لا تعرّف نفسك بإنجازات أصدقائك

أعتقد أن تعريف الأشخاص باهتماماتهم أولى من تعريفهم بمناصبهم الوظيفية التي قد لا تُفيد الآخرين كما نعتقد، أو لربما استقالوا منها البارحة.

صديقي المهم / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
4 أبريل، 2023

أنا من الفئة المعارضة للعرف السائد بتعريف الآخرين بعضهم ببعض بوظيفتهم الحالية أو اسمهم الثلاثي بعيدًا عن الإطار الرسمي؛ مثل أن يعرّفني أحدهم على صديقه: «أعرفك على فلان الفلاني، مدير كبير في الشركة الفلانية،» بينما نحن واقفون في طابور استقبال طلبات البيك، أو في انتظار القهوة حتى تُعد.

إن كان صديقك فأهلا ومرحبًا به، بهذا اللقب أو من غيره، وسأكتشف بطبيعة الحال وظيفته ومنصبه عندما نجلس ونأكل أو بعد أن نستقبل القهوة. 

وأذكر في إحدى المرات أنَّ أحد المعارف كان قد هلكنا وهو يُعرِّف أحد المنضمين إلى الجلسة أنه «أخو فلان الفلاني (الإنسان المهم)» ليرد عليه أحد الجلوس: «يا أخي ما لنا ومال أخوه، الآدمي هذا نتشرف به كما هو الآن».

ما كان يحاول ذاك الشخص عمله هو إقناعنا بأنه يستحق التقدير على إحضار هذا الآدمي في جلستنا؛ «شوفوا.. جلّستكم مع فلان أخو فلان المهم» فإذن «أنا مهم أيضًا». هذه الظاهرة الاجتماعية المضحكة بالنسبة لي دارجة إلى حدٍ كبير. فنحن نبحث دومًا عمّا يُشعرنا بالتقدير، حتى وإن كان استغلال مجهودات شخص آخر ونسب جزء من إنجازاته لأنفسنا بمجرد إعلان معرفتنا به.

فإن أخبرتُ أصدقائي مثلًا إنني صديق مقرّب من ديفيد بيكهام، فإنني أخبرهم أيضًا إنني إنسان مهم وأنَّ منجزات بيكهام التاريخية تعادل مكانتي، وإلا لما كان صاحبها يُحبني ويجالسني.

أعترف اليوم أنني شخصيًا أقف حائرًا أمام هذه العادة الاجتماعية مع معارفي، فلا أنا الذي أعرف بدقة بماذا يجب أن أُعرِّفهم به، ولا أفهم لماذا لا يحبُّ أصدقائي أن يكتفوا ولو مؤقتًا باسمهم واهتماماتهم. وبالمناسبة، أعتقد أن تعريف الأشخاص باهتماماتهم أولى من تعريفهم بمناصبهم الوظيفية التي قد لا تُفيد الآخرين كما نعتقد، أو لربما استقالوا منها البارحة دون أن نعلم.


مقالات أخرى من نشرة أها!
8 فبراير، 2022

أخبار العالم في قوقعة تويتر

بدأتُ التفكّر في المحتوى الذي ترشّحه خوارزميات تويتر لي، وأدركتُ أنها لا تعطيني ما أرغب في رؤيته فحسب، بل تتأقلم مع تغيّر رغباتي أيضًا.

رويحة عبدالرب
7 أغسطس، 2023

عليك بالصَّمْلة إلى أن تلحق مهاراتك بذائقتك

إن جعلتُ من المثالية هدفي كل أسبوع سأعرِّض نفسي للانهيار تحت الإحباط، لا سيّما في ظل ثقافة الاستقالات السريعة السائدة والتشجيع عليها.

إيمان أسعد
18 يناير، 2023

لماذا نحب ميسي ونكره رونالدو؟

رونالدو شخصية صاخبة واحتفاليته صارخة، يقول ما يعتقد بصراحة –وبسذاجة أيضًا– حتى لو كان ما يقوله خلافيًّا وغير مقبول.

حسين الضو
23 مايو، 2023

هل صديقك أعزُّ عليك من عشرين بابل؟

بدأنا نفقد «معزَّة الصديق» دون أن نشعر. تنهمر عليك النصائح بقطع كل علاقة تسبب لك أقلَّ انزعاج أو اضطراب في حياتك حفاظًا على طاقتك الإيجابية.

إيمان أسعد
27 يناير، 2022

من أين تأخذ أخبارك؟

كان الوعد الإنترنتيّ الأول بضمان معرفتنا الأخبار من مصادر متعددة والتأكد من مصداقيتها. لكن حرَّاس بوابة الأخبار الجدد نقضوا الوعد.

مازن العتيبي
30 مارس، 2023

الذكاء الاصطناعي لم يولد على الفطرة

قررت أن أجرب بنفسي ضمير الذكاء الاصطناعي، وطلبت منه كتابة قصائد عن بعض السياسيين الذين نعرف موقف الحكومة الأمريكية منهم.

ثمود بن محفوظ