ألعاب الصغار
في هذه الحلقة من «أشياء غيرتنا» نتحدث عن ألعاب الصغار والتغييرات التي مرت بها.
في هذه الحلقة من «أشياء غيرتنا» نتحدث عن ألعاب الصغار والتغييرات التي مرت بها.
حين نرجع إلى بدايات القرن العشرين سنجد العديد من الألعاب مستوحاة من الطبيعة أو مستخدمة من مكونات تجدها في الطبيعة كلعبة «عظيم ضاح» التي يلعبها الأطفال في الليل مستخدمين قطعة عظم. وهذه ليست اللعبة الوحيدة التي كانت تستخدم العظام، فقد استخدمت لعبة «الكبوش» التي تُلعَب في غرب السعودية عظام مفاصل الأغنام حيث يلونها الأطفال ليلعبوا بها.
بالإضافة إلى الألعاب الحركية، كانت هناك الألعاب الذهنية مثل «المقطار» أو «أم ثلاث» يحاول فيها الأطفال ترتيب قطعهم لتكون خطًّا على مربع كبير يحتوي على ثمان نقاط.
هناك أيضًا الألعاب التي تجيدها الفتيات دون الأولاد. من تلك الألعاب «الخطة» التي يُرسَم فيها مربعات على الأرض فتتقافز فوقها الفتيات برجل واحدة ويقفن حيث سقط الحجر الذي رمينه. وتشبهها لعبة «البربر» المنتشرة أكثر في المنطقة الغربية.
بعد دخول المدنية الحياة بدأ الأطفال في اختراع ألعاب جديدة مستوحاة من حياة أهلهم في البيت. فنجد البنات يلعبن دور ربات المنزل، ويقلد الأولاد آباءهم حين يذهبون إلى الدوائر الحكومية لإنهاء المعاملات.
فتح التمدن الباب أيضًا لاختلاط الثقافات. فأصبحنا نسمع أهازيج بلهجات مختلفة متأثرة بحركات الهجرة والحجاج الآتين من كافة بقاع الأرض لأداء المناسك، حاملين معهم ثقافتهم وألعابهم الشعبية.
أسهمت حركة الاستيراد أيضًا في إدخال نوع جديد من الألعاب مثل «العكوس» التي تشبه ألعاب الورق «الكوتشينة» لكن تعتمد على صور الممثلين الأميركيين التي تأتي ضمن علب الألعاب والأغذية المستوردة.
استفادت شركات الأغذية من حب التجميع الذي بدأ مع صور الممثلين وألعاب «العكوس»، فأصبحت تعلن عن مسابقات مع تلك الصور كجوائز. «آر سي كولا» كانت أشهر تلك الشركات وأوائل متبعي هذا الأسلوب في الترويج لمشروبها ضمن الأطفال، رغم أن الغالبية كانوا يجدون جملة «حاول مرة أخرى» على ظهر الغطاء حين يفتحون القارورة.
مع زيادة الرخاء المادي أصبحنا نرى محلات متخصصة في بيع لعب الأطفال بعد أن كانت تباع في البقالات بجانب الأغذية والحلويات. كما هيمنت الكرة والدراجات على مشهد ألعاب الشارع بشكل واضح، ولا ننسى الألعاب الموسمية كلعبة مونوبولي التي ارتبطت برمضان.
هناك أيضًا الألعاب التي تظهر من جيل إلى جيل مثل «الطقطيقة» وهناك ألعاب لم تتكرر لرفض المجتمع لها مثل «النبيطة». ولأن مخيلة الصغار واسعة، لم يمنعهم الوجود في الفصول والمدارس من اختراع ألعاب تلائم هذا النوع من الحبس المؤقت.
وعلى نهاية الحلقة نترككم مع تحدي جميل من منصور مع لعبة «إنسان حيوان جماد» لكن بشروط صعبة قليلًا.
بودكاست تاريخي من إذاعة ثمانية، يقدم فيه المؤرخ الاجتماعي منصور العساف كل أسبوع قصة جديدة عن شيء دخل على المجتمع السعودي، وغيّر فيه.