لو كان ستيف جوبز رئيس قوقل

لو كان ستيف جوبز رئيس قوقل، لما أبقى على التقنية الثورية «تبيت» لديه في المختبرات، بل لسعى إلى توظيفها بسرعة في منتج ثوري في متناول الجميع.

وداعًا قوقل؟ / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
10 يناير، 2023

المثير والمخيف في كونك تنتمي إلى جيل الطيبين، أنّك شهدت في عمرك الإنساني القصير نهوض عمالقة من لا شيء، وسقوطها إلى لا شيء أمام عمالقة جدد. ومنذ ظهور العملاق الجديد (OpenAI) مع منتجها الثوري (ChatGPT)، وأعين الجميع على انهيار محرك بحث قوقل.

تقنيًّا، قوقل ليست بالغريبة أبدًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل هي أكبر مطوّريه، على الأخص تقنيات «تعلّم الآلة» (Machine Learning) و«النماذج اللغوية للتطبيقات الحوارية» (LaMDA) التي تحاكي لغة الإنسان وإنتاجه المعرفيّ. 

فإذا كنت مبهورًا بمحاولاتك التسلية مع (ChatGPT) وطلبك منه أن يكتب قصيدة غزلية كما لو أنَّ امرؤ القيس كتبها، ونشرتها في تويتر وفيسبوك، لربما ستفقد عقلك إذا تفاعلت مع (LaMDA). فهذا ما حدث مع أحد مهندسي قوقل -قبل ستة شهور فقط- والذي آمن أنه يحادث كيانًا يملك عقلًا واعيًا، وبدأ يطالب بحقوق «البوت» الإنسانية. 

فإذا كانت قوقل سباقة، وليست متأخرة تقنيًّا، هل يعقل أنَّ فكرة دمج تقنية (ChatGPT) مع محرك بحثها لم تخطر على بال أحد العباقرة في مكاتبها؟ 

خطرت الفكرة، لكن ببساطة خشيت قوقل من تغيير نموذجها الربحيّ. فالآلية الحالية لمحرك البحث، وعرضها عليك قائمة بروابط إلى مصادر، هي التي تمكّن قوقل من عرض الإعلانات الرقميّة. وإيرادات الإعلانات تشكّل 80% من مجموع إيرادات الشركة. أما إذا اعتمدتْ نموذجًا يجيب عليك سؤالك من أول مرة، بالتفصيل، لن تتمكن من عرض هذا العدد الهائل من الإعلانات عليك. 

هنا، لنعد خطوة إلى الوراء. 

في عام 2019، بينما محرك بحث قوقل يكتسح سوق محركات البحث بنسبة (91.75%)، يليه في المرتبة الثانية «بنق» بنسبة (2.27%)، استثمرت مايكروسوفت 1 مليار دولار في شركة ناشئة غير ربحيّة لأبحاث الذكاء الاصطناعي (OpenAI)، واشترطت عليها مقابل هذا الاستثمار الهائل، أن تمنح مايكروسوفت أولوية الاستخدام التجاري لأيًّ من منتجاتها. واليوم، تخطط مايكروسوفت لدمج تقنية (ChatGPT) مع محرك بحثها «بنق».

دنوّ التغيير الثوريّ الذي قد تقوده مايكروسوفت و(OpenAI) في مجال محركات البحث، دفع قوقل إلى إطلاق «الإنذار الأحمر». وبدأ ينسلّ إليها شعور الهلاك أمام نيزك «الشركة الناشئة الجديدة». وهنا الخطأ الذي ارتكبته قوقل: حين كانت السباقة تقنيًّا، فكّرت كما تفكّر الديناصورات، وتشبثت بمبدأ الحفاظ على نموذج عمل ربحي، نموذج عملاق وقديم، بينما كان ينبغي لها أن تفكّر بجرأة، مثل «شركة ناشئة». 

لو كان ستيف جوبز رئيس قوقل، لما أبقى على التقنية الثورية «تبيت» لديه في المختبرات، بل لسعى إلى توظيفها بسرعة في منتج «ثوريّ» في متناول الجميع. ولحرص أن تظل عقلية قوقل، كما فعل مع أبل في عهده، عقلية «الشركة الناشئة»

كاتبة ومترجمة


مقالات أخرى من نشرة أها!
3 مارس، 2022

نشرة الأخبار على تك توك

تحول تك توك من مجرد تطبيق للرقص والأداء الشفهي للأغاني والمقاطع الضاحكة إلى منصة إخبارية عالميّة توثّق اليوم حدثًا مفصليًّا في تاريخ البشرية.

إيمان أسعد
23 فبراير، 2022

مهنتي لاعب رقمي

لم يعد الربح من الألعاب الرقمية يقتصر على الشركات، فقد طوَّر أبناء جيل الألفية مفهومًا آخر للعب. وينظر حاليًا إلى «القيمرز» كأصحاب مهنة.

شيماء جابر
26 ديسمبر، 2022

لماذا نفتقد باث وبي بي إم؟

إنَّ القاسم المشترك بين المنصتين -باث وبلاك بيري مسنجر- هو سماحهما للمستخدمين بتشكيل ثقافة مستترة مغايرة للفضاء العام.

حسين الإسماعيل
31 مارس، 2022

أين العقول المبتكرة؟

تخيل فقط لأنّك في روسيا، حُرمت البلاي ستيشن وتعطّلت تطبيقات دفعك بأبل باي! لهذا نحتاج إلى مستثمرين كإيلون ماسك يجد لنا العقول المبتكرة.

تركي القحطاني
6 أبريل، 2022

وما الحياة سوى سعرات حرارية

العامل الرئيس في تحسين أسلوب حياتي عمومًا كان مُدركات الدائرة الحمراء في ساعة أبل والسعرات المستترة من حولي.

حسين الإسماعيل
20 سبتمبر، 2022

لا ماء في الماء

مطر أمريكا أصبح غير صالح، مطر السعودية غير صالح، مطر غينيا الاستوائية غير صالح، كل المطر غير صالح للشرب مباشرة.

أشرف فقيه