سائح بين نفايات الفضاء!

إذا كنت تمني نفسك بخوض غمار رحلات السياحة الفضائية، فعليك أن تجهز نفسك للمخاطر المحتملة. مخاطر تتجاوز احتمال تعطل مركبتك الفضائية.

إذا كنت تمني نفسك بخوض غمار رحلات السياحة الفضائية، فعليك أن تجهز نفسك للمخاطر المحتملة. مخاطر تتجاوز احتمال تعطل مركبتك الفضائية خارج نطاق الأرض، أو تعثر عمليات الإطلاق أو الرجوع لا قدّر الله.

نتحدث هنا عن النفايات الفضائية التي تحوط كوكبنا الأرض مشكّلة غلافًا اصطناعيًا فوق الغلاف الجوي.

فخلال سبعين عامًا من عمليات إطلاق المركبات المأهولة وغير المأهولة والمسابر والأقمار الاصطناعية وسواها، تكومت شبكة مريعة من المخلفات السابحة حول مدار الأرض. 

تشمل هذه المخلفات كل ما يمكننا تخيله، من خزانات الوقود التي يُتخلص منها بعد تجاوز الغلاف الجوي، إلى الأقمار الاصطناعية التي تخفق محاولات تشغيلها فتُطرح لتكون نفاية هائمة في الفضاء. آلاف المسامير والبراغي والشظايا وطبقات الدهان ونتف الأسلاك والموصلات واللدائن البلاستيكية المتخلفة عن آلاف وآلاف من مهام الفكّ والارتباط والتركيب التي نفذتها وكالات الفضاء المتعددة على مر العقود الماضية.

بالمختصر، أكثر من 15 ألف قطعة نفاية فضائية يزيد طولها عن عشرة سنتيمترات، وأكثر من 200 ألف قطعة أصغر، كلها تمخر الفراغ حول الأرض بسرعات خارقة تصل إلى ثمانية كيلومترات في الثانية. 

ومع أن احتمال الارتطام بإحدى هذه المقذوفات الضالة لا يتجاوز 1 إلى 300، فوقوع هذا الاحتمال سيكون له آثار كارثية. فأي مسمار يسعه اختراق جسد رائد الفضاء السابح في مهمته حول محطة الفضاء الدولية بدون أن يشعر المسكين بما أصابه، لكن احتمال ذلك مستحيل لأن محطة الفضاء الدولية تسبح على ارتفاعات أعلى بكثير من سحابة النفايات.

لكن هذه النفايات قد ترتطم بصاروخ يحمل قمرًا اصطناعيًا، أو بمكوك يحمل رواد فضاء، أو -وهو ما يعنيك- بمركبة سياحية تستقلها حضرتك، لا سمح الله. 

وهذا الحادث العابر كفيل بأشد النهايات مأساوية. ستصبح شهيد الفضاء بدلًا من سائح الفضاء. وستنضم أنت ومركبتك إلى الكومة السابحة حول كوكبنا إلى أن تحين الفرصة لتسقط بفعل الجاذبية الأرضية محترقة عبر الغلاف الجوي، أو في البحر الشاسع، أو على رأس عابر سبيل ليس له في الفضاء ولا السياحة ولا قضايا التلوث البيئي. 

التلوثالسياحةالفضاءالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+370 متابع في آخر 7 أيام