الاستثمار
نحكي في خاتمة حلقات السلسلة المالية من «أشياء غيرتنا» عن مفهوم الاستثمار في المجتمع السعودي، وارتباطه الوثيق بالعقار ومن ثم بشراء الأسهم.
نحكي في خاتمة حلقات السلسلة المالية من «أشياء غيرتنا» عن مفهوم الاستثمار في المجتمع السعودي، وارتباطه الوثيق بالعقار ومن ثم بشراء الأسهم.
جاري التحميل
يتكرر ذكر لفظ «الاستثمار» كثيرًا في مجتمعنا. إذ بدأت ثقافة الاستثمار العقاري مع توحيد السعودية وإنشاء مؤسسات الدولة، وذلك بعد النمو العمراني الهائل في العديد من المدن، ليظهر بعدها سوق الأسهم بمفهومه الحديث.
نحكي في خاتمة حلقات السلسلة المالية من «أشياء غيرتنا» عن تكوّن مفهوم الاستثمار في المجتمع السعودي، وارتباطه الوثيق بالعقار سابقًا ثم ارتباطه حديثًا بشراء الأسهم.
أدّى توافد السكان وهجرتهم نحو المدن الكبيرة إلى ازدهار سوق العقار، وظهر ما يُعرف بـ«المطوّر العقاري» الذي يستثمر في بناء المجمعات السكنية ويروج لها بطرق ذكية.
مقارنةً بسوق العقار، نمت الأسهم الفعلية ببطء لكنها كانت موجودة منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وكانت توزَّع الأرباح حينها في دائرة صغيرة من المعارف الشخصية.
لم تخضع هذه التعاملات في بدايتها لأي رقابة حكومية، بل استندت على العرض والطلب بين البائع والمشتري. لكن مع زيادة عدد الشركات المساهمة في الثمانينيات ظهرت الحاجة للتنظيم، فبدأت الحكومة بسنّ قوانين البيع والشراء عن طريق المصارف بإشراف مؤسسة النقد.
انتشرت ثقافة الاستثمار في الأسهم لدى سائر فئات المجتمع كبارًا وصغارًا. وانتعش سوق الأسهم مع بداية الألفية إثر توافد بعض رجال الأعمال العرب إلى السوق السعودي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. كذلك تأسست هيئة سوق المال عام 2004 وأصدرت تشريعات تكافح تضخّم الأسعار والنمو اليومي لمؤشر الأسهم.
لكن لم يلبث انتعاش السوق في الألفية طويلًا، ففي أقلّ من سنتين من تأسيس هيئة سوق المال وقع الانهيار الشهير لسوق الأسهم السعودي عام 2006.
الحلقة الخامسة من السلسلة المالية من أشياء غيرتنا، بوسعك الاستماع للحلقة من خلال منصات البودكاست على الهاتف المحمول. نرشّح الاستماع للبودكاست عبر تطبيق Apple Podcasts على الآيفون iPhone، وتطبيق Google Podcasts على الأندرويد.
ويهمنا معرفة رأيك عن الحلقات، وتقييمك للبودكاست على Apple Podcast. كما بوسعك مراسلتنا على: [email protected]
يمكنك أن تختار ما يناسبك من النشرات، لتصلك مباشرة على بريدك.
نشرات ثمانية البريدية
اختر نشرة واحدة على الأقل
الرجاء تدوين الاسم الأول
الرجاء تدوين بريدك الإلكتروني المفضّل
وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.
إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.
طبعًا نحنا تعلمنا من شيابنا الأولين، اللي هو : إدخر، إدخر من راتبك ألف، ألفين، ثلاث آلاف، أربعة آلاف، إدخر شهريًا. هذه الثقافة أنا أشوف إنها خطأ.
مازن العتيبي الاستثمار هذه الأيام مرتبط بأشياء كثير، الواحد يقدر يستثمر فلوسه في الأسهم أو الصناديق الاستثمارية أو العقار أو حتى العملات الرقمية والفن الرقمي. ببساطة إذا عندك فلوس فيه ألف من يبي ياخذها.
يا هلا أنا مازن العتيبي وهذه السلسلة المالية من بودكاست أشياء غيرتنا من إذاعة ثمانية. الوضع كان مختلف زمان، لا كان فيه أسهم ولا بنوك، على الأقل في بدايات المملكة. وكلمة استثمار نفسها، يمكن ماكانت موجودة في قاموس أشخاص كثر. وحتى لو كنت من الناس اللي كانت تفكر في الاستثمار فالخيارات كانت محدودة، أول هالخيارات هو شي كلنا نعرفه.
منصور العساف لما يستتب الأمن وتبدأ الدولة في بناء مؤسساتها يبدأ النشاط العقاري.
مازن العتيبي انتقال الناس من القرى للمدن كان له أثر على سوق العقار والسكن. وأسعار العقارات تضاعفت بشكل سريع لأن السوق ماكان يقدر يغطي الحاجة.
منصور العساف الموظفين في المؤسسات الحكومية يحتاجون سكن، جو من أقطار أخرى. أكيد إنهم يبحثون عن وحدات سكنية قريبة من أعمالهم... فما فيه. خليني أقول لك الدور أو إذا كان شقة أو وحدة سكنية ولنفرض إنها كانت بخمسمائة ريال صارت بألفين ريال، لأن الطلب أعلى من العرض.
مازن العتيبي وانتعاش السوق العقاري في بعض المناطق كان مرتبط بمشاريع حكومية زي التاب لاين في شمال المملكة.
منصور العساف عرعر، رفحاء، وغيرها. كانت بلدات صغيرة جدًا جدًا قرى صغيرة جدًا. كان أهاليها في مدن قريبة منها كانت إلى حدٍ ما أكبر من عرعر وأكبر من رفحاء. لما مر التاب لاين، وُضعت الاسكانات، وُضع مركز صحي، وُضع مستشفى، ونادي إلى أخره. تكوموا حول المجمع، وصار فيه وظائف، يحرص هذا كذا وهذا يعلم كذا، إلى أخره. فبنيت مدن جديدة.
مازن العتيبي لما بدت الناس تقبل على العقار وشرائه، صار فيه حاجة لخدمات تسهلك هالشي. ومن هنا بدينا نشوف ظهور مكاتب العقار في المناطق والأحياء المختلفة. الاستثمار العقاري رغم إنه في الغالب كان يعتمد على بيع الأراضي السكنية والبيوت أو التأجير، بس تفرع منه أشكال مختلفة زي الأسهم العقارية واللي كانت تسمى مساهمات، وإعلاناتها كانت تملى الصحف في فترة من الفترات.
منصور العساف بيفتح مشروع، يروح يقول أنا أخذت مثلًا خمسمائة ألف، أو خلنا نقول مليون مثلًا متر في المنطقة الفلانية. فمن يريد، يعلن بإعلان في الصحف أو عبر طرق الإعلان الأخرى إن والله اللي يبي يساهم فيها. حنا شريناها من فلان في مبلغ مثلًا ريال للمتر، والمساهمة يدخل مثلًا بريال ونص إلى أخره. المتوقع الأرباح بإذن الله، دراسات جدوى وزي كذا، نتوقع أن تكون الأرباح يعني إذا أنت دفع ريالين تبي تاخذ أربعة. فيقبلون عليها، هو أعلن في الجريدة ويقبلون يساهمون. طبعًا هو مو قادر يشتريها كلها، ولا كان يشتريها ويكسب فيها كلها، لكن هو مو قادر، وهذا الي يصير كثير.
مازن العتيبي لما بدت الأمور تتنظم ومع تأسيس البلديات ومكاتب التخطيط الحكومي، صار العقار استثمار مهم، والبعض صار يحاول يكون علاقات ومكاتب التخطيط عشان يعرف الأحياء اللي بتتخطط من بدري، عشان يشتري أراضي هناك قبل الناس، ويبيعها بعدين بسعر أغلى. ومع الوقت ظهر مسمى المستثمر العقاري، الي يشتري الأرض ويبني عليها مجمع فلل أو شقق، وكان لذولي المستثمرين طرقهم في تسويق هالمجمعات.
منصور العساف أحيانًا يلجؤون إلى إنه يبي يقوي الحي هذا، يأتيلك بكبار المسؤولين وكبار النخب أو رجال الأعمال إلى أخره. ويعطيهم أراضي بمبلغ بسيط. يعني يعطيهم أراضي كبيرة، يقول هذه عشرة آلاف بلك كامل وأعطيك بمبلغ يعني سعر بسيط. بس أهم شيء تاخذه أنت ما ياخذه غيرك. فلما يجي المسؤول الفلاني، ومثلاً رجل الأعمال الفلاني، يصير الحي، يعطيه صبغة نخبوية، فيتفاخرون فيه. هو قصده ذكي رجل العقار على أساس يرفع قيمة السهم، ويحدث. أحيانًا يشترط ويقول ما يسكن فيها إلا المهندسين.
مازن العتيبي بس في عز وقت الأسهم العقارية، الأسهم الفعلية كانت تنمو حبة حبة. لكن بعد الفاصل.
قبل الفاصل كنا نتكلم عن العقار وكيف تحول إلى أهم طرق الاستثمار في المجتمع السعودي، وكيف إن الأسهم رغم إن البعض يظن إنها شي جديد كانت موجودة في ثلاثينات القرن العشرين. الأسهم والشركات المساهمة في ذيك الفترة كانت تصير من خلال المعارف الشخصية وعلى مستوى صغير جدًا. وفي بحثنا عن تاريخ هذه الشركات في المنطقة طحنا على قناة الأستاذ عبدالمجيد الخريجي في اليوتيوب، واللي كان فيها مقطع يتكلم عن هالموضوع بالتحديد.
عبدالمجيد الخريجي هذا خطاب موجه من الشركة العربية...
مازن العتيبي في المقطع نشوف عبدالمجيد الخريجي يستعرض خطاب صادر من الشركة العربية للطبع والنشر، اللي هي شركة مساهمة مقرها في مكة. الخطاب موجه لمدير فرعها في المدينة المنورة. التاريخ على الخطاب هو 10 رجب 1359 هجري، يعني أغسطس 1940 ميلادي. في الخطاب يطلب رئيس الشركة من رئيس فرع المدينة توزيع الأرباح لأحد المساهمين، ووقتها شبكة البنوك والتحويلات شبه معدومة فكان التحويل يتم عن طريق التجار والمشايخ المعروفين.
عبدالمجيد الخريجي حولنا لكم اليوم على المشايخ عبدالعزيز ومحمد الخريجي مبلغ اثنين وعشرين غرش سعودي، مقابل أرباح سهوم الشيخ عبدالله أبو عزة فنرجوا اعتماد استلام المبلغ المذكور وتسليمه للمساهم المنوه عنه وبعث سند الاستلام.
مازن العتيبي زمان كان شراء الأسهم في الشركات يتم على مستوى التجار وأصحاب المال اللي يدخلون شركات مع أصحاب المشاريع مقابل أسهم ونسب، والموضوع كان ممكن يصير في جلسة خاصة أو اجتماع. بس يوم زاد اهتمام التجار الثانيين بموضوع الأسهم تنوعت طرق البيع.
محمد المسهر كانوا زي ما قلتلك أربع عشرة أو خمس عشرة شركة. وكان التعامل ما يخضع لأي رقابة حكومية، وكان يتم مباشرة عن طريق العرض والطلب بين البائع والمشتري. أتصل عليك، أشوفك، أقول تبيعني؟ عندك أسهم في مثلًا البنك الأهلي؟ عندي ألف أبا أبيعك إياها؟ كم؟ وهلم جرا. واتفاق بيني وبينك، ولّا عن طريق مكاتب العقار، كانت مكاتب العقار فيه موجودة في ذاك الوقت.
مازن العتيبي على الثمانينات بدأ عدد الشركات المساهمة يزيد، وصار لازم يكون فيه تنظيم أفضل لهذه الشركات. ومن هنا بدأت الحكومة في تقنين البيع والشراء عشان يصير عن طريق البنوك، وكله تحت إشراف مؤسسة النقد. وصار اللي يبغى يبيع ويشتري الأسهم يروح البنك يفتح محفظة.
محمد المسهر وكان فيه صالات. بس هذا بعد خمس وثمانين، لأن عام خمس وثمانين ما كان فيه تداول، قليل التداول. لأن الناس ما كانوا يعرفون، أكثره مقتصر على زي ما قلتلك حتى إلى خمس وثمانين كان مقتصر على التجار.
مازن العتيبي بس المشكلة إن أسعار بيع الأسهم ما كانت موحدة، ولا كان يحكمها سوق وطلب قد ما كانت قدرة الشخص على الإقناع.
محمد المسهر أنت ممكن تشتري الحين أسهم واحد بثلاثين ريال، بينما غيرك رايح بايعها بأربعين لواحد ثاني. لأن ما كان فيه، محد يعرف، ما فيه منصة معينة تشوف كل البائعين وتشوف سعر موحد عرفت إيش أقصد؟ حتى أحيانًا تاخذ وقت على أساس تتحول الأسهم باسمك ماهو مثل الآن.
مازن العتيبي استمر تسجيل وشراء وبيع الأسهم بشكل يدوي إلى نهاية الثمانينات حتى أُدخلت الأنظمة الآلية. لكن ما زالت فكرة شراء وبيع الأسهم محصورة على فئة معينة من الناس، بينما العقار كان شي كل الناس متقبلة إنها تستثمر فيه، متى تغير هالشي؟ الدكتور محمد يقول إنه فيه حدث في نهاية الثمانينات زاد من وعي الناس بالأسهم شوي.
محمد المسهر كانت الراجحي بنك وشركة خاصة، وطُرح على الناس كلهم. تجيب حفيظتك ولا البطاقة فيها أربعة أطفال أو خمسة أطفال ويعطونك أسهم على عدد أفراد العائلة اللي عندك، مثلًا عشرة أسهم لكل شخص موجود في الحفيظة وهلم جرا. لذلك حتى اللي ما عرف عن الأسهم، عرف لأن يجيه واحد يقول له تستخدم الحفيظة حقك ولا أستخدمها عنك؟
حتى كانت الأسهم تباع في السوق السودا قبل حتى يستلمون الناس الشهادات، مثلًا أنت عندك مضمون لك عندك عشرة أطفال، وكل طفل فرضًا... أنا نسيت العدد اللي مخصص، كل طفل أو شخص عشرة يعني مئة سهم، يجيك واحد ويقول يالله، السهم كانت قيمته الاسمية الظاهر مئة ريال يقول لك باخذه منك بمائة وعشرة بمائة وعشرين، يشترونه قبل تستلم شهادتك أصلًا، يشترونه منك.
مازن العتيبي ومع إننا لا نزال بعيدين عن هبة الأسهم اللي بنتكلم عنها بعد شوي، إلا إن الأسهم بدت تظهر في أماكن جديدة، أماكن غير الشركات.
منصور العساف المقصف كانت عشان تشغله المدرسة، وأنه بتعليمات من الوزارة، إنه خلاص تفيدوا الطلاب وتشغلوا مقصفكم. إنه يعني بالأول بداية السنة تجمعوا من الطلاب اللي يبي يساهم في المقصف. يدفع المبلغ وبآخر السنة نواعده نعطيه من الأرباح.
شكري بن مخاشن طبعًا أنا كنت صف رابع ابتدائي، بدينا بالمقصف، والمقصف كان الأستاذ عبدالله الغامدي الله يعطيه العافية كان موجود، وكان الأستاذ عبدالله الغامدي يدخل علينا يقول يا شباب من اللي بيشارك في المقصف؟ فكنت أسأل الأسئلة للأستاذ عبدالله الغامدي، الصراحة تعبته في الأسئلة، طيب متى بترجع؟ بعد كم تعطوني؟ إيش بيجيني؟ وكذا. فكان يقول بيجيك في حدود العشرين ريال ثلاثين ريال فائدة وكذا.
منصور العساف من جمعهم للمبالغ هذه من الطلاب، هم بيأمنوا مسألة في البدايات الأولى بس، يأمنوا مسألة السندوتشات والفطائر والشطائر والعصيرات، وكذلك يأمنوا راتب العامل اللي في المقصف.
شكري بن مخاشن أجمل شي لما يجي نهاية السنة ويجي الأستاذ عبدالله الغامدي يدخل علينا وكذا، يا شباب ترا المقصف كذا، تعال شكري، الطالب فلان، ويعطيك من الأرباح. طبعًا إنت تشوف الناس اللي ما أيدوك وعارضوك عيونهم تكبر، لأنك أنت اللي قاعد تاخذ الربح، حصدت وتعبت بجهدك، فهم بعضهم يندم إنه ما شارك معاك يعني، وسبحان الله الأيام تروح بسرعة.
مازن العتيبي بعيدًا عن سندوتشات البيض والكبدة لو بنرجع لسوق الأسهم العادي، فالوضع كان مستقر خلال فترة التسعينات، وكان الشراء والبيع لا يزال محصور في مجموعات معينة. استمر هالشي حتى بدأت الألفية.
محمد المسهر بعدين في عام 2001 تم التحول إلى التسوية اليومية، وجمعت جميع الأنظمة، واستبدلت وثائق الأسهم بحسابات الأسهم. صار عندك حساب ما عاد وثيقة سهم عندك هذه تحمل خمس مائة سهم مئتين سهم، لا صار حسابات. حسابك هذا هو فيه خمسين أو مئة، وصار التداول عن طريق الإنترنت وعن طريق الهاتف. هو طبعًا قبل عن طريق الهاتف، صار عن طريق الهاتف المصرفي، وكان عند أجهزة الصراف الآلي برضه. وصار الواحد يبيع ويشتري والسعر موحد، وتعرف السعر هذا خلاص السهم هذا سعره، لأن المعروض هذه الكمية المعروضة في جميع المملكة كلها، معروض من هالشركة هذه قدام عينك وهذا أعلى عرض أو أقل عرض، تبغا تشتري هلم جرا.
مازن العتيبي التحول في سوق الأسهم وسهولة التداول عبر الإنترنت، ما كانت هي الأسباب الوحيدة لانتعاش السوق، لأن فيه عوامل ثانية خلت سوق الأسهم السعودي هدف للاستثمارات. في 2001 صارت أحداث 11 سبتمبر الشهيرة في أمريكا، وكثير من رجال الأعمال العرب خافوا من تجميد أموالهم بتهم دعم الإرهاب؛ عشان كذا نسبة كبيرة منهم سحبوا فلوسهم من أمريكا واتجهوا للاستثمار في عدة أماكن ثانية، ومنها السوق السعودي. في نفس الوقت زاد سعر البترول وزدات مشاريع البنية التحتية وتوفرت السيولة بشكل كبير، وسددت الدولة قروضها للبنوك اللي بدورها صارت تشجع الناس على الاقتراض، فكانت الأسهم أسهل خيار استثماري متوفر للناس، ودخلت كل الناس للسوق.
منصور العساف الناس حاصروك من كل جهة، من كل جهة! يعني زميلك في العمل واقف معاه اللاب توب ويبيع ويشتري، تروح لزميلك في الاستراحة نفس الشي، اللي يجيك في المجلس نفس الشي. كل حديث الناس في الأسهم حاصرك، أنت رجل مالك خبرة فيها ولا لك معرفة ولا هي خطك حقيقة، فالكل حاصرك.
محمد المسهر ما تدخل مجلس... إذا مالك في الأسهم الله يعينك، كأن المجلس السالفة غير وأنت غير.
مازن العتيبي التوجه لسوق الأسهم كان مدفوع بقصص الثراء السريع اللي يتناقلونها الناس، وكيف إن الأسهم ممكن تخليك مليونير بين يوم وليلة.
محمد المسهر في يوم معاك 500,000، بعد أسبوعين إلا هي صايرة مليون مليونين ما تدري ويمكن أكثر. وهذا ترى خلّى الناس تجري وراء الثراء السريع.
مازن العتيبي كثير من الشركات كانت تطرح أسهمها في السوق بهدف كسب أكبر قدر من المستثمرين اللي يركضون وراء الاكتتابات. بس كثير من هذه الأسهم كانت أقرب لبيع الوهم.
محمد المسهر يا رجل فيه شركات، أنا ماني بجالس أذكر أسماء، ما تسوى! ما فيه، يمكن مقرها ما يسوى له 100,000، أسهمها تباع بثلاثة آلاف و أربعة آلاف!
مازن العتيبي الدكتور محمد في ذيك الأيام قرر يسوي تجربة عملية مع طلابه، وطلب منهم إنهم يقيمون شركة من الشركات الموجودة في السوق بناءً على معايير علمية عشان يحددون سعر السهم العادل. ويقول إنه وحدة من هذه الشركات اللي قيموها كان سعر سهمها العادل مئتين ريال.
محمد المسهر بينما وقتها، ما أنسى الشركة، كانت تنباع بحوالي ستمائة وخمسين. قالوا يا دكتور شلون هذه؟ أنت الحين تقول لنا على حسب التقييم اللي تورينا تقول مئتين ريال وهي ستمائة وخمسين؟ قلت هذا اللي الشركة تسواه، تسوى مئتين ريال. لكن السوق مرتفعة أقيامه أكثر بعدة مرات من القيمة الحقيقية للشركات.
مازن العتيبي الهبّة في سوق الأسهم زي ما رفعت قيمة شركات ما تسوى، أثرت في أسواق مختلفة وغيرت من سلوك بعض المستهلكين.
منصور العساف زاد شراء أجهزة اللابتوب، صار طفرة عندهم بالمبيعات، الشركات هذه اللي تبيع اللابتوب. كافيهات كان كلن يقعد الصباح. زاد الغياب عن العمل. زهد بعض الموظفين بوظائفهم، مش بعض، كثير في القطاع الخاص والقطاع العام. أصبح التلفون مشغول، التلفون الثابت مشغول علطول عشان النت. أصبحت تشوف في البنوك ناس تجي تقعد في الصالة، مو رجال أعمال كبار لا، مو بمثلًا صالات كبار العملاء لا لا، تشوف ناس من أواسط الناس ماديًا ولا كل الناس سواسية لكن من أواسط الناس ماديًا، تلقاهم ماليين الصالة وبيع أسهم، وعرفت الأحمر والأخضر، السوق أخضر والسوق أحمر، طماط وخيار، والعبارات هذه.
مازن العتيبي جنون الأسهم والكلام عنها في كل مكان خلّى الصغير قبل الكبير يفكر في الأسهم، مثل بنت الدكتور محمد الي جاته يوم تطلب منه أسهم.
محمد المسهر قلت وش من أسهم؟ قالت يقولون أسهم أنا ما أدري. هي مع زميلاتها في رابعة ابتدائي، قالت أسهم. قلت شلون تبغين تشترين؟ قالت إيه أبغى أشتري.
مازن العتيبي إدارة السوق كانت تحت مؤسسة النقد وقتها، لكن يوم زاد المستثمرين في سوق الأسهم صار لازم يكون فيه جهة حكومية مستقلة مسؤولة عن هذا السوق.
محمد المسهر 2003 صدر قرار إنشاء هيئة سوق المال، وتم تعيين أعضاء هيئة سوق المال 2004. الهيئة هدفها تنظم السوق المالي، تصير هي المسؤولة عن السوق بدل ما كان تحت إدارة مراقبة الأسهم في مؤسسة النقد حطوله هيئة كاملة. عام 2003 طلع القرار وعام 2004 تم تعيين أعضاء الهيئة.
مازن العتيبي مع تأسيس هيئة سوق المال في 2004 صدرت تشريعات تحاول تقليل النمو اليومي لمؤشر الأسهم. وتمت معاقبة مستثمرين وأفراد كانوا يضخمون أسعار الأسهم بشكل كبير عشان يبيعونها بأرباح خيالية. كل هالأمور كانت الهيئة تعمل على مكافحتها، بس في أقل من سنتين على تأسيس الهيئة جا اليوم اللي انحفر في ذاكرة كثير من السعوديين.
منصور العساف الانهيار كان زي ما تقول سكوت.
مازن العتيبي في 26 فبراير 2006 وبعد ما وصل المؤشر السعودي إلى 20,000 نقطة في اليوم اللي قبله، بدأ مشوار الهبوط، وتبخرت أحلام وثروات ملايين الأشخاص اللي دخلوا السوق. كان فيه موجة ذعر جماعية، والكل يبيع عشان يغطي خسايره ويطلع من السوق سالم. واستمر المؤشر في الهبوط حتى وصل في نهاية 2006 إلى 7,500 نقطة، أكثر من نصف قيمة السوق تبخرت. خلال فترة الانهيار هذه طلع رئيس هيئة أسواق المال على التلفزيون السعودي لأول مرة من تعيينه عشان يطمن الناس ويقول إنه هذه مجرد موجة تصحيحية والسوق بيرجع، لكن للأسف هالشي ما صار.
منصور العساف برضه استمر الانهيار استمر الانهيار وتضرر الكثير، وزي ما ذكرت لك المنابر تحدثت، أساتذة الدراسات الاجتماعية، القنوات الفضائية أصبحت تستقبل أو تستضيف أساتذة دراسات علم النفس وعلم الدراسات الاجتماعية ليتحدثوا عن الحدث.
محمد المسهر يقول لي عنده عميل العام الماضي كان رصيده ستمائة مليون أو ستمائة وخمسين والله نسيت وش قالي، زي كذا. ويقول السنة هذه يقول مديون بخمسين مليون.
مازن العتيبي هذه كانت السلسلة المالية من أشياء غيرتنا. شكرًا لمصرف الراجحي على رعاية السلسلة اللي كانت من بحث وإعداد الرائع منصور العساف. هذه الحلقة بالتحديد أنتجها وحررها المضارب ثمود بن محفوظ. وشكر لضيوفنا فيها الأستاذ شكري بن مخاشن، والدكتور محمد المسهر. هندس حلقات السلسلة صوتيًا محمد الحسن، صنع الإعلان المرئي للسلسلة جمال كتبي، وصمم غلافها لينا عامر. فريق إنتاج السلسلة هم أيمن الحمادي، ثمود بن محفوظ، غيداء جمعان، وأنا مازن العتيبي. في فريق تطوير الأعمال فيصل الغامدي وصالح العطر، وفي فريق الاشراف الوليد العيسي، سحر سليمان، وسمر سليمان.