قد تخفف وزنك باتخاذك «قرار» عدم تناول المزيد من السكريات، في حين أنّ القرار الأسهل والذي لا يحتاج إلى تفكير يكون في عدم اقترابك أساسًا من المناسبات التي تدفعك للاختيار ما بين قرار التذوّق أو حرج التجنّب. فكما تقول النكتة الدارجة: «تود من العزائم أن تنفلت عليك؟ قرر بدء حمية غذائية.»
أول ما يسعى إليه رواد التغيير (الغذائي وغيره) هو زرع حزمة من القرارات التي لا تستدعي التفكير في حياة متابعيهم، بدلًا من التفكير في تبني عادات لم تكن موجودة في الأساس. فمثلًا، عوضًا عن ممارسة الرياضة لمدة ساعة يوميًّا والتخطيط لها، فمن الأجدى أن نبدأ باستخدام السلالم بدلًا عن المصعد. وبدلًا عن تطويرك عضلة مقاومة أكل الدونات، فمن الأجدى عدم ضمه لقائمة المشتريات في المقام الأول.
وهكذا هي الحال في عالم الكتابة. لا يستطيع الكاتب الشروع في إنجاز مهامه الكتابية سوى بالتوقف عن التخطيط لها، والبدء فورًا في الكتابة قبل أن تتحول أساسًا إلى قرار. وأتحمل هنا مسؤولية هذه الجملة، بعد أن أتممت كتابة أكثر من سبعمئة مقالة وأربعة كُتب في السنوات القليلة الماضية.
فقد تعلمت من ديفيد آلن، أن أي فِعل يتطلب إنجازه أقل من دقيقتين، لا يستحق أن يكون تحت ما نُسميه «قرار التنفيذ» الذي يتطلب التفكير، ومن الأجدى أن نفعله فورًا. فإن طلب أحدٌ ما صورة مخزنة على جوالنا، أو موقعًا نشاركه لهم على الواتساب، فمن الأفضل أن نُزيل هذا العبء بإرساله فورًا.
كما اشتهر المستثمر المعروف مارك آندرسن في مقالته المنشورة عام 2007 عن الإنتاجية بقوله إن الإنسان يجب أن يندفع إلى تنفيذ المطلوب منه دون تفكير حتى لا يتقاعس. ليعود بعدها بخمسة عشر عامًا، وقد غيّر هذا النمط من العمل الاندفاعي إلى المخطط، لأنه كبُر وكبُرت استثماراته وأعماله، وأصبح بحاجة إلى أن يكون إنسانًا شديد الانضباط بخططه الأسبوعية. وبالتزامه بهذا الانضباط من التخطيط الأسبوعي، فهو في الحقيقة يوفّر على نفسه جهد التفكير اليومي بما يجدر به أن يفعل.
تحقيق الأمور الأهم في حياتنا لا يجب أن يأخذ منّا حيزًا كبيرًا من التفكير. لهذا ركّز محاولاتك على اتخاذ قرارات تسهّل عليك تحقيق أهدافك، إذ يظل أفضل من اختبار قدرتك على تنفيذ قرار صعب قد يرتد عليك بنتيجة سلبية.
مقالات أخرى من نشرة أها!
مرزوقة وكلوبهاوس والحبَّار
نحاول اللحاق بترند الإنترنت مهما كلفنا من الوقت، لنكتشف لاحقًا أنه لم يفتنا أي شيء مهم كما كنا نخشى. فمثلًا، هل تتذكر مرزوقة؟
رويحة عبدالربكيف تثري ألعاب الفيديو حصيلتي اللغوية
نظرًا إلى جهلي بأي لغة عدا العربية، لم تكن اللغة التي ألعب بها مهمة جدًا، وكانت الأولوية للاستمتاع وليس لمعرفة تفاصيل قصة اللعبة وخياراتها.
حسين الإسماعيلهل يجب أن يفيدك التعليم في وظيفتك؟
من شأن تعليمٍ في الآداب أن يكون «استثمارًا» ذاتيًا. فمهارات التفكير النقدي والاطلاع الواسع التي سأكتسبها تعود إيجابيًّا على أدائي الوظيفي.
حسين الإسماعيلالذكاء الاصطناعي شريكك الإبداعي
نحن نتعامل بتشاؤم مع كل خبر عن برامج الذكاء الاصطناعي، وننسى أنَّ الذكاء الاصطناعي في النهاية امتدادٌ لذكائنا البشريّ.
إيمان أسعدحاجة «الأنا» إلى شفقة المتابعين
مهما أمدتنا منشورات «الأنا» بشعورٍ أفضل حول أنفسنا في البداية، فهي تظل مؤقتة في تأثيرها، بل بعد فترة قد تُشعِر المتابعين بالشفقة عليك.
أحمد مشرفمتى يحق لك أن تكون مسرفًا؟
لكي لا يعتقد القارئ الكريم إنني أُنظِّر عليه، سأشجّعه -قليلًا- على الإسراف في الأمور التي سيكون متأكدًا أنه سيستهلكلها لحدها الأقصى.
أحمد مشرف