إلى متى ستواصل الدراما تقبيح الحجاب واللحية؟

أن يتحول الالتزام على الشاشة إلى سمات خنوع وفقر وشر مؤكدة، هذا يوجب أن تراجع الدراما العربية نفسها، وأن تقدم نماذج واقعية.

الصور النمطية / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
29 مارس، 2023

شاهدتُ كمعظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الجدل الذي أثاره الملصق الدعائي لمسلسل «تحت الوصاية»، الذي ظهرت فيه منى زكي بالحجاب في هيئة رثة باهتة. لتظهر تصريحات تفيد بأن الدور يستدعي تلك الملامح، وليس للأمر علاقة بالهجوم على الحجاب والمتدينين في الدراما التلفزيونية.

لا يمكن إنكار أن الدراما العربية تتناول صورة المتدين بكثير من التنميط والإسقاط على تيارات الإسلام السياسي. فهناك دومًا نموذج الملتحي المتشدد المزواج ذي الشخصية المعقدة، أو الطامع سياسيًا، أو الدجّال المتربّح من الدين، دون أن نجد ملتحيًا سويًّا نفسيًّا ناجحًا بشوشًا يأكل الطعام الصحي ويتمشى مع أصدقائه وعائلته في الأسواق. 

وبالتنميط نفسه يجري تناول المرأة المحجَّبة على أنها محدودة مقهورة متشائمة رغم دورها الفاعل في المجتمع، حيث تعتمد أسرتها بالكامل عليها في معظم تلك الأعمال. ولم تنجح الأدوار القليلة جدًا التي قدمت المرأة المحجبة أنيقة وذكية في رسم صورة ذهنية جيدة مقابل هذا الحشد من غير المحجبات الطموحات الناجحات. رغم أنَّ تناول المحجبات دراميًا يُفترض أن يكون الهدف منه في المقام الأول الواقعية؛ حيث إن معظم النساء في المجتمعات العربية محجبات. 

وهذا ما يجعل المشاهد يميل إلى التشكيك في عدالة تناول الدراما العربية لشخصية الملتزم دينيًا.

عن نفسي، نشأتُ وأنا أشاهد أفلام السينما التي تتناول الملتحي أو المتدين وتربطه بالإسلام السياسي والإرهاب والتشدد والتجهّم. ولم أتأثر بتلك الصورة لأني كنت أتعامل مع جيران ومعلمات ومعلمين ملتزمين دينيًا وكانوا صورة ضدًّا في معظم الأحيان لِما تروّج له الدراما والسينما. 

لكن لا يمكن إغفال أثر تناول المتدينين بتلك المحدودية في الصورة الذهنية لغيري من المشاهدين من جيلي ومن الأجيال اللاحقة، ولا يمكن إغفال دور الدراما في التأثير العاطفي وتشكيل الانطباعات لدى المشاهد بدرجة تجعله ينحاز دون وعي إلى صورة الذهنية التي قدّمتها الشاشة ولو كانت عكس الحقيقة. 

فمثلًا: إن قلت: أبو لهب، استدعى ذهني فورًا صورة نمطية لرجل مخيف الطلعة بحواجب غزيرة كما صورته أفلام السينما، والتي جاءت عكس ما ورد بالفعل في كتب التراث عن ملامح هذا الرجل. ولا ننسى محاولات نتفلكس وديزني الترسيخ الناعم لوجود مثليي الجنس من خلال إشاعة صورة ذهنية وديعة لهم، تمررها إلى المشاهد عبر محتواها.

الحجاب واللحية ليسا علامات ملائكية مؤكدة، فداخل كل إنسان الخير والشر، بغض النظر عن هيئته الخارجية. لكن أن يتحول الالتزام على الشاشة إلى سمات خنوع وفقر وشر مؤكدة، هذا يوجب أن تراجع الدراما العربية نفسها، وأن تقدم نماذج واقعية وموجودة نراها حولنا لنساء محجبات أنيقات وناجحات، ورجال ملتحين مبتسمين ومستنيرين. أم سيقال إنه لا بُدّ، لأغراض درامية، أنْ يظلّ الملتزم يُعاني؟!


مقالات أخرى من نشرة أها!
9 أكتوبر، 2022

أطفالك ضحية «فرط المشاركة الأبويّة»

نشأ مصطلح «فرط المشاركة الأبويّة» (Sharenting) لوصف مشاركة الآباء والأمهات المفرطة أخبار أطفالهم وصورهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رويحة عبدالرب
6 مارس، 2023

نهاية البوفيه في زمن العولمة

البوفيه يقوم أساسًا على كونه فضاءً اجتماعيًّا يهمش هذا التنميط والتقرير، هذا الفضاء الذي تفتقر إليه المطاعم الحديثة.

حسين الإسماعيل
31 أغسطس، 2022

لا تحوّل عميلك إلى منافسك

إن كنت صاحب منتج يتقاضى رسوم تأخير من المستهلكين، فربما تلهم أحدهم في تقديم منتج يتفوق به عليك ويسلب منك عملائك.

تركي القحطاني
1 ديسمبر، 2022

فخ التربية الإنستقرامية

بينما أفادتني الحسابات التوعوية بمعلومات ثرية ومُثبَتة علميًّا، تبيّن أن أغلب حسابات المؤثرين لم تُفدني بشيء سوى الشعور بالتقصير.

رويحة عبدالرب
21 فبراير، 2023

لا تتكاسل عن تصحيح لخخيقثشيس

ليست المصيبة في تسهيل حياتي، بل في أنني صرت أكثر كسلًا من التدقيق وراء ما أكتب حتى في المنصات التي لا تعرفني أكثر من نفسي.

حسين الإسماعيل
20 مارس، 2023

هذه حكايتنا مع رمز القلب ❤️

سيظل ❤️ جزءًا أساسيًّا من لغة تواصلنا، ولن يظل لوقتٍ طويل رمزًا للكهولة وموضة قديمة. فقد أثبت الرمز قدرته على البقاء وتطوّر استخدامه.

رويحة عبدالرب