كيف سنقضي رمضان في المريخ؟
مع وصولك إلى المريخ كأول عربي مسلم، ستصادفك بعض التساؤلات التي ستستدعي تطور مبحث شرعي جديد هو «فقه الفضاء».
إذا كنت تحلم بأن تكون أول عربي يصل للمريخ، فإنك قد تصبح كذلك أول مسلم يفعلها. وهنا ستصادفك بعض التساؤلات التي ستستدعي تطور مبحث شرعي جديد هو «فقه الفضاء».
ولنبدأ بمعضلة المياه. فكل كيلوقرام من المادة يُرسل للفضاء يكلف في المعدل 20 ألف دولار كأجرة شحن وسعر الوقود اللازم للإفلات من مجال الجاذبية الأرضية. أي أن إيصال قـالون الماء الواحد إليك سيكلف 83 ألف دولار! ما قد يضطرك إلى التيمم المستمر بتربة المريخ. فهل يجوز ذلك؟
بالنسبة لقبلة الصلاة، فقد يبدو من البديهي أنها باتجاه كوكبنا الأرض. لكن فلنتذكر أنَّ موقع الأرض من المريخ ليس ثابتًا نظرًا لتباين المدار الإهليجي للكوكبين. بمعنى أنَّ اتجاه القبلة في بيتك المريخي سيتغير على مدار السنة قبل أن يعود للنقطة ذاتها.
ولأن الأرض تدور حول نفسها أيضًا، فإننا قد لا نضمن خط نظر مباشر بين موقعك على سطح المريخ وموقع الكعبة المشرفة على سطح الأرض، ما سيفتح الباب لجدل فقهي لن يرتاح منه إلا إخوتنا المؤمنون بالأرض المسطحة.. هداهم الله.
السنة المريخية مدتها 687 يومًا، أي ضعف السنة الأرضية تقريبًا! هل يغيّر ذلك سن التكليف؟ وهل يفي بتعريف «الحول» لإخراج الزكاة الواجبة؟ هل نقسّم سنة المريخ إلى أربعة وعشرين شهرًا، فيصير عندما محرّمان وشعبانان ورمضان ونصف الرمضان؟
لن أسألك عن إمساكية رمضان ومواعيد الشروق والغروب. فالأدهى أنَّ المريخ له قمران اثنان اسمهما «فوبوس» و«ديموس». هل نعتمد مواسم العبادات بثبوت رؤية هلال أحدهما؟ أم نربط نفسنا بمطالع كوكب الأرض؟
تبدو هذه مسألة حرجة، خاصة بعد مرور أجيال وأجيال من مستعمري المريخ ممن سيعتبرون أنفسهم مريخيين أكثر منهم أرضيين، مثلما عدّ المستعمرون الأميركيون أنفسهم مستقلين عن التاج البريطاني مع الزمن.
عمومًا تظل معضلة أهل المريخ أهون من الصائم على سطح القمر، والذي لا يسعه أن يتحرى رؤية أي هلال في السماء!
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.