لديَّ التزام منذ خمس سنوات بكتابة مقالة رياضية كل أسبوعين، ويتطلب مني هذا الالتزام متابعة يومية لكثير من المواقع والصحف الإلكترونية الرياضية، إلى جانب حسابات الأندية في مختلف تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي. ومؤخرًا وجدتني أقضي ساعات في تك توك أتابع مقاطع الفيديو التي تتناول أجمل الأهداف وأبرز المباريات ولحظات فريدة من التدريبات، وما يجعل تلك المقاطع أكثر متعة وجود الأغاني كخلفية موسيقية.
فقد استحوذ تك توك مؤخرًا على اهتمام الأندية الرياضية العالمية والعربية بشكل ملحوظ في محاولة لاستقطاب «جيل زد»، الذي يجد صعوبة في متابعة مباراة من تسعين دقيقة. فهذا الجيل يفضِّل ملخصًا قصيرًا أو لقطات لطيفة، وأصبح لهذا النوع من المحتوى الرياضي في تك توك مروّجوه وأبطاله.
ساعدني محتوى تك توك وخوارزمياته على الاطلاع بشكل جيد على تاريخ عدد من الأندية العربية ومستواها. فأنا لا أتوقف عند مقطع الفيديو، بل أنتقل للبحث عن إحصائيات اللاعب أو ظروف المباراة أو تاريخ الملعب وهكذا. لكنني لم أتخيل يومًا أنني بفضل التك توك قد أتابع بشغف ناديًا لم أكن أعلم عنه شيئًا قبل عام واحد، أتحدث هنا عن نادي أبها السعودي.
إذ على رغم معرفتي اللاعب سعد بقير جيدًا منذ أن كان شابًا في صفوف فريق الترجي التونسي فإنني لم أهتم بمتابعته بعد الانتقال إلى نادي أبها حتى وجدته أمامي على تك توك يركض بقميص «نادي الجنوب» بعد صناعة هدف. وفي خلفية المقطع يصدح طلال مداح متألقًا «ما دام معايا القمر مالي ومال النجوم».
هذه الأجواء في محتوى حسابات الأندية في تك توك ليست عشوائية، إذ تدير تلك الحسابات شركات متخصصة. مهمتها إيجاد لمسة فريدة يمتزج فيها تاريخ النادي ببيئته، مع عدم إهمال المقاطع والأغاني الرائجة في أثناء نشر الفيديو.
وهذا تحديدًا ما تجده داخل حساب نادي أبها، مزيجًا من فيديوهات لأهداف لاعبي الفريق على أنغام «تترات» مسلسلات مصرية رائجة مثل «الكبير» و«الصفارة»، ثم تجد محمد عبده يغني لكارلوس سترادنبيرق «أسمر عبر مثل القمر»، ولا مانع من اقتباس صوت المعلق العُماني خليل البلوشي وهو يتألق بشعر عنترة «فتى يخوض غمار الحرب مبتسمًا/ وينثني وسنان الرمح مختضبُ.». ويتحول فيديو مألوف لتسديد ركلة جزاء إلى مقطع ممتع إذا كان على أنغام الموشح الأندلسي «سدد السهم وسمى ورمى/ ففؤادي نُهبة المفترس».
هذا المزيج الممتع يوفر لي بصفتي كاتبًا رياضيًا مساحة لترك قلق الكتابة عنِّي، والاستمتاع بلقطات نادٍ أقل شهرة من بعض الأندية العربية الكبرى مثل «أبها» حتى لو لم أكن مشجعًا للفريق ولا أعرف عنه شيئًا. وهذا يثبت قدرة تك توك على اجتذاب قاعدة جماهيرية جديدة للأندية خارج نطاقها المحلي.
بعد مشاركتي شغفي بمتابعة «تك توك نادي أبها» أخبرني بعض الأصدقاء بضرورة متابعة حساب نادي الرياض لأنه الأمتع على تك توك، لكن الأمر الآن ليس بيدي. فأنا الآن من متابعي نادي أبها وإن لم أكن مشجعًا وفيًا، لكن، على الأقل، أتابع أخباره بشيء من الاهتمام وصرت أعرف أشياء جديدة عن «الجنوب». ولا مانع أن أتابع مباراة «دِربي عسير» أملًا في مقطع «تك توك» جديد من أبها.
مقالات أخرى من نشرة أها!
حرروا الرواية العربية من قبضة النازيين
يوجد احتقان ضد اللهجات المحكيّة في الأدب، ودعاوى بأنها ليست كفئًا لأن تكون لغة أدبية. وكلما ظهر عمل جديد باللهجة المحكية برز معه الاحتقان.
حسين الضوهل حصلت على نجمتك اليوم؟
الكل يتسابق على وقتك، والطريقة الأمثل للاستحواذ عليه هي في إدخالك لعبة سباقٍ لا ينتهي. يضحكني أنَّ اسم هذه التقنية هو «التلعيب».
مازن العتيبيكيف تتكون الاهتمامات؟
أيًّا تكن دوافعنا وراء الاهتمام بأي موضوع، فوسائل البحث التي تمنحنا إياها التقنية تساعدنا على تطوير هذا الاهتمام إلى خبرة معرفية مفيدة.
أنس الرتوعيمعبد الأدباء هدمه أصدقاء الإنستقرام
أصبحت دور النشر تتابع حسابات القرّاء، وتبني علاقة مباشرة معهم تأخذ فيها جديًّا بآرائهم. وهنا يأتي عمل النواة الفاعلة في رحلتي.
إيمان أسعدأبل تعدني بتطبيق تدوين خارق
التدوين مواجهة ذاتية لفهم أنفسنا، وبتخفيفه من مشاعرنا السلبية يساعدنا على حل مشكلاتنا من خلال تفريغ أفكارنا لنراها واضحة بتجرد وأمان.
ياسمين عبداللهلا تتكاسل عن تصحيح لخخيقثشيس
ليست المصيبة في تسهيل حياتي، بل في أنني صرت أكثر كسلًا من التدقيق وراء ما أكتب حتى في المنصات التي لا تعرفني أكثر من نفسي.
حسين الإسماعيل