاعة ثمانية، يقدم فيه المؤرخ الاجتماعي منصور العساف كل أسبوع قصة جديدة عن شيء دخل على المجتمع السعودي، وغيّر فيه.