شريك حياتك ينتظرك في لينكدإن
إذا وصلتك عبر لينكدإن رسالة تسألك عن حالتك الاجتماعية، تعامل بالاحترافية وكأن أحدهم طلبك لوظيفة؛ فربما شريكك المستقبلي هو من بعث الرسالة.
كنت أول المتزوجين من أصدقائي. لذا، صرت ألعب دور صديق البطل أو البطلة في كل مرة يقرر أحدهم فيها اتخاذ خطوات جدية نحو الزواج. يبدأ الأمر بـ«محمود، لقد قررت الزواج» وينتهي بـ«حسنًا ماذا عليّ أن أفعل الآن»؟ وبين هذا وذاك أدَّعي أنني سمعت عشرات القصص العجيبة.
هناك من أحبت رجلًا لأنه دائم الابتسام إذا رآها، ثم اكتشفنا أنه أب لثلاثة أولاد وعلى الأغلب يبتسم المسكين في وجه الجميع من فرط الإرهاق. وصديق آخر كتب قائمة عناصر للمقارنة بين فتاتين مع وضع وزن نسبي لكل عنصر في المقارنة، لكنه أغفل عنصرًا مهمًا هو أن كلتيهما لا تفضل الارتباط به من الأساس.
لكنني فوجئت مؤخرًا بما لم أسمع به من قبل: يبحث البعض عن شريك حياته المستقبلي في تطبيق الوظائف الشهير «لينكدإن»!
قبل أيام ظهرت فتاة على تك توك تتحدث عن استخدامها تطبيق لينكدإن كتطبيق مواعدة، والسبب أنه يمكنها من خلاله تنقيح اختياراتها لشريك العمر المنتظر طبقًا للبلد والوظيفة حتى الراتب، مع ضمان أن هذا الشخص لا يظهر بهوية مزيفة.
انتشر الفيديو إلى حد دفع ممثل لينكدإن نشر بيان يعبر فيه عن رفضه استخدام التطبيق في المواعدة؛ لأن هذا يشكل انتهاكًا للقواعد التي تسمح بالرسائل المتبادلة ذات المغزى المتوافق مع طبيعة التطبيق الوظيفي. وحَثَّ مستخدمي لينكدإن على الإبلاغ عن أي مضايقات مثل تلك مما يسمح للمسؤولين باتخاذ إجراء صارم.
تشعر في حديث مسؤول لينكدإن بأنه يدفع عن التطبيق تهمة الانتماء إلى تطبيقات المواعدة، وللرجل كل الحق في ذلك، فتطبيقات المواعدة لها سمعة سيئة للغاية، وأقتبس هنا من قصص الأصدقاء لشرح كيفية جري الأمور.
تقرر الاستعانة بتطبيقات المواعدة وأنت متردد حيال فكرة عرض نفسك كشريك محتمل بشكل صريح، وكأن هذا يعني فشلك في الارتباط بشكل طبيعي. يعوضك عن هذا ظهور عدد وافر من الأشخاص المناسبين للارتباط في الأيام الأولى. يقل عدد الأشخاص المعروضين بعد ذلك بشكل واضح، وهنا يطلب منك التطبيق الاشتراك في الخدمة المدفوعة للحصول على مزايا الاختيارات الكثيرة التي لم تدم طويلًا.
تقرر الدفع ثم تكتشف الحقيقة بعد أيام قليلة: مئات الهويات المزيفة وعشرات الرسائل التي تتضمن مضايقات وتحرشًا صريحًا بخاصة للنساء.
لهذا لجأ البعض إلى تطبيق لينكدإن حيث لا مجال للتزييف والمضايقات، ويبدو هذا الطرح مثاليًا فيما يخص علاقات التعارف بغرض الزواج. لماذا لا نتعامل مع هذه العلاقات بالاحترافية التي نتعامل بها مع لينكدإن؟ أليس مشروع الزواج أَولى بأن تكون فيه صادقًا ومحددًا لطلباتك ومتفهمًا ومتقبلًا للتعاون أو الرفض في حالة أنك لا تناسب الشريك المحتمل دون أن يسبب هذا لك مشكلة شخصية؟
المسألة لا تتعلق بالبحث فقط، بل كيف تتعامل معه في هذه الفترة الحرجة بشكل عقلاني ومحترف تمامًا مثلما تتعامل مع عروض العمل. لذا إذا وصلتك عبر لينكدإن رسالة تسألك عن حالتك الاجتماعية فأرجوك: تعامل بالاحترافية نفسها وكأن أحدهم طلبك لوظيفة ولا تكن مثاليًا وتعد هذه الرسالة في غير مكانها؛ فربما كان شريكك المستقبلي هو من بعَث هذه الرسالة.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.