كيف نتعامل مع أخبار الكوارث المفجعة

حتى نلتقط أنفاسنا من دوامة الأخبار السلبية، ينبغي لنا أولًا أن نقنن من تعرضنا لها ونطبق ما يُعرف بـ«حمية منصات التواصل».

سماع الأخبار السيئة / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
14 فبراير، 2023

منذ كنت طفلًا، كانت الأخبار المفجعة بشأن ما يحدث في فلسطين والعراق وغيرها من الدول تؤرقني جدًّا. فمع كل صورة لبكاء طفل، أو مقطع لعائلة تنام بلا غطاء، تصبح حالتي النفسية سيئة؛ مما يؤثر في حياتي اليومية وقدرتي على الدراسة أو العمل، أو حتى الاستمتاع بأبسط الأمور في يومي دون أحزان.

مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي، أصبحنا نتعرض لكم هائل من الأخبار المفجعة والمحزنة. بعضها قصص إنسانية تعرضت للظلم أو التعنيف ما كُنّا لندري عنها لو أنها وقعت قبل ظهور تويتر، وبعضها كوارث عالمية نجد أننا نعيش تفاصيلها وأحداثها رغم أنها حدثت في بقعة جغرافية تبدو بعيدة عنا، وقد لا تؤثر فينا مباشرة، مثل الزلزال الرهيب الذي ضرب تركيا وسوريا.

تقول مارلين ديفونيش، معالجة نفسية قضت واحد وعشرين عامًا في مجال معالجة الصدمات النفسية: «إن لم تمنح دماغك فرصة لالتقاط الأنفاس من تداعي الأخبار السيئة، فهذا يعني أنك حرفيًّا تعطّل دماغك عن التفكير بشكل صحيح. التقاط النفس يساعدك على إعادة تنشيط دماغك، وتجاوز الخبر السيء إلى القدرة على التفكير بحل، والمساهمة بشكل إيجابي.»

وحتى نلتقط أنفاسنا من دوامة الأخبار السلبية، ينبغي لنا أولًا أن نقنن من تعرضنا لها ونطبق ما يُعرف بـ«حمية منصات التواصل». إذ تشير دراسات إلى وجود علاقة بين متابعة تفاصيل الأخبار وقت حدوث الأزمات، وبين سوء الصحة العقلية. ولا أعني هنا أن تتجاهل الأحداث ولا تكون مطّلعًا على الأخبار، لكن حدد نوع المحتوى الذي سوف تستهلكه ومدى شدته.

شخصيًّا، تجنبت مشاهدة أي مقطع مرئي أو صورة عن زلزال تركيا وسوريا، واكتفيت بالاستماع لتقرير واحد عمّا حدث، إضافة إلى ما تخبرني به زوجتي وزملائي في العمل.

عدا الحزن، لعلَّ أصعب ردات فعلنا على الكوارث هو شعورنا الغامر بالعجز. وفي ذلك، تقول أوليفيا جيمس، مدربة مهارات الحياة:

افعل شيئًا بدل الاكتفاء بتلقي كل الأخبار السيئة، والشعور بالشلل أكثر فأكثر.

فأمام أهوال زلزال تركيا وسوريا، نستطيع أن نتبرع بالمال ولو بمبلغ زهيد، ونستطيع أن ندعو الله أن يلطف بحال الناس ويرحم الموتى. كما أنَّ بيدنا تقديم المواساة، والمبادرة بسؤال الأصدقاء والمعارف في حياتنا من الشعبين التركي والسوري، ونعبّر عن استعدادنا للمساعدة بما نستطيع. 

قد يأخذ الأمر منّا بعض الوقت لنستوعب حجم بعض الأحداث الجسيمة، لذلك ليس من الضروري أن نستمر في محاولة النظر بإيجابية نحو كل شيء. فإن شعرت بحاجتك إلى البكاء أو الصراخ فافعل ذلك دون حرج، وأخرج الحزن الذي بداخلك ولا تكبته. وبعدها تصالح مع الحقيقة الصعبة، مع إحساسك بالذنب لمعرفتك أنَّ هذا الحزن ينبغي ألا يستمر، وأنك يجب أن تجد طريقة لمواصلة حياتك الطبيعية. 


مقالات أخرى من نشرة أها!
30 يونيو، 2022

معبد الأدباء هدمه أصدقاء الإنستقرام

أصبحت دور النشر تتابع حسابات القرّاء، وتبني علاقة مباشرة معهم تأخذ فيها جديًّا بآرائهم. وهنا يأتي عمل النواة الفاعلة في رحلتي.

إيمان أسعد
3 مارس، 2022

نشرة الأخبار على تك توك

تحول تك توك من مجرد تطبيق للرقص والأداء الشفهي للأغاني والمقاطع الضاحكة إلى منصة إخبارية عالميّة توثّق اليوم حدثًا مفصليًّا في تاريخ البشرية.

إيمان أسعد
17 سبتمبر، 2023

تعلَّم من ستيف جوبز كيف تتفادى دفن منتجك

من المهم أن تكون البداية في تصنيع المنتج الرقمي منخفضة الكلفة وسريعة وبسيطة كي لا تخسر أموالك وتحاول «دفن فضيحتك».

أنس الرتوعي
20 فبراير، 2023

ربحنا «تشكن نقتس» من صفقة نتفلكس

كان من الأولى أن يسخّر فريق العمل الكويتي إمكانات نتفلكس للاشتغال على جوهر العمل، بدلًا من التركيز على القالب حتى تنجح الصفقة.

سحر الهاشمي
24 يناير، 2022

عزلة سوشال ميديائية

نصل مرحلة الاستياء من انغماسنا في وسائل التواصل الاجتماعي فنقرر اعتزالها مؤقتًا، لكن سرعان ما سنكتشف مدى تغلغل «السوشال ميديا» في ذواتنا.

حسين الإسماعيل
8 فبراير، 2022

أخبار العالم في قوقعة تويتر

بدأتُ التفكّر في المحتوى الذي ترشّحه خوارزميات تويتر لي، وأدركتُ أنها لا تعطيني ما أرغب في رؤيته فحسب، بل تتأقلم مع تغيّر رغباتي أيضًا.

رويحة عبدالرب