تك توك رجل المبيعات الخارق

قوة التسويق الاجتماعي في تك توك تتجلّى مع الأغراض الحاضرة في ركن عادي من مشاهداتنا الواقعية، لتتحوّل فجأة إلى المنتج الذي يود الجميع شراءه.

كم مرة، في مكتبة أو سوبرماركت، وقعت عيناك على ورق الملاحظات اللاصق العاديّ، تلك الكتلة المربّعة الكبيرة بألوان الأصفر والزهري السادة، هل شعرت حينها برغبة ملحة في شرائه، بصرف النظر عن احتياجك إليه؟ ماذا عن الآن؟ (تحتاج إلى الضغط على الرابط حتى تتابع التدوينة 😬).

ما اختبرتَه توًّا من ارتفاع الرغبة لديك بالشراء، مرتبط بمصطلح ازدهر مؤخرًا: «التجارة الاجتماعية» (Social Commerce). يشير المصطلح إلى إتمام عمليات البيع والشراء من خلال تسويق المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يوجد 4.59 مليار شخص، أي 57% من سكان كوكب الأرض، بين يدي التاجر بصفتهم زبائن محتملين حول العالم. 

تشكّل «التجارة الاجتماعية» حاليًّا 3% من سوق تجارة التجزئة الإلكترونية، مع توقعات بوصول إيراداتها في 2027 إلى 700 مليار دولار. هذه القفزة الهائلة المتوقعة خلال الأعوام القادمة سببها أنَّ المحرك الأساسي في الازدهار المتسارع لهذه التجارة هم جيل زد وتك توك.

تك توك منصة تدرك جيدًا الفارق بين «التسويق الإلكتروني» الذي يعتمد في الإعلان على المشاهير، و«التسويق الاجتماعي» الذي يعتمد على بناء مجتمعات من المستخدمين العاديين حول العالم يتشاركون تجاربهم من خلال وسمٍ واحد. فالترويج الذكي يبدأ بنعومة مع مستخدم عاديّ يشارك مقطع فيديو يخص تجربته المنتج مع مجتمعه الصغير، ويتسع هذا المجتمع أكثر وأكثر كلما نجح الوسم في بناء رابط عاطفيّ بالمنتج من جهة، ومشاركة التجربة من جهة أخرى. 

وجيل زد هم أكثر جيل يميل إلى بناء المجتمعات في كل منصات التواصل الاجتماعي، على الأخص في تك توك حيث يوجد 60% من جيل زد من مختلف أنحاء العالم. ومع دخوله المتزايد سوق العمل، واحتلاله قطاعًا أكبر من المستهلكين، سيكون لهذا الميل تأثيره في أنماط التسويق حتى لدى الأجيال الأخرى.

ومن الغريب، أنَّ قوة «التسويق الاجتماعي» في تك توك تتجلّى مع الأغراض الحاضرة في ركن عادي من مشاهداتنا الواقعية، لتتحوّل فجأة إلى المنتج الذي يود الجميع شراءه. 

هنا مقطع في تك توك شاركت فيه صاحبته تجربتها في إعداد فطيرة تفاح باستخدام صانعة وافل. هذا المقطع اليسير والجذّاب حظي بـ 3.9 ملايين مشاهدة، ومع انتشاره شجع الملايين على استعراض وصفات جديدة لاستخدام الصانعة في إعداد فطور شهيّ، ضمن مجتمع واحد تحت وسم (#dashwafflemaker).

عدد مشاهدات هذا الوسم بلغ 41.2 مليون مشاهدة، تُرجمت تجاريًّا إلى شراء 20 مليون صانعة وافل من شركة «ستورباوند» الأمريكية للأدوات المنزلية، المنتجة لصانعة الوافل المستخدمة في مقطع تك توك.

والآن، برأيك، كم ستصل مبيعات الورق اللاصق الذي شاركناك إياه؟

التسويقالمستقبلتك توكالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+80 متابع في آخر 7 أيام