شارك إيلون مسك صورة له ولمن تبقَّى من فريق المبرمجين في تويتر بعد عملية «التطهير الكبرى» التي أقصت رؤوس الكثير من الموظفين، وكان اللافت في الصورة حينذاك انتماء الأغلبية الساحقة من المبرمجين إلى أقليات عرقية. (للأسف لم أحتفظ برابط التغريدة، وليس لديّ حافزٌ قوي للنبش في أرشيف تغريدات مسك، لذا سأعتمد على تصديقك كلمتي)
كثير من التعليقات أشارت إلى أنَّ إقصاء أغلبية البيض والإبقاء على المهاجرين والأمريكيين من الأقليات العرقية يعود إلى عِلْم مسك بأنَّ هؤلاء يملكون حافزًا أقوى للعمل بجهد أكبر لحل المشاكل البرمجية الملحَّة والبقاء حتى وقت متأخر من الليل، والذي صودف أنه وقت التقاط الصورة.
تذكّرت الصورة وأنا أقرأ مقالًا في نيويورك تايمز يستعرض نتائج دراسة أجراها فريق من الباحثين على مجموعة من فصائل الحيوانات منها الخيول والخرفان والإبل والتيوس. الهدف من الدراسة كان معرفة كيف يؤثر نمط حياة الحيوان -هل يعيش في الأسر أم طليق، هل يعيش منفردًا أم ضمن جماعة- في قدرته على التفكير بحل «أصيل» لمشكلة تواجهه وبذل جهد أكبر من أقرانه.
فالحيوانات بطبيعتها تتفادى الخوض في مشكلة غير مألوفة، والقلة منها فقط يملك الحافز «للتفكير خارج الصندوق» والذي فسّره البحث بأنه: «القدرة على حل مشكلة جديدة أو حل مشكلة قديمة بحل جديد أفضل».
التجربة ببساطة: وضع الطعام المفضَّل لدى فصيلة الحيوان في أكواب مغلقة بأغطية، ومراقبة ما ستفعله. النتيجة: حققت التيوس النتيجة الأعلى بكثير، إذ حاول 69% حلَّ المشكلة برفع الغطاء عن الكوب أو رميه بقوة على الأرض، في حين تفادت أغلبية الحيوانات من الفصائل الأخرى الاقتراب من الأكواب.
بناءً على هذه النتيجة لاحظ الباحثون ثلاث علامات أثَّرت في وجود «الإرادة» لدى التيس للاقتراب من وضع مجهول ومحاولة حل المشكلة: حقيقة أنَّه مدجَّن (أي أليف خاضع وليس بريًّا)، ويعيش في نظام اجتماعي معقَّد يعتمد على التراتبية. هاتان العلامتان تشجعان التيس على المحاولة ولا تضمنان النجاح، العلامة الثالثة الضامنة للنجاح انتماء التيس إلى مرتبة أقل اجتماعيًّا من نظرائه، أو كونه «التيس الغريب» الذي يعيش على هامش مجموعة متماسكة من أقرانه.
خلص المقال الذي استعرض الدراسة إلى أنَّ «الحاجة هي أم الاختراع». قد يبدو لك للوهلة الأولى أنَّ الحاجة هنا هي إلى تناول الطعام، لكن إن كنت يومًا «التيس الغريب» في مجموعتك فأنت تعرف تمامًا أنَّ الحافز الحقيقي هنا هو إثبات جدارتك أمام مجموعة لا تراك تنتمي إليها، هي ببساطة محاولة منك للنجاة.
أو لربما هذه الدراسة، مثلها مثل كثير من الدراسات، مجرد هبد في هبد!
مقالات أخرى من نشرة أها!
ما يتمناه المثقف من إيلون ماسك
إن كان إيلون ماسك مصرًا على تركيب الشرائح في أدمغتنا، أتمنى أن تكون الترجمة الفورية سمعًا وبصرًا وكلامًا هي التطور التقني القادم.
حسين الإسماعيلنجاح الرأسمالية في بيع اليوقا علينا
أصبحت اليوقا مثل وجبة هندية، مظهر آخر من مظاهر الاندماج مع حضارة أخرى وخيار أساسي في أسلوب حياة البعض بصفته منتجًا يُباع ويُشتَرى.
سحر الهاشميخرافة «من الصفر» في حكاية رائد الأعمال
إن نقطة الصفر التي ينطلق منها دعاة الاستثمار خرافة، والتنظير الفوقي المتعالي منهم ليس إلا إمعانًا فيها وإهانة ضمنية لظروف الآخرين.
حسين الإسماعيلاقرأ النشرة قبل الحذف
لأني أكتب هذه السطور عالمًا أنها ستصل لمشتركي نشرة أها!، فذلك يمنحني مساحة أكبر نسبيًا تعفيني من الإشارة لأي فضائح تثير فضول القراء.
حسين الإسماعيلهل يحفظ الذكاء الاصطناعي كرامة الفقراء أم يبيحها؟
نحن في حاجة إلى أن نتوقف بين الفَيْنة والأخرى لكي ندرس تداعيات ما تنتجه هذه الأدوات، وللتأكد أنها تُصَمَّم بطريقة تخدم البشر ولا تخدعهم.
حسن عليلماذا قررت أبل طباعة ساعتها الجديدة؟
تصنيع القطع داخليًا سيعطي أبل ميزة تنافسية في السوق، وتوافقية أفضل وأعلى متانة لمختلف أجزاء المنتج على مستوى البرمجيات.
حسن علي