هل تتغلب تك توك على قوقل؟

إن كنتُ أبحث عن تقييمات ممتعة حول مطعم، سألجأ إلى تك توك. لكن اختياري للبحث العميق وقراءة المصادر والأبحاث سيظل قوقل.

البحث من قوقل إلى تك توك / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
15 نوفمبر، 2022

في يناير 2022، قررت عائلتي السفر إلى مُري، الواقعة في شمال باكستان. وانصدمنا قبل وصولنا بخبر عاصفة ثلجية تسببت في وفاة أكثر من عشرين شخصًا؛ ما جعل رحلتنا إلى مُري مستحيلة. وفي بحثنا عن مناطق مجاورة آمنة للسفر، ووقع قرارنا على منطقة تُسمّى مالام جبّا. ففتحتُ قوقل لأتأكد من مناسبة الطقس للسفر. 

كنتُ أبحث عن أخبار آنية عن سقوط الثلج في مالام جبّا قبل ساعة أو ساعتين، ولم أجد في قوقل سوى صفحات قديمة. ففتحتُ تويتر لأجد ضالتي: تغريدة نُشِرت قبل دقائق تُشعر بانغلاق الطرق إلى مالام جبّا، إضافة إلى نقاشات السكّان المحليين.

لطالما تفوّق قوقل على منافسيه بهامش ضخم، إذ يكتسح ما يتجاوز 80%؜ من سوق محركات البحث منذ 1997. لكن قوقل قد يجد منافسًا حقيقيًّا بعد طول الاحتكار. 

يتوجّه اليوم الجيل الجديد إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وتك توك للبحث، كما فعلتُ أنا. فتطبيق مثل تك توك وسيلة تفاعلية غنية للبحث والاستكشاف. إذ يمكنني أن أجد مقاطع عن مطعم تعرض كل ما أحتاج إليه مع شرح مُسلٍّ وسهلٍ: من أسعار الوجبات، إلى تقييم للديكور. 

لا يزال قوقل جزءًا من رحلة الاستكشاف، كما الحال مع 40% من المتصفحين الشباب. لكن قوقل لم يعد نقطة بداية البحث.

يُدرك قوقل هذا التغيير؛ فبدأ يقدّم مقاطع قصيرة ضمن نتائج البحث حتى يجذب تفاعل المتصفحين. قد يعني ذلك تجربة أكثر متعةً للمتصفح، لكني لا أرى أن الباحث «التكتوكي» سيعتمد عليه. فتك توك لا يقدّم محتوى غني بصريًّا فحسب، بل يطرح المعلومات في سياق قصصي أيضًا.

ورغم أن الاعتماد على القصص قد ينفع في بحثي الاعتيادي عن معلومة ما، لكنه يشكّل خطرًا حينما ألجأ إليه بصفته مصدرًا أساسيًّا في اتخاذ قرارات مهمة، دون العودة إلى مصادر كالمقالات والكتب. إذ وفقًا إلى أحد التحقيقات، 20% من مقاطع تك توك يتضمن معلومات مضللة. فقوقل لا يزال يقدّم محتوى يتضمن مصادر موثوقة، وإن كان يُخطئ كثيرًا. وأخشى أن انعدام موثوقية المصادر في تك توك يدلّ على جيل يهتم بطريقة تلقي المعلومة أكثر من صحة المعلومة نفسها. 

فإن خُيّرتُ بين محرّكات البحث لأتأكد من سقوط الثلج خلال اليوم القادم، سأختار تويتر ثانيةً دون تردد. وإن كنتُ أبحث عن تقييمات ممتعة حول مطعم، سألجأ إلى تك توك. لكن اختياري للبحث العميق وقراءة المصادر والأبحاث سيظل قوقل، حتى لو لم يُتحفني بتجربة بصرية ممتعة.

الوسوم: التقنية . تك توك . قوقل .

مقالات أخرى من نشرة أها!
9 أبريل، 2023

طبول الحرب بين المستهلك وتطبيقات التوصيل

بين جدال التطبيقات والمطاعم، نجد العميل يتصفح الردود والتعليقات هنا وهناك. ولعل هذا من أسباب تغيُّر نظرة المستهلك تجاه جدوى هذه التقنيات.

عبدالله العلي
29 مايو، 2022

هل يجب أن يفيدك التعليم في وظيفتك؟

من شأن تعليمٍ في الآداب أن يكون «استثمارًا» ذاتيًا. فمهارات التفكير النقدي والاطلاع الواسع التي سأكتسبها تعود إيجابيًّا على أدائي الوظيفي.

حسين الإسماعيل
8 مارس، 2022

إبداع بوكيمون طويل الأمد

حقَّقت لعبة «بوكيمون قو» أحلام جيلٍ بأن تكون البوكيمونات حقيقية. كما استخدمت العالم الحقيقي في بناء عالم اللعبة ومميزاتها.

حسين الإسماعيل
19 ديسمبر، 2022

كيف تمحو الذكريات السيئة؟

في صناعتي لذكريات جديدة استطعت التخلص من تأثير الذكريات السيئة، وبدأت أخرج من الدوامة النفسية التي علقت بها.

أنس الرتوعي
20 مارس، 2022

ماذا يحدث عندما تتعارَك فكرتان في رأسك؟

خطر الأيديولوجيا على الفرد أنها تحكمه بانتماءات متعصبة تشكّل العدسة التي يرى بها كل شيء. لكن ماذا يحدث إذا أُجبَر على الاقتناع بفكرة مخالفة؟

محمد الحاجي
16 يناير، 2022

النهاية المريعة للنظافة

مع مضينا نحو عصر تقنيات الواقع الافتراضي، هل سنظل نكترث إلى نظافتنا الشخصية وأشكالنا في الحياة الطبيعية، أم سنكتفي بجمال صورتنا الافتراضية؟

أشرف فقيه