ابحث عن المستشار لا مدرّب الحياة
أحاول توفير عدة مستشارين أستطيع اللجوء إليهم في مواضع مختلفة من حياتي؛ فهُم صوت العقل في الأوقات التي أخشى أن تقود فيه العاطفة قراراتي.
أنا من فئة البشر المؤمنين إيمانًا صادقًا بأن معظم «مدربي الحياة» (Life Coaches) ليسوا ذوي جدوى. وفي الوقت نفسه، وبدرجة الإيمان ذاتها، أعطي أهميةً قصوى لدور المستشار. فعندما يقف الإنسان حائرًا أمام قرار أو خطوة، ويكون مرتبطًا بها عاطفيًّا -مثل شراء منزل جديد، أو التفضيل بين وظيفتين، أو الحيرة تجاه علاقةٍ ما- فخير ما يفعل إدخال مستشار ذي ثقة على الخط.
سيرى المستشار العيوب قبل المميزات، لأنه غير مكترث عاطفيًّا في الموضوع مثلنا. بل على العكس، سيميل غالبًا إلى الاتجاه العقلاني، إذ لا مصلحة مباشرة له في القرار.
ولا يخرج اختيار المستشار عن صفتين؛ أولها أن يكون قد نجح في أمر الاستشارة الذي نبحث عن رأيٍ فيه. فعلى الأغلب، لا يمكن أن تنجح استشارة شخص فقير في قرار استثماري، ولا استشارة إنسان منفصل عدة مرات عن علاج لمشكلة زوجية. والأمر الآخر طبعًا هو الثقة، ثقتنا بأنَّ هذا الإنسان سيعطينا الاستشارة دون أن تكتنف مشورته شيءٌ من مشاعر الحسد أو الغيرة.
المستشار في العادة هو مَن نلجأ إليه عندما نحتاجه، وليس الناصح المزهو بنفسه. فأنا أميل إلى الاعتقاد بأنَّ النصيحة التي تأتيك دون طلب، هي نصيحة مغلفة بلسان حالٍ يقول «أرى نفسي أفضل منك، ولذلك أنصحك بماذا يجب أن تفعل.» ولذلك دائمًا ما أقول: «النصيحة تُطلَب، ولا تُعطى.»
إن لم نجد ذلك المستشار في حياتنا، لعل الطريقة الأقرب هي محاكاة شخصٍ نثق في حكمته لدى اتخاذ القرار. فنقف قليلًا ونسأل أنفسنا «يا تُرى ماذا كان سيفعل فلان إن كان مكاننا الآن؟ ماذا سيكون قراره؟». هذه المحاكاة حتى وإن كانت سطحية، فيها نوع من التأمُّل الذي يقودنا قليلًا إلى استجلاب شيء من الحكمة في اتخاذ قرارتنا.
عن نفسي، أحاول توفير عدة مستشارين أستطيع اللجوء إليهم في مواضع مختلفة من حياتي؛ فهُم صوت العقل في الأوقات التي أخشى أن تقود فيه العاطفة قراراتي.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.