أنا من الفئة المعارضة للعرف السائد بتعريف الآخرين بعضهم ببعض بوظيفتهم الحالية أو اسمهم الثلاثي بعيدًا عن الإطار الرسمي؛ مثل أن يعرّفني أحدهم على صديقه: «أعرفك على فلان الفلاني، مدير كبير في الشركة الفلانية،» بينما نحن واقفون في طابور استقبال طلبات البيك، أو في انتظار القهوة حتى تُعد.
إن كان صديقك فأهلا ومرحبًا به، بهذا اللقب أو من غيره، وسأكتشف بطبيعة الحال وظيفته ومنصبه عندما نجلس ونأكل أو بعد أن نستقبل القهوة.
وأذكر في إحدى المرات أنَّ أحد المعارف كان قد هلكنا وهو يُعرِّف أحد المنضمين إلى الجلسة أنه «أخو فلان الفلاني (الإنسان المهم)» ليرد عليه أحد الجلوس: «يا أخي ما لنا ومال أخوه، الآدمي هذا نتشرف به كما هو الآن».
ما كان يحاول ذاك الشخص عمله هو إقناعنا بأنه يستحق التقدير على إحضار هذا الآدمي في جلستنا؛ «شوفوا.. جلّستكم مع فلان أخو فلان المهم» فإذن «أنا مهم أيضًا». هذه الظاهرة الاجتماعية المضحكة بالنسبة لي دارجة إلى حدٍ كبير. فنحن نبحث دومًا عمّا يُشعرنا بالتقدير، حتى وإن كان استغلال مجهودات شخص آخر ونسب جزء من إنجازاته لأنفسنا بمجرد إعلان معرفتنا به.
فإن أخبرتُ أصدقائي مثلًا إنني صديق مقرّب من ديفيد بيكهام، فإنني أخبرهم أيضًا إنني إنسان مهم وأنَّ منجزات بيكهام التاريخية تعادل مكانتي، وإلا لما كان صاحبها يُحبني ويجالسني.
أعترف اليوم أنني شخصيًا أقف حائرًا أمام هذه العادة الاجتماعية مع معارفي، فلا أنا الذي أعرف بدقة بماذا يجب أن أُعرِّفهم به، ولا أفهم لماذا لا يحبُّ أصدقائي أن يكتفوا ولو مؤقتًا باسمهم واهتماماتهم. وبالمناسبة، أعتقد أن تعريف الأشخاص باهتماماتهم أولى من تعريفهم بمناصبهم الوظيفية التي قد لا تُفيد الآخرين كما نعتقد، أو لربما استقالوا منها البارحة دون أن نعلم.
مقالات أخرى من نشرة أها!
أخبار العالم في قوقعة تويتر
بدأتُ التفكّر في المحتوى الذي ترشّحه خوارزميات تويتر لي، وأدركتُ أنها لا تعطيني ما أرغب في رؤيته فحسب، بل تتأقلم مع تغيّر رغباتي أيضًا.
رويحة عبدالربعليك بالصَّمْلة إلى أن تلحق مهاراتك بذائقتك
إن جعلتُ من المثالية هدفي كل أسبوع سأعرِّض نفسي للانهيار تحت الإحباط، لا سيّما في ظل ثقافة الاستقالات السريعة السائدة والتشجيع عليها.
إيمان أسعدلماذا نحب ميسي ونكره رونالدو؟
رونالدو شخصية صاخبة واحتفاليته صارخة، يقول ما يعتقد بصراحة –وبسذاجة أيضًا– حتى لو كان ما يقوله خلافيًّا وغير مقبول.
حسين الضوهل صديقك أعزُّ عليك من عشرين بابل؟
بدأنا نفقد «معزَّة الصديق» دون أن نشعر. تنهمر عليك النصائح بقطع كل علاقة تسبب لك أقلَّ انزعاج أو اضطراب في حياتك حفاظًا على طاقتك الإيجابية.
إيمان أسعدمن أين تأخذ أخبارك؟
كان الوعد الإنترنتيّ الأول بضمان معرفتنا الأخبار من مصادر متعددة والتأكد من مصداقيتها. لكن حرَّاس بوابة الأخبار الجدد نقضوا الوعد.
مازن العتيبيالذكاء الاصطناعي لم يولد على الفطرة
قررت أن أجرب بنفسي ضمير الذكاء الاصطناعي، وطلبت منه كتابة قصائد عن بعض السياسيين الذين نعرف موقف الحكومة الأمريكية منهم.
ثمود بن محفوظ