شاركتُ في هاكاثون لأول مرة في حياتي في «برمجان العربية». جمعتُ أعضاء لتكوين فريق، وقضينا أيامًا في مناقشة فكرة يمكن تنفيذها حسب قدرات الفريق البرمجية. مع أول عقبة، صُدمنا باشتراط وجود الذكاء الاصطناعي في الفكرة، ولم نخطّط لهذا، فقررنا حلّ الفريق وافترقنا بحثًا عن أعضاء جدد.
وجدتُ فريقًا ثانيًا قادرًا على توظيف الذكاء الاصطناعي في بناء الفكرة، وسلّمنا عرضنا إلى لجنة التحكيم قبل انتهاء فترة التسليم بدقائق. كان العرض من أجمل العروض التي رأيتها بصريًا، لكني صُدمتُ ثانيةً بعدم ترشحنا للنهائيات، وبفوز فريق آخر نفّذ فكرة مشابهة جدًا، لكن بجودة أعلى.
حكاية الهاكاثون قصة فشل لن يذكرها أحد غيري، ورغم ذلك فقد تعلّمت الكثير من هذه المشاركة التي كانت بعيدة جدًا عمّا اعتدته. فأنا كاتبة متخصصة باللغة العربية، ولا خبرة لي في البرمجة، وعملت مع فريق مصممين ومبرمجين بحاجة إلى عضو يُجيد اللغة العربية.
خلال سهرنا لمناقشة الأفكار وترتيب العروض، فُتحت لي نافذة جديدة إلى عالم البرمجة والذكاء الاصطناعي. فتعرّفت على مكتبة «رياكت» (React) البرمجية، ومكتبة «تنسرفلو» (TensorFlow) لتعلّم الآلة، وتعلّمت أساسيات تصميم الواجهات، بالإضافة إلى اكتساب زملاء لم أكن لأجتمع بهم لولا الهاكاثون.
نادرًا ما يفوز أحد في محاولته الأولى، لا سيما في مسابقة مثل الهاكاثون الذي يتطلب قدرًا كبيرًا من الخبرة والتحضير. وإن أردتُ الفوز في هاكاثون آخر، فسأحتاج إلى سنوات من الممارسة. لكني فخورة بكوني خطوتُ خطوتي الأولى في هذه الرحلة دون انتظار الفرصة المثالية.
فأهم درس تعلمته من هاكاثون «البرمجان» كيف تعتمد العملية الإبداعية على شخص يتجرأ على أن يكون سيئًا في البداية، قبل أن يتطوّر ويتحسّن. أنَّ نجاحنا في صنع منتج يحتاج إلى الكثير من العمل والتنقيح قبل أن يراه المتلقي منتجًا مكتملًا، مثل المسوّدات الأولى من أي كتاب أو فِلم أو شفرة برمجية. فالفِلم الذي تشهده في ساعتين استغرق سنتين أو أكثر من التخطيط والتصوير والإنتاج.
لهذا أروي لكم قصة فشلي في الهاكاثون، لأنَّ قصص الفشل تستحق أن تُروى كما تُروى قصص التميّز والنجاح.
مقالات أخرى من نشرة أها!
نازيّون بطبعنا!
اللاجئون والمشردون الذين حرمتهم الحروب من حياتهم، لم يشاركوا في قرار الحرب، لا يريدونها ولا يتمنونها، لكنهم وحدهم من يدفع ثمنها.
عبدالله المزهرأنا أنام إذن أنا أفكّر
تعلمت أيضًا درسًا لن أنساه: حين تستفحل المعضلة وتستغلق أبوابها، فالنوم جزءٌ رئيس من أي محاولة لإدراك خيوط حلها.
حسين الإسماعيليوتيوب يُشبع حاجتك العاطفية
على أي شيء يدل الطلب العالي لمنتج الـ«ASMR»؟ أهو انعكاس لحاجة الإنسان الأساسية إلى الاهتمام؟ أم أنه أسلوب الحياة العصرية؟
معاذ العميرينالموظف السحّيب على لينكدإن
ثقافة لينكدإن التي تقدّس كل ما يمكن إضافته للسيرة الذاتية، جعلت الحياة الوظيفية وتفرعاتها أولوية «طبيعية» عند الموظف يرتب حياته وفقها.
حسين الإسماعيلاستنسخ الناجح ولا تبتكر الجديد
الغاية من تشابه المنصات الرقمية في ضمان معرفة المستخدم المسبقة بالهيكلة العامة. فحين يدخل منصة جديدة لن يتعب في البحث عن أيقونة التسجيل.
أنس الرتوعيمستقبل الجنس البشري
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتصنيع روبوتات تحاكي طبيعة الإنسان، تصبح ممارسة الجنس مع الآلة والوقوع في حبها احتمالاً لا يمكن تجاهله.
أشرف فقيه