هذه حكايتنا مع رمز القلب ❤️

سيظل ❤️ جزءًا أساسيًّا من لغة تواصلنا، ولن يظل لوقتٍ طويل رمزًا للكهولة وموضة قديمة. فقد أثبت الرمز قدرته على البقاء وتطوّر استخدامه.

رمز القلب / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
20 مارس، 2023

لا أذكر استخدامي الأول لرمز القلب ♥️. لكني أتصور أنه كان في إحدى الرسائل التي كنت أكتبها بدفتر لصديقتي في المدرسة المتوسطة، لأترك دفتر الأسرار في خزانتنا المشتركة وتقرأ صديقتي عن همومي مع المعلمات بعد انتهاء حصتها. 

‏وحينما انتقل تواصلي مع صديقاتي من الدفاتر الورقية إلى البريد الإلكتروني وبرنامج «إم إس إن» (MSN) في 2006، تطوّر معه استخدامنا للقلب، الذي اتّخذ شكلًا نصيًا: 3>. وحينما أنشأتُ مدوّنتي الأولى على منصة «بكزو» (piczo) في الفترة الزمنية ذاتها، صاحبتني أشكال معقدة من القلوب المرسومة بعشرات من الرموز (تذكرون هذه؟) 

في 2010، اعتمد اتّحاد «يونيكود» إيموجي القلب ضمن أوائل الرموز. فبدأتُ أستخدمه من خلال النسخ واللصق، فجوالات نوكيا لم تدعم حينها لوحة مفاتيح للإيموجي. وأثبت الرمز التعبيري جدارته، إذ احتل المركز الثاني ضمن أكثر الرموز استخدامًا حول العالم. 

ومع تطوّر شكل القلب كتابيًا، تطوّر استخدامه في الواقع أيضًا. فأصبحت طريقة تشكيل قلب بأيدينا رمزًا سريًا يُشير إلى الجيل الذي ننتمي إليه. 

فمع اكتساح المحتوى المرئي في تك توك وريلز إنستقرام، صارت إيماءات اليد تحمل هوية الشخص المتحدث أمام الكاميرا، إضافة إلى تلميحة لعمره. إذ يدلّ تشكيل القلب بجميع الأصابع 🫶 على مواليد التسعينيات، ويدلّ استخدام أربع أصابع للقلب على الجيل زد، في حين يدل تشكيل القلب بالإبهام والسبابة فقط رمزًا للحب في كوريا (🫰🏻). 

وليس غريبًا أن تشكّل التطورات في لغة «الإيموجي» تحديًا في فهم أجيال مختلفة للغات بعض، تحديدًا في بيئة العمل التي تجمع الجيل زد ومواليد التسعينيات وجيل الطيبين في مكان واحد. 

فمع بداية الجائحة واعتماد الموظفين على منصات العمل المشتركة، ازداد الاعتماد على رموز الإيموجي في التواصل. فمثلًا، شاركت «سلاك» أنَّ المنصة شهدت في بداية الجائحة ارتفاعًا حادًّا ومفاجئًا في استخدام إيموجي القلب. إذ كان الإيموجي وسيلة الموظفين في إظهار تعاطفهم ومساندتهم لبعضهم البعض في تلك الظروف، وحرصهم على تجنب السلبية العدوانية التي قد تنتج عن افتقار النص المكتوب إلى لغة الجسد. 

ومع مرور الوقت، تبيّن أنَّ أكثر من يستخدم إيموجي القلب في بيئة العمل هم جيل إكس والألفية، بينما ينأى أغلب جيل زد عن استخدامه. ليحتل إيموجي القلب المركز الثاني في قائمة الرموز المكروه استخدامها لدى جيل زد (بنسبة 22% بعد رمز 👍🏻) لأنها دليل على الكهولة. 

برأيي، سيظل ❤️ جزءًا أساسيًّا من لغة تواصلنا، ولن يظل لوقتٍ طويل رمزًا للكهولة وموضة قديمة. فقد أثبت الرمز قدرته على البقاء وتطوّر استخدامه ومعانيه في عالم الإنترنت وخارجه، منذ أن رسمه الطبيب الإيطالي قويدو دا فيجيفانو لأول مرة عام 1345 كرسم تشريحي طبيّ لقلب الإنسان، موطن الحب بكل صوره ورموزه.


مقالات أخرى من نشرة أها!
7 أبريل، 2022

حتى لا تطير أموال اشتراكاتك الشهريّة

نسيت إلغاء الاشتراك قبل انتهاء الفترة التجريبية، ليُوقعني النسيان في أكبر خطأ مُكلِف ارتكبته في حياتي. ولستُ الوحيدة التي وقعت في هذا الخطأ.

رويحة عبدالرب
30 يونيو، 2022

معبد الأدباء هدمه أصدقاء الإنستقرام

أصبحت دور النشر تتابع حسابات القرّاء، وتبني علاقة مباشرة معهم تأخذ فيها جديًّا بآرائهم. وهنا يأتي عمل النواة الفاعلة في رحلتي.

إيمان أسعد
23 نوفمبر، 2022

لا تدع «صورة الجسد» تسيطر عليك

تعلمت كيف أحب هذا الجسد، وأن أعمل على إنقاص وزني من أجل صحتي الجسدية والنفسية، لا إذعانًا لسلطة «صورة الجسد» السلبية.

بثينة الهذلول
19 مايو، 2022

«إيرتاق» والوجه المظلم للتقنية

أصبح من واجبنا -نحن الأفراد- إدراكُ الاحتمالية الدائمة بتضمُّن كل تقنية جديدة تخدمنا أبعادًا قد تغيب عن أغراضها المباشرة.

حسين الإسماعيل
22 يناير، 2023

أتقن الأمور الصغيرة أولًا

هكذا الحال مع الجميع، فمهما كانت أحلامك وطموحاتك كبيرة، لن تتحرك ما لم تعتد قبلها فعل أبسط الأمور بأقصى درجات الصحة والإتقان.

أحمد مشرف
29 مارس، 2023

إلى متى ستواصل الدراما تقبيح الحجاب واللحية؟

أن يتحول الالتزام على الشاشة إلى سمات خنوع وفقر وشر مؤكدة، هذا يوجب أن تراجع الدراما العربية نفسها، وأن تقدم نماذج واقعية.

ياسمين عبدالله