ذكرت بعض التسريبات أن أبل تختبر إمكانية طباعة بعض الأجزاء الداخلية الميكانيكية من الجيل الثاني لساعة «أبل ألترا» باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وبالطبع فإن الأسباب الرسمية -إن صحَّ الخبر- التي ستُعلن عنها أبل هي «الحفاظ على البيئة» و«تقليل تكاليف الإنتاج». كما ذكر التقرير بأنَّ أبل ستستخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على منتجات أُخرى عند نجاح هذه التجربة.
هذه أسباب صحيحة جزئيًا. ولكن للقصة عُمقٌ أكثر مما نتصور، تعيدني إلى الاستراتيجية التي دومًا ما اتبعتها أبل في خلق ميزة تنافسية كبيرة في السوق.
الاستراتيجية هي «التكامل العمودي» (Vertical Integration). وبعيدًا عن سوء تسمية هذا المصطلح إلا أنها من أهم الاستراتيجيات التوسعيّة التي تتبعها كبرى الشركات اليوم. وحتى نفهم ما التكامل العمودي، لنُعرِّج أولًا على «التكامل الأُفُقي» (Horizontal Integration)، وهو ما يحدث عندما تتوسع الشركات في نشاطها إلى مناطق أكثر.
مثلًا، عندما بدأ «البيك» بفتح فروعه في الرياض والشرقية، فإن هذا يُعتبر «تكاملًا أُفقيًا»؛ لأنه وسَّع نشاطه (من نوعية نشاط الشركة الأساسي نفسه).
أما «التكامل العمودي» فهو التوسع الحاصل للاستحواذ على عملية أو أكثر من «سلسلة الإمداد» (supply chain) للمنتج النهائي الذي تُنتجه الشركة. فعلى سبيل المثال، هذا ما حصل عندما استحوذت شركة «المراعي» على أسطول التوصيل المبرّد وتوزيع منتجاتها عوضًا عن أن تكون مجرَّد مصنع فقط. فنقول على هذا التوسع «توسعًا عموديًا» لأنه توسع في النشاط من نوعية مختلفة للنشاط الأساسي، أي على مستوى سلسلة الإمداد لهذا المنتج.
تصنيع القطع داخليًا سيعطي أبل ميزة تنافسية في السوق من عدة نواح هي: مقدرة كبيرة على خفض تكاليف الإنتاج، وبالتالي رفع مستوى الربحية للمنتج مع الحفاظ على السعر نفسه، وضمان الجودة العالية، واستقلالية أكثر في التصنيع. وأخيرًا، توافقية أفضل وأعلى متانة لمختلف أجزاء المنتج سواء على مستوى البرمجيات «software» أو الأجهزة «hardware».
نرى كل هذه الميزات قد تحققت عندما قررت أبل قبل ثلاث سنوات التخلي عن معالجات إنتل في أجهزتها واستخدام معالجات سلسلة (M Chip) التي صنَّعتها داخليًا. فقد صممت أبل هذا المعالج خصيصًا ليعمل بأعلى كفاءة ممكنة مع باقي أجزاء نظام التشغيل والقطع الأخرى للجهاز. وفرق بيْن أن تصمم معالجًا واحدًا لأجهزة محدودة وأن تُصمم معالجًا يعمل على جميع الكمبيوترات حول العالم. فالعملية الآن بالنسبة لأبل أسهل وأسرع وأكثر كفاءة وأعلى جودة.
الآن، ونحن على بُعد أسبوع من مؤتمر أبل للإعلان عن الآيفون الجديد والساعة الجديدة، لا يسعنا إلا التكهّن عن هذه المنتجات ومدى نجاح تصنيعها (إذا صحَّت التسريبات). ومع اتباع شركات أُخرى الاستراتيجية نفسها، مثل قوقل التي قررت صنع معالجات قوقل بكسل داخليًا بنفسها، هل ستكون هذه الاستراتيجية «ترند» الشركات التقنية المقبل؟
مقالات أخرى من نشرة أها!
محمد عبده يربح كل مرة يغني «بيلا تشاو»
ومن يعلم؟ قد تكون ثقافة إعادة مزج الإبداعات هي التوجه المقبل في عالم منصات الموسيقا، وحينها لن يستنكرها أحد.
سحر الهاشميبنت الحسب ومخابرات واتساب
أتصور أن يصبح تبادل حسابات الشبكات الاجتماعية و«اليوزرات» جزءًا من عادات الخطبة لتكوين صورة أفضل عن ابن الحلال، ولعله يدفع الشباب للتأدب.
ثمود بن محفوظأنت ناجح ولست محتالًا
«متلازمة المحتال» نمطٌ نفسي يشكّك الفرد في مهاراته، ورغم كفاءته وتحقيقه للعديد من الإنجازات في حياته إلا أنه ينسب نجاحه إلى الحظ.
بثينة الهذلولعين دور النشر على كتابك المستعمل
تنظر بعض دور النشر إلى سوق الكتب المستعملة بعينٍ حاقدة. فما يباع هناك من كتب ربحٌ ضائع لأنهم ليسوا جزءًا من عملية البيع.
ثمود بن محفوظهل ستكون من القلّة في 2023؟
أؤمن أنَّ قارئ هذه السطور سيكون ممن يقولون «لا»، لأن لولاها لكنتَ مستغرقًا اللحظة في تصفح التواصل الاجتماعي دون هدف.
أحمد مشرفلماذا يجب أن نستثمر في السياحة الثقافية؟
السياح الثقافيون يبحثون عنّا نحن السُكان المحليين، ويبحثون عن تاريخنا وأماكننا التي نزورها في يومنا العادي دون أن نشعر بأنها مميزة.
أنس الرتوعي