هل تساءلت يومًا، لماذا رغم كل الغثاء الموجود في منصات التواصل الاجتماعي، فأنت تملك خيار مقاضاة صاحب المنشور قانونيًّا، لكن لا تملك مقاضاة المنصة (تويتر، إنستقرام، فيسبوك…)، لنشرها المنشور الذي وجدته مهينًا أو مخالفًا؟
دعنا نعد إلى البداية.
تنصّ الفقرة 230 من قانون آداب الاتصالات في 1996 على أنه: «يمكن لمنصات الإنترنت أن تنشر وتعدل محتوًى منشورًا من أطراف ثالثة، دون أن تتحمل المسؤولية القانونية عن ذلك.» عدد كلمات هذا النصّ القانوني ست وعشرون كلمة. لذلك أصبح من الشائع اعتبارها «الكلمات الست والعشرون التي صنعت الإنترنت»، على اعتبار أنها منحت الحرية للمواقع في التعبير، ما مكنها من توليد وخلق المحتوى -الذي أغلبه مجانيّ- على الإنترنت، وعلى الشكل الذي نراه اليوم.
يحمي هذا القانون مواقع الويب من الدعاوى القضائية. وتستغل الشبكات الاجتماعية مثل (فيسبوك وتويتر…) هذه الفقرة، حتى تتلافى المساءلة القانونية بشأن ما يُنشر عبر شبكاتهم. لكن لأنَّ واضعي القانون في 1996 لم يتخيّلوا وجود المنصات الاجتماعية، وتضخّم عالم الإنترنت؛ فقد أصبح معرّضًا للتعديل.
إذ تكمن خطورة هذا القانون أنه يعطي الشبكات الاجتماعية الحرية في نشر المحتوى دون أيّ رادع قانوني. مثلًا يمكن لفيسبوك أن تنشر أخبارًا مضللة عن أي مرشح انتخابيّ؛ ما يقلل من حظوظه في الانتخابات. ثم تحمي نفسها من أي محاسبة قضائية قد تطالها، لأنها تستند إلى هذا القانون. وهذا ما يخشاه الحزبان الديمقراطي والجمهوري على حدٍ سواء.
حاول الرئيس الجمهوري ترامب -في عراكه المستمر مع الشبكات الاجتماعية- تعديل القانون، إلا أنَّ حظر حسابه في تويتر حال دون إتمام التعديل المقترح. أمّا نظيره الحالي الرئيس الديمقراطي جون بايدن، يبدو أكثر صرامة ورغبة في إلغاء القانون. ورغم وجود شبه اتفاق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على التعديل؛ باءت كل المحاولات بالفشل حتى الآن.
لنفترض أن القانون سيُعدَّل، وستُلغى هذه الفقرة تحت ضغط الديمقراطيين والجمهوريين، فإننا يمكن أن نرى تويتر ومتا تستحوذان على قنوات إعلامية وصحف. وتتحوّل الشبكات الاجتماعية إلى شركات إعلامية ضخمة، وتغيّر نموذج عملها بالكامل. فهذه الشركات لديها سيولة مالية ضخمة جدًّا، وفي حال عُومِلت وفق التعديل المقترح بصفتها شركات إعلامية؛ حينها ستتحمّل قانونية المحتوى الذي تنشره.
ولربما، مقابل تحمّل مسؤوليتها القانونية بشأن ما تعرضه عليك، ستدفع أنت حينها مقابل الاطلاع على المحتوى. ربما!
مقالات أخرى من نشرة أها!
كلمة السر كتكوت
إذا استخدمتَ كلمة السر «كتكوت» لبريدك الإلكتروني سيخترقه أصغر هاكر بسهولة، فالأفضل أن تستخدم كلمات سر لا تستطيع حتى أنت حفظها.
ثمود بن محفوظمهووسة بالأخبار السلبية
الإلمام بالعالم حولنا نعمة، الا أنّ هوس تصفّح الأخبار السلبية والانغماس في المحزن منها لا يساعدنا على التعامل مع واقعنا بصورةٍ أفضل.
رويحة عبدالربلا تنخدع بفوبو الذكاء الاصطناعي
هكذا هو الذكاء الاصطناعي، اختراع جديد مثل الكمبيوتر الذي توغل فجأة في حياتنا، ثم أصبح شرطًا للقبول الوظيفي بوصفه «لغة العصر».
ياسمين عبداللهدفاعًا عن التلقي الشعبوي للموسيقا
الموسيقا منتج ثقافي مستقل، ولها لغتها الخاصة حتى قبل دخول الكلمات عليها. لذلك من الطبيعيّ أن يكون تلقيها انطباعيًّا وانفعاليًّا.
حسين الضواقتلني ولا تسبّني
قد تكون هذه القوانين سلاحًا ذا حدين (أو أكثر). فقد تستخدم من أجل تكميم الأفواه وصد محاولات نقد أي من الشخصيات المشهورة أو الشركات.
ثمود بن محفوظسبوتيفاي لا تحفظ سيرتك الموسيقية
كثيرة هي الأسئلة، وكثيرة هي التجارب الإنسانية التي لا يمكن لقوائم سبوتيفاي وأنغامي أن تختزلها نهاية كل عام.
حسين الضو