في عام 2013، حين سئل «مايكل موريتز» -الملياردير الويلزي والشريك في صندوق «سيكويا» (Sequoia) للاستثمار الجريء- عن السبب وراء ازدهار شركته الاستثمارية لمدة أربعين عامًا على التوالي، محطمة أرقامًا قياسية، كانت إجابته: «لأننا كنا دائمًا نخشى الخروج من السوق».
خشية الخروج من السوق إحساسٌ لا ينقطع من عدم الأمان، وإن تخيلنا اقتناع فريق عمل موريتز بالأمان والعمل بكامل راحته، ما كنا لنجد هذا الأداء الاستثنائي مستمرًا على المدى الطويل حتى اليوم.
فمتى ما بدأ أحدنا يشعر أنه وصل إلى مرحلة الأمان، سيتوقف عن الإنجاز، هكذا الأمر ببساطة. إذ تميل نزعتنا الكسولة لدى إحساسنا بالأمان إلى الغوص أكثر في أعماق الراحة بدل التيقّظ والتفكير بما هو آتٍ.
وأفضل أنواع «الإحساس بعدم الأمان» هو النوع الذي نُلزِم أنفسنا به. فقليلٌ من التوتر لا بأس به إن كان يدفعنا إلى الخطوات القادمة والابتعاد قليلًا عن التكاسل. فمع الوقت وتواصل النجاح، لن يتحرك الإنسان بدافع الحاجة بل بدافع الرغبة. وإن كانت رغبتنا تتضمن الوصول إلى نتيجة مرضية في المستقبل، فلن يكون هناك أجمل من تحفيز الذات وإعطائها جزءًا بسيطًا من التوتر؛ توتر يُحرِّكنا ولا يُصيبنا بالقلق.
مثلًا، إذا كنت تعيش في راحة مادية وأمان ماليّ دون توجيه بحسن التصرف في الإنفاق والميزانية، ستسيطر العادات المالية السيئة على حياتك وستخسر ما لديك من مال وأمان. لكن إن ظل شيء من التوتّر الماليّ يساورك حتى وأنت مرتاح ماديًّا، ستلزم نفسك بدفع الفواتير والأقساط أولًا بأول، وستُحسِن اتخاذ قرارات الصرف، وستظل متأهبًا طيلة الوقت لظرف ماليّ طارئ، وستكون مستعدًا للتعامل معه.
هكذا يبقيك إحساسك بعدم الأمان واقفًا على أطراف أصابعك، لا ترتاح لأن شيئًا ما دومًا يشغل تفكيرك؛ يشغله قبل النوم وفي الأحلام ولدى استيقاظك. ومعك حق، سيعطيك هذا الإحساس شعورًا غير مريح، لأن هناك أمرًا يجب أن تنجزه، ومتى انتهيت منه سيظهر شيءٌ آخر.
لكنه خيرٌ من إحساسٍ بالأمان يبقيك في مكانك دون تقدم، أو يعميك عن احتمال خسارتك وخروجك من السوق.
مقالات أخرى من نشرة أها!
محاولتي الإقلاع عن إدمان الدونات
أنا أحبُّ الطعام، فهو نعمة غالية ودلالة خير وحب واكتفاء وأمان؛ لكن بإهمالنا بناء علاقة صحيّة معه نحوله إلى نقمة وابتلاء في العافية.
ياسمين عبداللهذعر الحياة دون اتصال إنترنت
بات السؤال الأهم متى وجدت نفسي على أعتاب ممارسة جديدة أو اقتناء الأشياء: هل تلك الممارسة أو ذلك الشيء متنقل وقابل للخضوع لعالم انقطاع النت؟
حسين الإسماعيلالتيه في خرائط قوقل
قد نرى الاعتماد على خرائط قوقل مضرًّا لنا، الا أن طبيعة الحياة بكافة تعقيداتها جعلت من هذه الأداة ضرورة لإنقاذنا من التيه في بلوغ وجهاتنا.
ثمود بن محفوظماذا يقول بوربوينت في عيد ميلاده
كل تقنية جديدة وسيلة لا غاية. فلا أرى أن الرفض التام هو الحل، بل ينبغي لنا التعامل معها كأداة تساعدنا على تحقيق أهدافنا.
حسن عليالجيل المتفوق في تنظيم المهام
أجد تطبيق «نوشن» يرفع الإنتاجية إذا استثمرت الكثير من وقتك وجهدك في تعلّمه واستخدامه واعتياده، ليصبح «الدماغ الثاني» الذي يساعدك.
أنس الرتوعيعش رحلتك بعيدًا عن الاكتظاظ السياحي!
إذا وجدتَ معلمًا جميلًا لم تصله رؤوس السيّاح بعد فإياك تشاركه في مقاطع الترشيحات، حتى يتسنى لك الاستمتاع به مرة أخرى بعيدًا عن الزحمة!
محمود عصام