لدى قراءتي كتاب «إيلون ماسك» (Elon Musk) وقعت على اقتباس لمهندس في فيسبوك يدعى جيف: «أكثر العقول تميزًا في جيلي تفكر باستمرار كيف تجعل الناس تنقر المزيد من الروابط (الإعلانات).» وهنا سألت نفسي: متى آخر مرة سمعتُ فيها كلمة «اختراع»؟
هذه الملاحظة استشعرها أيضًا إيلون ماسك قائلًا:
أظن أنَّ كثيرًا من الاذكياء حول العالم يتوجهون نحو الإنترنت والمالية والقانون.
لذلك اتَّجه إيلون إلى قطاعات صعبة للغاية تتطلب الابتكار والاختراع مثل السيارات الكهربائية والفضاء محاولةً منه لحل مشكلات العالم الكبرى كالاحتباس الحراري.
ففي أميركا لم يعد هناك ترجمة حقيقية للاكتشاف أو الاختراع من البحوث الأكاديمية إلى عالم «البزنس». وبالرغم من زيادة إنفاق قطاع التعليم الأكاديمي في العلوم، إذ زاد الإنفاق خمسة أضعاف من 1970 حتى 2010، وطلبة الدكتوراه إلى ضعفين، والأبحاث المنشورة إلى سبعة أضعاف، فالإنتاجية من هذا كله في نمو متباطئ جدًا.
فدافع القطاع الخاص نحو البحث والتطوير هو المال وفقط المال، أي القدرة على تحويل الاختراع أو الاكتشاف إلى منتج يمكن تسويقه وبيعه.
وقلَّل قطاع الأعمال، منها شركات كبرى مثل «آي بي إم» و«إيه تي آند تي»، من الإنفاق على البحث والتطوير. فوصلنا إلى مرحلة عندنا أبحاث أكاديمية أكثر، لكن القطاع الخاص لا يلتفت إليها بالشكل المطلوب.
حتى صناديق المال الجريء لا تنظر إلى قطاعات الابتكار كالطاقة أو تقنيات النانو. فتجد 83% من المال يذهب لتقنيات الأنظمة «سوفتوير» التي تعالج أمور حياتنا اليومية، وكيف تصلنا وجبة البرقر في خمس دقائق بدل عشرة.
ولو كنت مستثمرًا ملائكيًّا لصنعت مثلهم. لأنَّ الاستثمار في الأنظمة أسهل بكثير في النمو وسرعة استرداد رأس المال وأيضًا الربحية. فأكثر الشركات ربحية بالعالم هي أنظمة وتطبيقات وليست الاكتشافات والمخترعات.
ما الحل؟ الحكومة الحكومة الحكومة. يجب على الحكومات تمويل الاختراعات سواء عن طريق تحفيز الشركات عبر السياسات النقدية مثل تقليل الضرائب، أو إعفائها من بعض الرسوم الحكومية. هكذا يتشجع المستثمر لدعم العلوم الطبيعية أو التمويل المباشر للمخترعين والمبتكرين.
وحرب روسيا جرس إنذار لدعم المزيد من الاختراع والابتكار في الخليج. تخيل فقط لأنّك في روسيا، حُرمت البلاي ستيشن وتعطّلت تطبيقات دفعك بأبل باي! لهذا نحتاج إلى مستثمرين كإيلون ماسك يجد لنا العقول المبتكرة.
مقالات أخرى من نشرة أها!
تمثيل القطيفي في سطار
عند تناول موضوعاتنا الثقافية، علينا النظر فيها برويّة أكبر وفهمها بشكل أوسع، عوض استخدام ذائقتنا المحضة لقياس ما يليق وما لا يليق.
حسين الضوالسلطة الزائفة لقوائم معرض الكتاب
الـ«لماذا» ستدفعك كقارئ إلى التأمل: هل أنت منساقٌ وراء تيار أو موضة ما في اختيارك للكتاب، أم أنت قادرٌ على رسم خارطة قراءاتك بنفسك؟
حسين الإسماعيلالدراسات العليا أم سوق العمل؟
تعد الخبرة في سيرتك الذاتية هي أحد الجوانب التي تميزك في الدراسات العليا، بل قد تزيد من احتمالية قبولك في بعض برامج الدراسات العليا.
بثينة الهذلولالمستثمر يراهن على اشتراكك الشهري
تراهن الشركة -ومن خلفها المستثمر- على السحب من مالك إلى الأبد بقبولك دفع الاشتراك الشهري، ونسيانك لاحقًا إلغاء الاشتراك.
تركي القحطانيكيف أفسدت عليّ التطبيقات متعة السبت الممتاز
أحاول جاهدًا ألا أفوت سبتًا ممتازًا إلا لسبب يتعلق بالأسرة أو العمل، وفيما عدا ذلك أحضّر نفسي للاستمتاع بوجبة دسمة من المباريات الندّية.
محمود عصامأن تكون نادرًا أمرٌ في غاية الصعوبة
حتى تكون «نادرًا» فاعلم أنَّ النُدرة لا تتطلب فقط مهارات استثنائية، بل جهودًا استثنائية تفوق ما يستطيع معظم الناس تحقيقه.
أحمد مشرف