اعتدت في السنوات الماضية الدراسة أو العمل في المقهى؛ فإذا كانت لديّ مجموعة من المهام المتراكمة أو موعد نهائي أحتاج إلى تسليمه، فحتمًا ستجدني أتنقل بين المقاهي. ويتساءل العديد من الأصدقاء عن قدرتي على التركيز مع كل تلك الضوضاء، لكني أعتقد أن هذه الطريقة تناسبني لزيادة إنتاجيتي. فهل الأمر مرتبط فقط بالكافيين؟
على عكس من يميلون إلى العمل في الأماكن الهادئة، حيث يساعدهم الصمت على التركيز؛ يجد البعض أنَّ العمل في المقاهي مع وجود بعض الضوضاء يزيد من إنتاجيتهم في العمل الإبداعي. ففي دراسة بحثية قادها رافي ميهتا من جامعة إلينوي أوربانا شامبين، جرى فحص مستويات مختلفة من الضوضاء على المشاركين في أثناء إكمالهم لاختبارات التفكير الإبداعي. وتبيّن أنَّ المشاركين الذين تعرضوا إلى مستوى من الضوضاء يشبه الموجودة في المقاهي تفوقوا على المجموعات الأخرى.
لماذا؟ يعود السبب، كما أوضح رافي ميهتا، إلى ما أسماه «التركيز السّارح» (distracted focus). فخلفية الضوضاء في المقاهي تشتت عقلك عن التشبث بالواقع، وتتيح له فرصة الاسترخاء والسرحان في الخيال؛ إذ تزيد احتمالية التفكير الإبداعي. كذلك، فأنت لا تكترث إلى أحاديث الغرباء في المقاهي، على عكس الأحاديث في خلفيّة المكتب التي قد تضطر إلى المشاركة فيها، أو تتعمد الإصغاء إليها في حال كان الحديث يؤثر فيك.
وثمة سبب آخر؛ فالعمل بالقرب من أشخاص غرباء، مستغرقين أيضًا في العمل، يمكن أن يحفز رغبتنا في إنجاز مهامنا، ويقلل من تقاعسنا. إذ يمكن تطبيق مفهوم «تأثير الجمهور» (audience effect) في أجواء المقهى، حيث نميل إلى مزاولة مهامنا بشكل أفضل مع اعتقادنا بأنَّ الآخرين يراقبوننا ويحكمون على أدائنا.
لكن، إن كنت مضطرًا إلى البقاء في المكتب أو البيت، فقد بدأت بعض المواقع والتطبيقات، مثل «ريني كافيه» (Rainycafe) و«كو إيفيكتف» (Coffective)، توفر خلفيّات صوتيّة عشوائية مشابهة لضوضاء المقاهي، كأصوات سكب القهوة في الأكواب، والمحادثات بين الأشخاص، وكذلك الموسيقى الخلفية للمقهى.
يختلف تفضيلنا للبيئات المحفزة على الإبداع لدينا، ويجد البعض تركيزه وزيادة إنتاجيته بالعمل في مستوى معين من الضوضاء. فإذا كنت تنتمي إلى هؤلاء الأشخاص، فأجواء المقهى هي البيئة الإبداعية الأفضل لك، كما أثبتت أنها الأفضل لي.
مقالات أخرى من نشرة أها!
لماذا اختفت برامج المسابقات المعرفية؟
استمرَّت المسابقات التلفزيونية طوال السنوات الماضية في الاتجاه أكثر نحو الترفيه، حتى أصبحت برامج تافهة لا تزيد من حصيلة المشاهد المعرفية.
أنس الرتوعيكرّر ارتداء ملابسك نفسها ثلاثين مرة
مع تطور المجتمعات وتحسُّن الوضع الاجتماعي للأفراد، فإن الأغلب لم يعد يتسوّق لدافع الحاجة. بل ازداد شراء الثياب زيادة كبيرة.
سحر الهاشميلا تتخلَّ عن كتابك الورقي
إن كان لديك الخيار بين الكتاب الرقميّ والورقيّ، فنصيحتي بأن تقتني الورقيّ. فهذا أدعى للفهم وتحصيل العلم وجمع جنتك الكبيرة من الكتب.
تركي القحطانيلا تدع البريجيب يؤثر في علاقات عملك الإلكترونية
جميعنا وقعنا في فخ «البريجيب»، إذ كم من مرة كتبتَ تعليقًا ثم مسحته كله بعد قراءته ثانية لأنك تخاف ألّا يفهمه الآخرون جيدًا؟
محمود عصامفخ التربية الإنستقرامية
بينما أفادتني الحسابات التوعوية بمعلومات ثرية ومُثبَتة علميًّا، تبيّن أن أغلب حسابات المؤثرين لم تُفدني بشيء سوى الشعور بالتقصير.
رويحة عبدالربهل تحلم بالسفر في أثناء العمل؟
رغم كوني لا أمتلك خطة سفر فعلية بعد، فإن أحلام السفر عمّا قريب تهوّن عليّ مشقة اليوم، وتتيح لذة الهرب المؤقت من العمل ولو لثوانٍ معدودة.
سحر الهاشمي