يوتيوب يعيد الروح للدوري الإيطالي
قد تكون رابطة الدوري الإيطالي عمومًا خسرت بعض الأموال بسبب إتاحتها للمباريات مجانًا، ولكنها سوف تربح جيلًا متعلقًا بالدوري الإيطالي.
قبل عشرين سنة اشترك والدي –حفظه الله- في خدمة بث شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART)، إذ كانت الناقل الحصري لمباريات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. بعدها جدّد والدي الاشتراك لنتمكن أنا وأخي من متابعة مباريات الدوري الإنقليزي الممتاز، لأن «إيه آر تي» كانت تملك حقوق بثه وقتها في منطقة الشرق الأوسط.
اختلفت الشبكة الناقلة لمباريات الدوري الإنقليزي، وبقيتُ رغم ذلك متابعًا مخلصًا، واشتركت في الشبكة الناقلة الجديدة. فأنا لا أستطيع تخيّل أسبوعي من دون متابعة بعض مباريات فريقي المفضل مانشستر يونايتد.
اليوم، تبلغ القيمة الإجمالية لبث مباريات الدوري الإنقليزي نحو 10.4 مليار جنيه إسترليني، متفوقًا بذلك على دوريات أخرى، مثل الإسباني والإيطالي، اللذين لا تصل قيمة حقوق بث مبارياتهما مجتمعين إلى قيمة حقوق بث الدوري الإنقليزي الممتاز.
وفي خطوة جريئة، قررت رابطة الدوري الإيطالي في مطلع الموسم الرياضي الحالي (2021-2022) بث المباريات مجانًا على يوتيوب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. اتخذت الرابطة هذا القرار بعد فشلها في بيع حقوق المباريات على أي من شبكات البث المعروفة في المنطقة مثل «بي إن سبورت» و«أبو ظبي الرياضية». هذه الخطوة أفقدت الأندية الإيطالية نحو 500 مليون دولار، وهي القيمة التي كانت تدفعها شبكة «بي إن سبورت» مقابل حقوق بث ثلاثة مواسم من مباريات الدوري الإيطالي.
هكذا، أصبحت مشاهدة الدوري الإيطالي سهلة جدًا بعد إتاحته للجميع على يوتيوب. وصرتُ أتابعه أسبوعيًا من أي مكان، ومن دون أن أبحث عن رابط غير رسمي للبث في تويتر، أو أدفع قيمة اشتراك جنونية للمشاهدة!
ربما خسرت رابطة الدوري الإيطالي والأندية الإيطالية عمومًا بعض الأموال بسبب إتاحتها للمباريات مجانًا، لكنها دون شك ستربح جيلًا متعلقًا بالدوري الإيطالي سوف يدفع مستقبلًا لمتابعة المباريات، مثلما أدفع أنا اليوم لأتابع الدوري الإنقليزي، لا لشيء إلا لأنه كان متاحًا لي عندما كنت طفلًا، فتعلقت به عندما أصبحت شابًا.
انتهى موسم هذا العام بتتويج نادي إيه سي ميلان بعد سنوات عجاف. وربما بعد سنوات سوف نجد جيلًا تكوّن حبه للنادي؛ لأنه يحمل في ذكرياته مشاهدة الفريق يحمل درع الدوري على يوتيوب!
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.