تك توك رجل المبيعات الخارق

قوة التسويق الاجتماعي في تك توك تتجلّى مع الأغراض الحاضرة في ركن عادي من مشاهداتنا الواقعية، لتتحوّل فجأة إلى المنتج الذي يود الجميع شراءه.

البيع عبر تك توك / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
5 يناير، 2023

كم مرة، في مكتبة أو سوبرماركت، وقعت عيناك على ورق الملاحظات اللاصق العاديّ، تلك الكتلة المربّعة الكبيرة بألوان الأصفر والزهري السادة، هل شعرت حينها برغبة ملحة في شرائه، بصرف النظر عن احتياجك إليه؟ ماذا عن الآن؟ (تحتاج إلى الضغط على الرابط حتى تتابع التدوينة 😬).

ما اختبرتَه توًّا من ارتفاع الرغبة لديك بالشراء، مرتبط بمصطلح ازدهر مؤخرًا: «التجارة الاجتماعية» (Social Commerce). يشير المصطلح إلى إتمام عمليات البيع والشراء من خلال تسويق المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يوجد 4.59 مليار شخص، أي 57% من سكان كوكب الأرض، بين يدي التاجر بصفتهم زبائن محتملين حول العالم. 

تشكّل «التجارة الاجتماعية» حاليًّا 3% من سوق تجارة التجزئة الإلكترونية، مع توقعات بوصول إيراداتها في 2027 إلى 700 مليار دولار. هذه القفزة الهائلة المتوقعة خلال الأعوام القادمة سببها أنَّ المحرك الأساسي في الازدهار المتسارع لهذه التجارة هم جيل زد وتك توك.

تك توك منصة تدرك جيدًا الفارق بين «التسويق الإلكتروني» الذي يعتمد في الإعلان على المشاهير، و«التسويق الاجتماعي» الذي يعتمد على بناء مجتمعات من المستخدمين العاديين حول العالم يتشاركون تجاربهم من خلال وسمٍ واحد. فالترويج الذكي يبدأ بنعومة مع مستخدم عاديّ يشارك مقطع فيديو يخص تجربته المنتج مع مجتمعه الصغير، ويتسع هذا المجتمع أكثر وأكثر كلما نجح الوسم في بناء رابط عاطفيّ بالمنتج من جهة، ومشاركة التجربة من جهة أخرى. 

وجيل زد هم أكثر جيل يميل إلى بناء المجتمعات في كل منصات التواصل الاجتماعي، على الأخص في تك توك حيث يوجد 60% من جيل زد من مختلف أنحاء العالم. ومع دخوله المتزايد سوق العمل، واحتلاله قطاعًا أكبر من المستهلكين، سيكون لهذا الميل تأثيره في أنماط التسويق حتى لدى الأجيال الأخرى.

ومن الغريب، أنَّ قوة «التسويق الاجتماعي» في تك توك تتجلّى مع الأغراض الحاضرة في ركن عادي من مشاهداتنا الواقعية، لتتحوّل فجأة إلى المنتج الذي يود الجميع شراءه. 

هنا مقطع في تك توك شاركت فيه صاحبته تجربتها في إعداد فطيرة تفاح باستخدام صانعة وافل. هذا المقطع اليسير والجذّاب حظي بـ 3.9 ملايين مشاهدة، ومع انتشاره شجع الملايين على استعراض وصفات جديدة لاستخدام الصانعة في إعداد فطور شهيّ، ضمن مجتمع واحد تحت وسم (#dashwafflemaker).

عدد مشاهدات هذا الوسم بلغ 41.2 مليون مشاهدة، تُرجمت تجاريًّا إلى شراء 20 مليون صانعة وافل من شركة «ستورباوند» الأمريكية للأدوات المنزلية، المنتجة لصانعة الوافل المستخدمة في مقطع تك توك.

والآن، برأيك، كم ستصل مبيعات الورق اللاصق الذي شاركناك إياه؟


مقالات أخرى من نشرة أها!
27 ديسمبر، 2021

لا تسلبوني مشترياتي الرقميَّة

وفَّرت المنصات مثل آيتونز وكندل وبلاي ستيشن سهولة شراء المنتجات الرقمية عبر خدماتها. لكن ما يغيب عنَّا أنَّ الشراء منها شراءٌ وهميّ.

ثمود بن محفوظ
26 يوليو، 2022

ماذا لو عاش عنترة في الميتافيرس؟

الشواهد على حياتنا قد تختفي باختفاء مالكيها، آخذةً معها جزءًا من تاريخنا البشري وأحداثه، تمامًا كما حدث في قصتي مع المرحوم إكسبلورر.

ثمود بن محفوظ
23 يناير، 2022

موت المؤلف بالضربة القاضية

حتى تحافظ منصات المشاهدة على أرباحها الخيالية، وتضاعف إنتاجها بمحتوى جديد يحافظ على اهتمام المشاهد واشتراكه، لن يعود المؤلف البشري كافيًا.

أشرف فقيه
12 يوليو، 2022

الفراسة الإلكترونية تفضح مشاعرك

تقنيات «الفراسة الإلكترونية» مقبلة علينا، وحيث تغيب عين الإنسان، سيكون الذكاء الاصطناعي حاضرًا ليقرأ تعابير الوجه.

ثمود بن محفوظ
4 أغسطس، 2022

تجرأ وكن سيئًا

حكاية الهاكاثون قصة فشل لن يذكرها أحد غيري، ورغم ذلك فقد تعلّمت الكثير من هذه المشاركة التي كانت بعيدة جدًا عمّا اعتدته.

رويحة عبدالرب
10 مايو، 2022

الإعلان الأكبر يراقبك!

قد تتخلل مسلسلات المستقبل إعلاناتٌ موجهةٌ لنا شخصيًا ونُجبَر على مشاهدتها بسبب وقوع أعيننا صدفةً على غرضٍ ما في البرنامج الذي كنا نتابعه.

حسين الإسماعيل