تأمَّل ما أنجزته حتى الآن

الإنسان يبحث عن تحقيق ذاته من خلال ما يمكن له إنجازه في سباقٍ مع الزمن، فلا نكترث كثيرًا بالماضي قدر انشغالنا بهموم المستقبل.

سلم الإنجاز \ عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
1 مارس، 2023

في رسالة إلى شقيقها عام 1894، كتبت عالمة الفيزياء ماري كوري (الحاصلة على جائزة نوبل مرتين)، واصفةً همومها حول مشاريعها التي لم تُنجزها بعد: «لا يلاحظ المرء أبدًا ما أنجزه. إذ لا يسعه إلا أن يرى ما تبقى من عمله.»

واليوم، تتشابه هموم طموحي مع ما كتبته كوري في رسالتها قبل أكثر من مئة عام. فالإنسان يبحث عن تحقيق ذاته من خلال ما يمكن له إنجازه في سباقٍ مع الزمن، فلا نكترث كثيرًا بالماضي قدر انشغالنا بهموم المستقبل. لذلك دومًا ما يشجع أنصار الهدوء بأن نعيش اللحظة بدلًا من القلق من المستقبل أو الحزن من الماضي.

أكتب هذه الكلمات بعد أن جلستُ حائرًا أنظر إلى خطة إنجاز هذا العام (خصوصًا فيما يتعلق بالكتابة). أُحرج نفسي أمام نفسي لأن أعباء الخطة أكثر بكثير مما كانت عليه سنواتي السابقة. وهذا فخٌ تقليدي يقع فيه كل من يحاول أن يكون نسخة أفضل من نفسه.

اكتشفت -مثلًا- عندما اطلعت على جدول حلقات ساعة أبل أنني بالفعل كنت شديد الانضباط في عادة المشي اليومية، وشبه منضبط في رياضة القوة التي ألزمت نفسي بها. رغم ذلك، ولسببٍ ما، يصيبني نوع من عدم الاكتراث لهذه النتائج التي حققتها، مع استمرار تأنيب حاد يأتيني كل يوم بأن عليَّ السعي أكثر بقليل. 

نفس هذا الإحساس من عدم الاكتراث ينسيني أنني أمضيت ما مجموعه تسعين يومًا متفرّقة في الأشهر الأربع الأخيرة لم تكن فيها النشويات ضمن وجباتي الرئيسة، لأكتفي بالنظر صباحًا للميزان الذي يتحرك (ببطء) نحو أرقامٍ أقل، فأبعد وجهي عنه وكأنه صديق أود مخاصمته. 

أتناسى مع وقوفي على الميزان أني كتبت آلاف الكلمات، وحدثت الكثير من التطورات في عملي التجاري، ولا يشغلني سوى الرقم الذي لم أصله، وأن الكثير ينتظرني حتى أحققه. فلا أنا استمتعت بالنتائج، ولا أنا الذي استرحت من وتيرة العمل التي سألزم نفسي بها.

لذا، في رسالتي إليك اليوم، أطلب منك أن تتريث قليلًا، فالدنيا لن تطير. استمر على ما أنت عليه، حتى إن كانت خطوات صغيرة من التطور. وقبل أن تنشغل بما لم تحققه بعد، تأمَّل ما أنجزته حتى الآن، لكي تنال شيئًا من راحة البال والهدوء الذي تستحقه.

الوسوم: الإنسان . المستقبل .

مقالات أخرى من نشرة أها!
3 مايو، 2023

أيهما أقرب إليك: اللهجة البيضاء أم المحليّة؟

خيار التحدث باللهجة البيضاء قد يبدو إغفالًا عن أهمية اللهجة المحلية، لكن إشراك الآخر بالمعنى يمثل الطريق الأقصر لكسب الود والتفاهم السريعين.

سحر الهاشمي
28 فبراير، 2022

عواقب الإدانة بقطع سويفت

خرج بيان من الاتحاد الأوربي يقضي بإخراج بعض البنوك الروسية من نظام الرسائل البنكية العالمية «سويفت» لتقليل قدرتها على العمل عالميًا.

تركي القحطاني
1 مارس، 2022

كشخة «البيجر» المتقادمة

مصير الكثير من الأجهزة ومنصَّات التواصل الاجتماعي؛ تبدأ كشخة، تُستخدم لفترة، ثم يحل محلها جهاز أسرع أو منصة أفضل فتصبح جزءًا من التاريخ. 

رويحة عبدالرب
2 مارس، 2023

كرّر ارتداء ملابسك نفسها ثلاثين مرة

مع تطور المجتمعات وتحسُّن الوضع الاجتماعي للأفراد، فإن الأغلب لم يعد يتسوّق لدافع الحاجة. بل ازداد شراء الثياب زيادة كبيرة.

سحر الهاشمي
7 مارس، 2023

لا تنخدع بلغة التواضع

أجادل أنَّ التواضع اليوم ليس إلا بديلًا آمنًا للمتكبّر لإظهار كبره، ووسيلة إضافية لمضاعفة رأس المال الاجتماعي.

حسين الضو
6 أبريل، 2023

الذكاء الاصطناعي يحفظ مائدتك من الهدر

ربما لن يغيّر حرصي على عدم هدر الطعام الكثير، لكني أؤمن بأن أول خطوات حل بعض المشكلات الكونية تبدأ بالوعي الفردي والأخلاق.

ياسمين عبدالله