كيف فجَّرت نظارة أبل صندوق الابتكار

قارِن بين أبل وبين شركة سامسونج. أبل ألغت الشاشات والأجهزة كلها بمنتجها الجديد، وسامسونج لا تزال تحاول أن تصنع هاتفًا بشاشة قابلة للطيّ!

نظارة أبل الجديدة / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
11 يونيو، 2023

«لقد أعلنَّا اليوم عن الكثير، لكن بقي أمر واحد! (One more thing)». هكذا استهل تيم كوك الرئيس التنفيذي لأبل تقديمه منتج الشركة الجديد الذي أزعم أنه سوف يغير العالم، المنتج الأول الذي تنظر من خلاله وليس إليه! 

يقول ألن داي نائب رئيس واجهة المستخدم في أبل: «إن كل منتج جديد تقدِّمه أبل يأتي مع أداة تحكم مبتكرة، فأجهزة «ماك» جاءت معها «الفأرة»، و«آيبود» جاء معه قرص التحكم، «الآيفون» بدأ عصر اللمس على الشاشة، أما منتجنا الجديد «الرؤية المطورة» (Vision Pro) -الاسم الذي منحته أبل لمنتجها الجديد- فهو يأتي بلا أي أداة، حواسُّك هي الأداة!»

كان متوقعًا إعلان أبل عن النظارة في مؤتمر المطورين (WWDC 2023)، لكن الدهشة كان مصدرها الإبهار في العرض. يقول الصحافي مارتن بيرز: «ربما لا ندرك اليوم أهمية هذا المنتج، ولكن أبل حتمًا سوف تجعله جزءًا مكملًا لبيئتها». والحقيقة أنني رغم تفهمي سياسة أبل وغيرها من الشركات التي تعزز مفهوم البيئة الواحدة التي تتكامل فيها أجهزتها بعضها ببعض، وتجعل من الصعب على المستخدم استخدام منتج واحد من خارج منظومتها، إلا أنني أعتقد أن «النظارة» سوف تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير.

لا شك أن «النظارة» سوف تتكامل مع بقية منتجات الشركة، وبخاصة في السنوات القليلة المقبلة. لكنني أعتقد أنها سوف تلغي كل المنتجات الأخرى لتصبح هي المحور الأول، وعلى بقية المنتجات الراغبة في الظهور أن تتكامل معها. 

فمن إعلان أبل في المؤتمر نرى أنَّ وجود «النظارة» يلغي مفهوم الشاشات من الوجود، فلا داعي للتلفاز أو شاشة الحاسب الآلي، «النظارة» تعطيك الشاشة التي تريد في أي مكان وبأي حجم! كذلك هو الحال لكل الأجهزة ومنها الآيفون، فـ«النظارة» لا تحتاج حتى اللمس كي تتفاعل، فهي تفهم إيماءات العين وحركات اليد في الهواء.

نظارة أبل سوف تكون هي البيئة المستقبلية للحياة، فكل ما تريد فعله سوف يعتمد عليها. ولمن يظن أنَّ في الأمر مبالغة، تذكِّرنا الإيكونومست بلحظة إطلاق الآيفون قبل ستة عشر عامًا، عامل الدهشة كان اللمس على الشاشة، لكن الوظائف كانت بسيطة: إجراء المكالمات وإرسال الإيميل والتصفح الأساسي للإنترنت. واليوم نعتمد على الآيفون في تطبيقات التوصيل والتجارة الإلكترونية والمعاملات والدفع الإلكتروني والتواصل الاجتماعي وتصوير مقاطع الفيديو باحترافية وغيرها الكثير من الوظائف التي باتت أساسًا في حياتنا. وهذه الوظائف لم تبتدعها أبل تحديدًا، بل المطورون الآخرون، وهذا ما تعتمد عليه أبل في هذه المرحلة الأولى من إطلاقها «النظارة».

إن الابتكار الذي قدَّمته أبل في نظارتها ليس خارج الصندوق فقط، بل يفجِّر صندوق الابتكار من الأساس. فقط قارِن بين «نظارة أبل» وبين ما تحاوله شركة سامسونج. أبل ألغت الشاشات والأجهزة كلها بمنتجها الجديد، وسامسونج لا تزال تحاول أن تصنع هاتفًا بشاشة قابلة للطيّ!


مقالات أخرى من نشرة أها!
4 أغسطس، 2022

تجرأ وكن سيئًا

حكاية الهاكاثون قصة فشل لن يذكرها أحد غيري، ورغم ذلك فقد تعلّمت الكثير من هذه المشاركة التي كانت بعيدة جدًا عمّا اعتدته.

رويحة عبدالرب
17 يوليو، 2023

التنقُّل بين الوظائف ما عاد عيبًا

سيؤلمك الاستقرار في وظيفة واحدة أو مسار واحد أكثر مما تحتمل فقط خشية أن يرى موظف الموارد البشرية انتقالك منه عيبًا.

ياسمين عبدالله
11 مايو، 2022

ماذا لو اختفت اليوم شبكات التواصل؟

تسيطر شبكات التواصل على يوميات حياتنا، ويجادل البعض أنَّها شرٌّ لا بد منه حرمنا السعادة، فماذا سيحل بنا إن اختفت تلك الشبكات اليوم؟

أشرف فقيه
9 يناير، 2023

ضياع أصالة اللعبة في عصر الريميكات

الريميكات تلعب على وتر النوستالجيا، وفي الوقت نفسه تتكيّف مع تطلعات الأجيال اللاحقة، الأمر الذي يحقق أرباحًا عالية.

حسين الإسماعيل
26 يونيو، 2022

اختر بطاقتك الائتمانيّة بعناية قبل سفرك

أداتك في دفع مصروفات سفرك تستحق منك التفكير والوعي بمتطلباتك، ثم البحث عن أفضل بطاقة تدفع فيها أقل رسوم ممكنة مع أكثر فائدة لك.

تركي القحطاني
30 نوفمبر، 2022

«الدحيح» كبسولة معرفية أم حبة تخسيس؟

تَعِد الكبسولات بتقديم طرح غير ذاتي عبر الاطلاع على مصادر معرفية مختلفة ثم تقديمها للمتلقي، وهذه العملية غير ممكنة في كثير من الحالات. 

حسين الضو