كيف أفسدت عليّ التطبيقات متعة السبت الممتاز

أحاول جاهدًا ألا أفوت سبتًا ممتازًا إلا لسبب يتعلق بالأسرة أو العمل، وفيما عدا ذلك أحضّر نفسي للاستمتاع بوجبة دسمة من المباريات الندّية.

كثرة الأهداف / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
23 فبراير، 2023

يعرف محبو كرة القدم أنَّ أفضل أيام الأسبوع هو «السبت الممتاز». والمقصود بالسبت الممتاز هنا يوم السبت الذي تجري فيه غالبية مباريات الدوري الإنقليزي الممتاز. عن نفسي، أحاول جاهدًا ألا أفوت سبتًا ممتازًا إلا لسبب يتعلق بالأسرة أو العمل، وفيما عدا ذلك أحضّر نفسي للاستمتاع بوجبة دسمة من المباريات الندّية مضمونة المتعة والإثارة. إلا أنني لاحظت مؤخرًا أن متعتي بتلك المباريات بدأت تنخفض تدريجيًّا، والسبب إشعارات هاتفي!

من سمات السبت الممتاز أن تقام أربع مباريات أو خمس على الأقل في التوقيت ذاته. وقد كنت قديمًا أختار مباراة بعينها لأتابعها وأستمتع بتفاصيلها كاملة، ولا ألقي بالًا لبقية المباريات إلا بعد نهاية اليوم، حيث أهتم بمعرفة النتائج وتأثيرها في جدول الترتيب. كان هذا قبل أن أتعرف على تطبيقات متابعة المباريات مثل «سكور365» (365scores) و«سوفاسكور» (sofascore)، والتي توافيني آنيًا بإشعارات تعلن عن بداية المباريات والأهداف المسجلة والنتائج النهائية.

أبدأ السبت كعادتي باختيار المباراة الأجدر بالمتابعة، إلا أنه وبعد دقائق قليلة يرن الهاتف بإشعار يعلن عن تسجيل هدف في مباراة أخرى. أقلب في القنوات سريعًا بحثًا عن الهدف المنشود، الذي يشغلني عن مباراتي الأساسية لعدة دقائق، ثم يرن الهاتف مجددًا معلنًا عن هدف آخر، وهكذا يبدأ بحث جديد عن هدف جديد. وينتهي اليوم دون أن أستمتع بأي مباراة.

ربما تتساءل، وأنت محق في تساؤلك، لماذا لم أحذف ببساطة التطبيقات، أو على الأقل ألغي الإشعارات؟ لقد جربت هذا بالطبع، لكنني وجدت نفسي أغرد وحيدًا خارج سرب العالم. أدخل تويتر لأجد الجميع يتحدث عن هدف لم أشاهده، أو مباراة مثيرة لم تكن مباراتي المختارة لليوم. فأشعر بالتشتت، وبأن متعتي أصبحت ناقصة لأنني فوت متعةً أكبر. لهذا أبقي على التطبيقات حتى لا يفوتني شيء أبدًا!

يقول مات هيق في كتابه «ملاحظات حول كوكب متوتر» (Notes on A Nervous Planet):

لقد تمكنا من مضاعفة كل شيء من حولنا، ولكننا لم نضاعف ذواتنا. هنالك ذات واحدة لكل منا وجميعنا أصغر بكثير من الإنترنت. ولكي نستمتع بحياتنا، ربما علينا أن نتوقف عن التفكير في الأشياء التي لن نتمكن من قراءتها أو مشاهدتها أو قولها أو فعلها، وعلينا التفكير في طريقة للاستمتاع بالعالم في حدودنا البسيطة.

وهذا تحديدًا ما أعانيه كل سبت ممتاز، أحاول أن أشاهد المباريات كلها حتى أكون جديرًا بالإنترنت الذي يعج بأناس يتحدثون عن كل شيء. لكن في الحقيقة أنا لست مطالبًا أبدًا أن أشارك الجميع في الحديث. لن يتوقف سرب العالم عن الطيران من أجلي، وفي المقابل لن أجني شيئًا من محاولاتي الدائمة للحاق به سوى التعب والقلق والمتعة المنقوصة على الدوام.

لهذا بتُّ مقتنعًا أنَّ أفضل هدف هو الهدف الذي شاهدته لأنني استمتعت به شخصيًّا، وأفضل المباريات هي تلك المباراة التي تابعتها وتفهمت فنياتها وحللتها في عقلي وتأثرت بكل تفاصيلها، علّي أستعيد بهذا الاقتناع بهجة «السبت الممتاز».

كاتب رياضي، يكتب عن الكرة بعيدًا عن الأرقام والإحصائيات، عن الكرة التي ما زالت تُلعب في الشارع بشغف طفولي لا يمكن التخلص منه أبدًا.


مقالات أخرى من نشرة أها!
2 فبراير، 2023

ابحث عن المستشار لا مدرّب الحياة

أحاول توفير عدة مستشارين أستطيع اللجوء إليهم في مواضع مختلفة من حياتي؛ فهُم صوت العقل في الأوقات التي أخشى أن تقود فيه العاطفة قراراتي.

أحمد مشرف
9 فبراير، 2022

اكتُب بصوت واضح!

أرى أنَّ هذا الصراع بين الكتابة اليدوية والكتابة باستخدام لوحة المفاتيح سيقف في جانب واحد أمام مستقبل تقنيات الكتابة الصوتية (VRS).

أنس الرتوعي
6 سبتمبر، 2022

كم دقيقة تضيعها على جوالك؟

نعتقد أن الصباح سيكون طويلًا بما يكفي للقيام بكل ما نريد، فنستسهل الدقائق العشر المصروفة على الجوال والتي في الواقع تمتد إلى ساعات متفرقة.

أحمد مشرف
30 نوفمبر، 2022

«الدحيح» كبسولة معرفية أم حبة تخسيس؟

تَعِد الكبسولات بتقديم طرح غير ذاتي عبر الاطلاع على مصادر معرفية مختلفة ثم تقديمها للمتلقي، وهذه العملية غير ممكنة في كثير من الحالات. 

حسين الضو
3 يوليو، 2022

مقاطع «الريلز» لا تغيّر شيئًا

ما تدعونا إليه مقاطع «الریلز» من اعتزال ما یؤذینا، والسعي نحو الثراء السريع، هي نصائح مثيرة؛ إلا إنها، على أرض الواقع، لا تغير شیئًا.

أحمد مشرف
23 أكتوبر، 2022

العودة للمكتب خيرٌ من العمل المرن

في أوّل أسبوع عملنا فيه جميعًا من المكتب، أنجزنا أضعاف المهام التي أُنجزت في آخر أسبوع عمل بالنظام المرن عبر «زووم» و«نوشن» و«سلاك».

أنس الرتوعي