لا تنظروا جهة الموت

إن الكارثة -الموت- آت لا محالة بفعل نيزك أو أزمة قلبية أو قشرة موز. فلماذا نجح فلم «لا تنظروا للأعلى» في تعليقنا بأحداثه؟

الأثر البيئي ليوم على الأرض / Yukai Du

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
21 مارس، 2022

يصوّر الفلم الساخر «لا تنظروا للأعلى» (Don’t Look Up) حال العالم مع دنو كارثة فلكية ستمحو البشر من الوجود. يصيح بطل الفلم محذرًا ومتوعدًا:

ستموتون! كلكم ستموتون!

فلا يقابله إلا رد الفعل البارد من الإعلام المشغول بالترهات ومن الرئيسة الأميركية المشغولة بإعادة انتخابها. 

لكن لو فكّرنا في الأمر، فكلنا حقًا سنموت عاجلاً أم آجلاً. العالم العبقري الخائف لم يأت لنا بجديد.

وأنا أشاهد الفلم، فكرت في الكيفية التي سأقضي بها آخر ستة أشهر من حياتي مع علمي بأن نيزكًا هائلًا سيضرب الأرض ويقتل كل من فيها. فكرت أني سأمضي الأيام في التوبة والعبادة. قد أصل رحمي، أو أنفق كل أموالي على السفر والمتع غير مكترث بشيء لأني سأموت بعد ستة أشهر.

لكن، وبعيدًا عن سيناريو الفلم، فما أدراني بأني سأعيش حقًا ستة أشهر أو ستة أعوام أو ستة عقود إضافية؟ ليس من ضمانة. إن الكارثة -الموت- آت لا محالة بفعل نيزك أو أزمة قلبية أو قشرة موز. فلماذا نجح الفلم في تعليقنا بأحداثه؟

ربما لأن موت الفرد متوقع ومقبول، لكن الموت الكلّي مريع. فنحن نترك الدنيا مخلّفين إرثًا معنويًا وذرية تحمل أسماءنا. ذلك هو وهم الخلود. لكن العلم الأكيد بزوال ذلك كله، فورًا، يضعنا أكثر في مواجهة الحقيقة الصادمة بفناء كل شيء وبهشاشة وجودنا.

وجهلنا بساعات آجالنا يعزز من وهم الخلود في عقولنا. يعيّشنا كذبة الأمل، ونأمل في طول الوقت كمورد غير نافد إلى حين. أما لو قيل لك أنك ستتوفى يوم 29 فبراير 2041، فأنت لن تعيش، لن تنتج، ستحيا وقلبك معلَّق بذلك التاريخ. ستتوقف مسيرة الإنسانية تمامًا في انتظار كل منا للحظة أجله المعروفة.

نعمة الجهل هنا جليلة ومقدّرة. فنحن نعمل فعلاً كأننا نعيش أبدًا. ولا نحتاج لأن ننظر للأعلى لندرك أنَّ الموت يقصدنا. لكن يسعنا أن ننظر في أي اتجاه لنعرف كم هي غالية ومعطاءة الحياة.

الوسوم: الإنسان . الحياة . الموت .

مقالات أخرى من نشرة أها!
8 مايو، 2022

ما شكل المكتب الذي تعمل عليه؟

سواء كنتَ متخفّفًا في تنظيم مكتبك، أو شغوفًا بتطوير مكتبك بأحدث الأدوات، فالعبرة أن تؤدي عملك بإحسان كما يفعل البطل دوق فليد! 

أنس الرتوعي
31 يوليو، 2022

كيف تتكون الاهتمامات؟

أيًّا تكن دوافعنا وراء الاهتمام بأي موضوع، فوسائل البحث التي تمنحنا إياها التقنية تساعدنا على تطوير هذا الاهتمام إلى خبرة معرفية مفيدة.

أنس الرتوعي
31 أغسطس، 2022

لا تحوّل عميلك إلى منافسك

إن كنت صاحب منتج يتقاضى رسوم تأخير من المستهلكين، فربما تلهم أحدهم في تقديم منتج يتفوق به عليك ويسلب منك عملائك.

تركي القحطاني
20 سبتمبر، 2022

لا ماء في الماء

مطر أمريكا أصبح غير صالح، مطر السعودية غير صالح، مطر غينيا الاستوائية غير صالح، كل المطر غير صالح للشرب مباشرة.

أشرف فقيه
16 فبراير، 2022

التطبيق يغنيك عن الطبيب

مع التوسع في استخدام التطبيقات الطبيَّة، سيُمكِّن الطب الاتصالي الطبيب من اختصار وقت الموعد، وبالتالي تقليل الوقت المهدر عليه وعلى المريض.

أنس الرتوعي
8 سبتمبر، 2022

من سيربّي روبوتك؟

إن حصلت معجزة ما وقررت الآلة الذكية أنَّ الإطار الأخلاقي البشري غير مناسب لها، هنا سنعيش في عالم يربّينا فيه عيالنا الآليون.

أشرف فقيه