في أيام دراستي الجامعية، كانت طباعة الأوراق جزءًا أساسيًا من نمط مذاكرتي، حيث كنت أطبع اختبارات السنوات السابقة وبعض الملخصات. كانت لديّ طابعة في المنزل، لكن دومًا كانت تعاني من الوعكات، فإما تكون خالية من الحبر أو بحاجة لتحديث أو معطلة لسبب الله وحده يعلمه.
تطورت الحياة وأصبحت حاجتي للطباعة محدودة جدًا، مع ذلك، ولأن اللحظات التي أحتاج فيها للطباعة غير متوقعة، ما زلت أمتلك طابعة في المنزل. لكن المشكلة القديمة نفسها لا تزال موجودة؛ الطابعة لا تعمل عندما أحتاجها! وحين سألت أصدقائي إن كانت طابعاتهم تتعطل مثل طابعتي، أجابني أحدهم أنَّ من الطبيعي أن تتعطل الطابعة، فعمرها الافتراضي محدود.
تستند معظم الشركات في عمليتها الصناعية على مفهوم يعرف بـ«التقادم المخطَّط»: تقليلُ جودة المنتجات مع مرور الوقت. ولهذا المفهوم تطبيقات عديدة في حياتنا، فهو يدفع الشركات لصناعة أجهزة لا تقبل استبدال بعض قطعها بسهولة.
خذ مثلًا الهواتف الذكية، فقد أصبحت تأتي ببطاريات مدمجة، في حين كانت جوالات نوكيا سابقًا تقبل تغيير البطارية بسهولة، ما يعني عمرًا أطول للجوال بتغيير قطعة واحدة فقط. كذلك يحارب مفهوم «التقادم المخطَّط» حق العميل في صيانة أجهزته، إذ يصعّب عليه الحصول على قطع الغيار، أو يجعل ثمنها قريبًا من ثمن الجهاز الجديد.
في مطلع القرن الماضي، صممت شركة «شلبي» (Shelby) الأميركية «لمبة» ظلت تعمل لمدة 118 سنة متواصلة. ودخلت هذه «اللمبة» موسوعة قينيس بلقب «المصباح ذو مدة التشغيل الأطول في التاريخ.»
طبعًا لم تعد هناك الآن مصابيح تعيش كل هذه المدة، فشركات المصابيح وضعت قواعد للصناعة مبنية على مفهوم «التقادم المخطَّط». والأمر ذاته ينطبق على بقية الشركات في مختلف المجالات.
فاليوم لن تجد سيارة تعيش لمدة عشرين عامًا مثل سيارة تويوتا كرسيدا موديل 1990 التي كانت لدى عائلتي. ومن المؤكد أنك ستعاني دومًا عندما تريد استخدام الطابعة. فعلى ما يبدو، مصنّعو الطابعات هم روّاد «التقادم المخطط»!
مقالات أخرى من نشرة أها!
صُنع في الذاكرة
لا يمر يوم دون التقاطنا صور توثق لحظاتنا بأدق التفاصيل خوفًا من النسيان. لكن حتى تتشكل الذاكرة عاطفيًّا لدينا نحتاج إلى نسيان التفاصيل.
إيمان أسعدمرزوقة وكلوبهاوس والحبَّار
نحاول اللحاق بترند الإنترنت مهما كلفنا من الوقت، لنكتشف لاحقًا أنه لم يفتنا أي شيء مهم كما كنا نخشى. فمثلًا، هل تتذكر مرزوقة؟
رويحة عبدالربكيف أفسدت عليّ التطبيقات متعة السبت الممتاز
أحاول جاهدًا ألا أفوت سبتًا ممتازًا إلا لسبب يتعلق بالأسرة أو العمل، وفيما عدا ذلك أحضّر نفسي للاستمتاع بوجبة دسمة من المباريات الندّية.
محمود عصامالبط في علاج الاحتراق الوظيفي
من خبرتي الطويلة في فترات نهاية العام هذه، يمكنني القول إن الاستقالات فيها تكثر، نتيجة حالات الاحتراق الوظيفي التي يمر الموظفون بها.
أنس الرتوعي«المنيماليزم» ترفٌ لا يمتلكه الجميع
في حين يدرك المتخففون مدى تغلغل الاستهلاكية في كل تفاصيل حياتنا، تتوجه أصابع اللوم دائمًا لمن لا يستطيع مقاومة المد الاستهلاكي.
حسين الإسماعيلتأمَّل ما أنجزته حتى الآن
الإنسان يبحث عن تحقيق ذاته من خلال ما يمكن له إنجازه في سباقٍ مع الزمن، فلا نكترث كثيرًا بالماضي قدر انشغالنا بهموم المستقبل.
أحمد مشرف