أنت ناجح ولست محتالًا
«متلازمة المحتال» نمطٌ نفسي يشكّك الفرد في مهاراته، ورغم كفاءته وتحقيقه للعديد من الإنجازات في حياته إلا أنه ينسب نجاحه إلى الحظ.
قبل عدة أشهر، راسلتني إحدى الشركات للعمل معها. ورغم إيماني في مهاراتي وقدراتي، إلا أنّي فورًا شعرت بأني لست مؤهلة لقبول العرض، وبأنه يوجد من هو أكفأ مني. دخلت في دوامة مقارنة بيني وبين من حققوا العديد من الإنجازات المعروضة على منصات التواصل الاجتماعي، وكلما طالت المقارنة تضاءلت قيمتي في نظري.
فإذا انتابك مثل هذا الشعور، أنك لست ناجحًا مثل من تراهم في حسابات لنكدإن والتواصل الاجتماعي، أو أنك لا تستحق الوصول إلى ما وصلت إليه من إنجازات، فمن المحتمل أنك تواجه «متلازمة المحتال» (Imposter Syndrome).
«متلازمة المحتال» نمطٌ نفسي يشكّك الفرد في مهاراته أو إنجازاته ويعزّز فيه انعدام الثقة بالنفس، ورغم كفاءته وتحقيقه للعديد من الإنجازات في حياته إلا أنه ينسب نجاحه إلى الحظ. ولدى ظهور أوّل مقال علميّ عن المتلازمة عام 1978، ارتكز البحث على النساء اللواتي حققن إنجازات عالية. لكن أظهرت الأبحاث اللاحقة معاناة الرجال والنساء منها، على الأخص في حياتنا المعاصرة، إذ يواجه 70% من الأفراد اليوم هذه المشاعر السلبية.
فمنصات التواصل الاجتماعي ولنكدإن تفاقم تعرضنا لهذه المتلازمة مع استعراض الجميع لإنجازاته المهنيّة والعلميّة. حتى على مستوى المناصب القيادية، نجد أنَّ 45% من المدراء الشباب (24 – 44 سنة) يعانون من المتلازمة، مقارنةً بنسبة 30% فقط من المدراء الأكبر سنًّا (45-54).
يقول كلسي رامسدن، مؤلف كتاب «ثمالة النجاح» (The Success Hangover)، إن متلازمة المحتال «جيدة وسيئة في الوقت نفسه..سيئة لأنها تعيق عددًا كبيرًا من الناس عن التقدم ومشاركة قدراتهم ومواهبهم، إذ يفوّتوا الفرص التي تعرض عليهم لشعورهم بعدم الكفاءة. وجيدة لأنها دليل على خروجهم من منطقة الراحة.»
حتى تقلل من تأثير هذه المتلازمة على حياتك، كفَّ عن الترصد السلبي في منصات التواصل الاجتماعي، وانظر إلى المنشورات كجهد منظم ومنسق -وأحيانًا متعمد- لخلق العلامة التجارية للأشخاص، وليس دائما عرضًا صادقًا وكاملًا لحياتهم. استفد من خبراتهم، ودعها تلهمك بدل أن تقلقك.
ثانيًا، كن محتالًا واقنع نفسك بأنّك كفؤ. هذا ما ساعدني في تجربتي لدى استلامي عرض العمل. فرغم علوّ الصوت الداخلي الذي يقلل من قدراتي ومهاراتي، منحت نفسي فرصة إثبات جدارتي، وقبلت العرض.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.