رعاية الذات أولوية وليست رفاهية
بعد عدة أشهر من التركيز على رعاية الذات، بدأت أرى النتائج الإيجابية لتلك التغييرات؛ إذ ازدادت طاقتي وارتفعت إنتاجيتي.
عند نهاية السنة الأولى من دراسة الماجستير، وجدت نفسي منغمسة في العادات غير الصحية؛ كنت أتناول الأطعمة التي تفتقر إلى القيم الغذائية، ولم ألتزم بالتمارين الرياضية. ظلت فكرة تغيير تلك العادات، أو إضافة عادات صحية، فكرة مؤجلة بحجة الانشغال بالدراسات العليا، ورغبتي في توجيه طاقتي كلها للدراسة. لكن وجدت أنَّ طاقتي كلها تتبخر، وإنتاجيتي قلَّت.
كنت أعتقد حينذاك أنَّ موضوع رعاية الذات رفاهية وليست أولوية؛ ونتيجة تجاهلي أهميتها أني أصبت بالإرهاق والتعب، مما أثر في أدائي سلبيًّا.
ألّفت كيلسي باتيل، خبيرة العافية الأمريكية، كتابًا بعنوان «لهب مشرق: الطقوس والريكي ورعاية الذات في علاج الاحتراق والقلق والتوتر» (Burning Bright: Rituals, Reiki, and Self-Care to Heal Burnout, Anxiety and Stress). وبينت أن رعاية الذات جزءٌ من الإجابة عن كيفية تعاملنا بشكل أفضل مع الضغوطات اليومية التي تسفر عن الإرهاق والقلق والتوتر مثل ضغوط العمل، وضغط محاولة مواكبة وتيرة الحياة اليومية.
فكّر فقط في عدد رسائل البريد الإلكتروني التي تصلك كل يوم وضغط التعامل معها!
هكذا، بدأتُ بإضافة بعض العادات الجيدة على روتيني اليومي، وحتى لا أتوقف عنها بدأت بإضافتها تدريجيًّا. ففي جانب الرعاية الجسدية، بدأت قبل عدة أشهر ممارسة الرياضة اليومية. وحتى أضمن الالتزام بالرياضة سجلت في أحد النوادي الرياضية التي تساعد على التحفيز. كذلك غيّرت بعض العادات الغذائية، مثل تقليل الأطعمة التي تحتوي على السكريات، وكذلك الوجبات السريعة.
لا تقتصر رعاية الذات على الرعاية الجسدية فقط، فهناك الرعاية العاطفية. إذ بدأت بالتحدث مع المعالج متى لزم الأمر، كما خصصت دفترًا صغيرًا لكي أمارس الامتنان يوميًّا.
العلاقات الاجتماعية كذلك جانب مهم من رعاية الذات، خصوصًا أني أقيم حاليًّا في بلد الغربة، فبدأت بتخصيص وقت كافٍ في جدولي لخلق حياة اجتماعية. واظبت على اللقاء بالأصدقاء في نهاية الأسبوع، بدلًا من الانغماس المتواصل في الدراسة كما في السابق. ووجدت أن ذلك الجانب يساعدني على تحسين الحالة المزاجية، والتي بدورها تنعكس على الإنتاجية في الدراسة.
بعد عدة أشهر من التركيز على رعاية الذات، بدأت أرى النتائج الإيجابية لتلك التغييرات؛ إذ ازدادت طاقتي وارتفعت إنتاجيتي. فإن أردتَ أداء مهامك اليوم، لا تؤجل رعاية الذات إلى الغد.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.