في أوائل التسعينيات، كنت وأختي الكبرى نركض على درج البيت بعد عودتنا من المدرسة حتى لا يفوتنا برنامج «أماني وأغاني» على القناة الفضائية المصريّة. كان البرنامج مصدرنا كفتاتين مراهقتين حتى نعرف الأغاني الرائجة لنجوم كانوا مغمورين حينها مثل إيهاب توفيق ومصطفى قمر.
أما اليوم، فتجديد قائمة الأغاني لديّ في أنغامي ومواكبة الترند بات معتمدًا بشكل حصريّ على تك توك.
أصبح تك توك الصانع الحقيقي لشهرة أي أغنية ووصولها قائمة بِلبورد وقوائم التحميل على منصات سبوتيفاي وأخواتها، طبعًا بعد وصول «دودتها الراقصة» إلى أدمغتنا. ففي جوهرها، تعمل خوارزميات تك توك على مبدأ «دودة الأذن» (earworm)؛ مصطلح يدل على المقطع الموسيقيّ العالق في ذاكرتك والرافض للكف عن التكرار مهما حاولت. عادةً تلك المقاطع قصيرة وسريعة وراقصة وبكلمات بسيطة، وكلما كنت في وضع متوتر في حياتك، تشبَّث بها دماغك كنوع من التشتيت الإيجابيّ.
فإن كنت متابعًا لتك توك -مثلي- فثمة احتمال بنسبة 67% أنك حمّلت في الأسبوعين الماضيين أغنية «إتس أباوت دام تايم» (It’s about damn time) على جوّالك بعد مشاهدتك ألف مقطع للرقصة المصاحبة. وإن كنت تظن أن «ألف» عددٌ مبالغٌ به، ففي الواقع عدد المقاطع الموجودة 800 ألف! نجاح الأغنية الساحق لم يبدأ مع إصدارها في 14 أبريل، بل بعد انتشار رقصة مصاحبة لأحد مقاطعها من على حساب مصممة رقصات «تكتوكيّة».
تراقب شركات إنتاج الموسيقى تطبيق تك توك بشكل يومي بانتظار مستخدم يطلق موجة الترند للأغنية. إذ اكتشفت الشركات أنًّ الحملات الدعائية المكلّفة مع كبار المشاهير لا تنجح بقدر نجاح «الصدفة» مع المستخدمين العاديين. كذلك تتابع فرق التسويق الرقمي يوتيوب، فإذا تغيّر الجمهور الغالب للأغنية المصوّرة من فئة الشباب (25 – 34) إلى فئة الفتيات (13 – 24) يتأكد الفريق أنَّ الأغنية «ضربت» في تك توك.
الغريب في تك توك أنَّ نجاح «الدودة الراقصة» لا يقتصر على الأغاني الجديدة، إذ يفاجأ كثير من المغنيين بعودة الحياة إلى أغانيهم في منصات الموسيقا وتحميلها بعدد هائل بعد تركيب رقصة على مقطع منها. هذا ما حدث مع أغنية سيلين ديون «إتز أول كمنگ باك تو مي ناو» (It’s all coming back to me now) الصادرة 1996. وقبل أن تسأل: أجل، حمّلتها هي الأخرى في قائمة أنغامي.
مقالات أخرى من نشرة أها!
الحل اليدويّ في زمن التطبيقات
جرّبت العديد من التطبيقات لتساعدني على أتمتة مهمة الترتيب، ووجدتُ في كل منها تحديات. وكان الحل الذي يطلب جهدًا يدويًا مني أفضل.
رويحة عبدالربالسّتْر من فضائح الإنترنت
يلجأ العديد إلى خدمات تنظيف «البروفايل» لأسباب عديدة، أهمها أنَّه لا يعكس حقيقة صاحبه (أو لعله الخوف من الإقصاء).
ثمود بن محفوظمعايدات واتساب من طقوس فرحة العيد
أجزم أن التهاني الواتسابية تتميز بحميميتها الخاصة. إذ لا يمكن لأي مكالمة هاتفية أن تحمل روح الاحتفالية في مجموعتنا العائلية.
رويحة عبدالربلا ترهن حياتك للأعطال التقنية
كي لا نقع في الفخ وتتعطل أمورنا، علينا ألا نبني حياتنا على مزود خدمة واحد. كأن يكون لدينا حسابٌ بنكي في أكثر من مصرف مثلًا.
أنس الرتوعيشهادتك الجامعية لا تنفعك
تروِّج الكثير من منصات التعليم التقنية إلى قيمة شهادتها العالية في التوظيف مقارنةً بالشهادة الجامعية، والمشكلة أنَّ ترويجها قد يكون صحيحًا.
ثمود بن محفوظهل تنافس قهوتك بنك ستاربكس؟
إن كنّا كمستهلكين مستعدّين لضخ أموالنا في تطبيق ستاربكس، هل سيقدر المتجر السعودي على جلب إيداعات هذه القاعدة الكبيرة جدًا من العملاء؟
تركي القحطاني