اشتريت جهاز لابتوب جديد قبل عدة أشهر، واستلمت معه نسخة من برامج «مايكروسوفت أوفس» (Microsoft Office) تعدني بثلاثين يومًا من التجربة المجانية. قبلت عرض الاشتراك بكل سرور، لأنصدم بعد شهر برسالة من البنك تُشعرني عن سحب أكثر من أربعمائة ريال سعودي من حسابي.
فأنا نسيت إلغاء الاشتراك قبل انتهاء الفترة التجريبية، ليُوقعني النسيان في أكبر خطأ مُكلِف ارتكبته في حياتي.
لستُ الوحيدة التي وقعت في مثل هذا الخطأ. فالكثير منا يدفع اشتراكًا شهريًا لخدمات مثل نتفلكس وسبوتيفاي وتخزين آي كلاود وغيرها، حتى في حين عدم احتياجنا إليها أحيانًا. ويرجع السبب في ذلك إلى تزايد عدد الخدمات التي نشترك فيها. فإن لم تكن لدينا قائمة مفصّلة تحتوي أسماء خدمات وتواريخ انتهاء ومصروفات، ستستغل الشركات عدم تنبّهنا كي تحقّق عوائد هائلة.
فدخل تنفلكس تجاوز مليارين ونصف دولار من منطقة أوربا وإفريقيا والشرق الأوسط. وأنا لا أزال أدفع اشتراكي رغم أني لم أشاهد أي محتوى عليها منذ شهرين.
وإن كانت فترة التجربة المجانية مغرية، فتوفُّر مزايا حصرية عاملٌ مؤثّر أيضًا في جذب العملاء نحو الاشتراك، كما اكتشفت شركة «ديلوايت» (Deloitte). فكم منّا سجّل في خدمةٍ ما لمتابعة مسلسل واحد غير متوفر إلا على منصة معيّنة، ثم نسي الإلغاء؟
لا أعتقد أن الخدمات السحابية التي أدفع لها ستقل، فاحتياجاتي في تزايد مستمر: مبالغ أدفعها لمواقع الأبحاث العلمية لدراستي ولتخزين گوگل ولتخزين آي كلاود ولنشرات بريدية أقرأها كجزء من عملي… القائمة طويلة ومعقّدة، وهذا سبب آخر يجعلني أماطل في ترتيب مصروفاتي الإلكترونية.
خدمات أمازون وحدها موزَّعة في أماكن كثيرة، وتُلغى من مواقع مختلفة: موقع للأفلام والمسلسلات، وموقع لكتب كندل، وآخر للكتب المسموعة.
في البداية كان أمر الإلغاء مخيفًا، لكني شرعت لمواجهة اشتراكاتي الكثيرة شيئًا فشيئًا. تذكّرت إلغاء اشتراك أبل ميوزيك قبل انتهاء الفترة المجانية، وألغيت اشتراك «كانفا» (Canva) بعدما سحبت هي الأخرى مبلغًا من حسابي البنكي.
واليوم أستعين بالصديقة سيري (Siri)، فأُملي عليها تواريخ إلغاء الخدمات لتذكّرني بها قبل موعدها. أما فترة التجريب المجانية فلم تعد تُغريني، وأرى أن عدم اختيارها أساسًا أفضل لكي لا تطير أموالي وأنا لا أدري.
مقالات أخرى من نشرة أها!
ذكرياتي مع رفيقي بودكاست
البودكاست يستخدم إحدى أقدم الطقوس البشرية وأكثرها طبيعية: الاستماع لصديق يحكي قصّة جيّدة، وهذا ما يعطيه ثقلًا عاطفيًا مختلفًا.
مازن العتيبياستنسخ الناجح ولا تبتكر الجديد
الغاية من تشابه المنصات الرقمية في ضمان معرفة المستخدم المسبقة بالهيكلة العامة. فحين يدخل منصة جديدة لن يتعب في البحث عن أيقونة التسجيل.
أنس الرتوعيأربعينية تودِّع السينما
مع عودة صالات السينما بعد انقطاع أكثر من عام نتيجة الجائحة، تغيب شريحة من المشاهدين فقدت حماس المشاهدة السينمائية بعد عثورها على خيارٍ آخر.
إيمان أسعدعلِّمني لغة في ثلاثين يومًا
تعدنا تطبيقات تعليم اللغات بتعلُّم لغة ثانية في فترة قصيرة، بسهولة وسعرٍ رخيص. لكن ثمة عنصر أساسي تفتقد إليه تلك التطبيقات.
رويحة عبدالربلا تسلبوني مشترياتي الرقميَّة
وفَّرت المنصات مثل آيتونز وكندل وبلاي ستيشن سهولة شراء المنتجات الرقمية عبر خدماتها. لكن ما يغيب عنَّا أنَّ الشراء منها شراءٌ وهميّ.
ثمود بن محفوظكيف تحبسك أجهزتك في بيئة واحدة؟
حين دخلت التقنية حياة الكثيرين منّا كانت الأجهزة المختلفة تجمعنا، لكن اليوم تحبسنا أنظمة الشركات فرادى في بيئتها الواحدة!
أنس الرتوعي