اِلعب لأجل عالم أفضل

تقنيات الواقع المعزَّز ستضاعف قدرة الإنسان على التعلُّم أربع مرات مع الاحتفاظ بالتركيز. هذه نسبة أعلى مما تتيحه الحواسيب والهواتف الذكية.

التقيت مؤخرًا بعض أهم الفاعلين في صنعة العوالم الافتراضية؛ سايمون بنسُن مؤسس مشروع «بلاي ستايشن للواقع الافتراضي» (PlayStation VR)، وآنثوني قيفن صانع الأفلام والمحتوى الرقمي، إضافة إلى هايمش جنكنسون الخبير في «التقنيات الغامرة» (Immersive Technologies). 

واجهتهم جميعًا بمخاوفي من تغوّل الواقع المعزز (AR) والعالم الافتراضي (VR) وتقويضهما للعالم الحقيقي. وكلهم أعطوني تطمينات متقاربة، فالمسألة عندهم مجرد انتقال من منصة إلى أخرى. نحن سنهجر الهواتف الذكية قريبًا إلى نظارات الـ«360 درجة»، والفوائد المرجوة من هذه النقلة الطبيعية تفوق المخاوف بكثير. 

فمنذ ظهور التلفاز ونحن غارقون بالفعل في المحتوى الشمولي. فلِمَ نرفض أن نرتقي بالأمر لمستوى يعزز من قدراتنا الإبداعية ويحل بعض مشاكلنا العصيّة في التعليم والتنمية؟ مع تحقيق أرباح خيالية بطبيعة الحال! 

أخبرني قيفن عن دراسات تؤكد بأن تقنيات الواقع المعزَّز ستضاعف قدرة الإنسان على التعلُّم أربع مرات مع الاحتفاظ بـ75% من تركيزه. هذه نسبة أعلى بكثير مما تتيحه الحواسيب التقليدية والهواتف الذكية. وبالنسبة لبنسُن، فإن الإقبال المتوقع لمئتي مليون مستهلك على سوق الواقع الافتراضي سوف يفتح المجال لتخصصات تعليمية ومهنية لم تكن في الحسبان. 

هذا المجال الذي يسيطر عليه حاليًّا مبرمجو الألعاب «القيمرز» سيحشد ويعيد توجيه خبرات علماء النفس والمسوّقين والمطوّرين والسينمائيين والأطباء، وسيقلب موازين التشريع والاقتصاد والتعليم والفن حول العالم.

إذ يتوقع أن يصل حجم سوق «الواقع المدمج» (MR) و«الواقع الممتد» (XR) إلى 300 مليار دولار خلال عامين فقط. كما ستستفيد 23 مليون وظيفة من هذه التقنيات بحلول العام 2030. 

اشتكيت لجنكنسون من ابني الذي يقضي ساعات طويلة على الألعاب الإلكترونية بدل الالتفات لدروسه أو الانشغال برياضة مفيدة. فواجهني بحقيقة أنَّ مجموع جوائز بطولة «لييق أوف ليجندز» (League of Legends) للألعاب الإلكترونية يفوق جائزة بطولة أميركا المفتوحة للتنس. وقال لي، شبه مازح، أنَّ انشغال ابني باللعب قد يفيده أكثر من الشهادة الجامعية. 

بشكل ما، أحسست كمن يرفض السيارة لأنه اعتاد على الحصان. لكن يبدو أنَّ حضارتنا البشرية على أعتاب مستقبل باهر، ندين بعواقبه للاعبي الـ«فيديو قيمز».

الألعابالتقنيةالواقع المعززالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+80 متابع في آخر 7 أيام