فكّر بالسبب وراء تضخيم الحبّة إلى قبّة

دومًا ما نواجه في حياتنا هذا النوع من البشر. أناسٌ لديهم القدرة على تحويل خطأ يسير أو مشكلة محدودة الآثار إلى كارثة عالمية.

تهويل الأمور / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
28 فبراير، 2023

منذ سنوات طويلة وأنا أتعامل مع المقاول عبدالله، رجلٌ تقليدي من الطراز الرفيع، ويشرف بنفسه على كل الأعمال المتعلقة بالبناء والصيانة. فهو يجيد الهدم والترميم والتكسير وأعمال السباكة والكهرباء وكل ما يخطر في بالك، بوسعه أن يبني لك «ملحق خارجي» أو قصرًا ضخمًا! 

هو أيضًا رجلٌ صادق وأمين، وهاتان صفتان نادرتان مع الأسف بين المقاولين، لكنه يحب المبالغة في تهويل الأمور، و«يجعل من الحبة قبة» كما يقول المثل الشعبي الشهير!

دومًا ما نواجه في حياتنا هذا النوع من البشر. أناسٌ لديهم القدرة على تحويل خطأ يسير أو مشكلة محدودة الآثار إلى كارثة عالمية، فينتابهم الذعر منها، ويندفعون إلى التعامل معها على نحو مبالغ فيه جدًا.

قد ننظر إلى من يبالغ في ردة فعله على أنه شخص ضعيف غير قادر على مجاراة الموقف، لكن يُشير علماء النفس إلى أن ردة فعل البشر هذه هي نتاج طبيعي لتطوّر آلية الدفاع عن النفس من الأخطار المحدقة

فلو وقع لك حادث مرور -لا قدر الله- وتعرضت للإصابة، فسوف تصبح طريقتك في قيادة السيارة أكثر حذرًا، وتصبح هذه هي طبيعتك. كما أنك ستظهر انفعالًا أقوى وأكثر حديّة على أي سائق آخر يتصرف برعونة، حتى لو كان التصرف لا يهدد حياتك أو يهدد بوقوع حادث.

يمكن أن نستعين بهذا المنظور في تفسيرنا ردود الفعل المبالغ فيها بشأن بعض القضايا الحقوقية العامة. فنجد مثلًا بعض الناشطين في قضايا الاحتباس الحراري يغلقون الطرقات، ويلصقون أيديهم بالشوارع، ويصرخون في الشارع في محاولة لشرح أفكارهم.

استعنت شخصيًّا بهذا المنظور، وسألت المقاول عبدالله عن سبب ردود أفعاله المبالغ فيها، فقال بما معناه: «أخاف ألا أُقدِّر المشكلة بالشكل الصحيح، فأصبح أنا المخطئ في حال وقع شيء لا سمح الله». لذلك إذا لم تستطع تفسير تهويل الطرف الآخر في موضوع تراه أنت صغيرًا، ففكر في «الحبة» التي تخيفه، وتدفعه إلى تحويلها إلى «قبّة». 


مقالات أخرى من نشرة أها!
21 ديسمبر، 2021

ضريبة التوصيل المزدوجة

سهَّلت علينا تطبيقات التوصيل الحصول على «البرقر» الذي نريد وقتما نريد، إلا أن لتلك السهولة ضريبة إضافية نتحملها نحن.

ثمود بن محفوظ
7 يوليو، 2022

معايدات واتساب من طقوس فرحة العيد

أجزم أن التهاني الواتسابية تتميز بحميميتها الخاصة. إذ لا يمكن لأي مكالمة هاتفية أن تحمل روح الاحتفالية في مجموعتنا العائلية.

رويحة عبدالرب
5 أكتوبر، 2022

الراتب الشهري أم السعي وراء شغفك؟

وبالنسبة للشغف، فهو الوسيلة لكي ننجح فيما اخترناه وليس الغاية. الغاية هي راحة البال، وترك الأثر وأن نكون نسخة أفضل من أنفسنا.

أحمد مشرف
15 سبتمبر، 2022

من تهشتق فقد تزندق

إذا كان الخوف من العواقب السوشال ميديائية وتهم «الزندقة» عاملًا رئيسًا في استخدامنا لغة «صائبة»، فذلك يعني نفاقًا جماعيًا. 

حسين الإسماعيل
16 يناير، 2023

كيف شوّهت سبيستون رؤيتنا للعالم؟

سواء امتنعنا عن مشاهدة كرتون لوجوده في كوكب زمردة، أو عن قراءة كتاب في تطوير الذات؛ فالقضية هي نفسها: فرض التصنيف نفسه علينا.

حسين الإسماعيل
21 ديسمبر، 2022

سبوتيفاي لا تحفظ سيرتك الموسيقية

كثيرة هي الأسئلة، وكثيرة هي التجارب الإنسانية التي لا يمكن لقوائم سبوتيفاي وأنغامي أن تختزلها نهاية كل عام.

حسين الضو