يصوّر الفلم الساخر «لا تنظروا للأعلى» (Don’t Look Up) حال العالم مع دنو كارثة فلكية ستمحو البشر من الوجود. يصيح بطل الفلم محذرًا ومتوعدًا:
ستموتون! كلكم ستموتون!
فلا يقابله إلا رد الفعل البارد من الإعلام المشغول بالترهات ومن الرئيسة الأميركية المشغولة بإعادة انتخابها.
لكن لو فكّرنا في الأمر، فكلنا حقًا سنموت عاجلاً أم آجلاً. العالم العبقري الخائف لم يأت لنا بجديد.
وأنا أشاهد الفلم، فكرت في الكيفية التي سأقضي بها آخر ستة أشهر من حياتي مع علمي بأن نيزكًا هائلًا سيضرب الأرض ويقتل كل من فيها. فكرت أني سأمضي الأيام في التوبة والعبادة. قد أصل رحمي، أو أنفق كل أموالي على السفر والمتع غير مكترث بشيء لأني سأموت بعد ستة أشهر.
لكن، وبعيدًا عن سيناريو الفلم، فما أدراني بأني سأعيش حقًا ستة أشهر أو ستة أعوام أو ستة عقود إضافية؟ ليس من ضمانة. إن الكارثة -الموت- آت لا محالة بفعل نيزك أو أزمة قلبية أو قشرة موز. فلماذا نجح الفلم في تعليقنا بأحداثه؟
ربما لأن موت الفرد متوقع ومقبول، لكن الموت الكلّي مريع. فنحن نترك الدنيا مخلّفين إرثًا معنويًا وذرية تحمل أسماءنا. ذلك هو وهم الخلود. لكن العلم الأكيد بزوال ذلك كله، فورًا، يضعنا أكثر في مواجهة الحقيقة الصادمة بفناء كل شيء وبهشاشة وجودنا.
وجهلنا بساعات آجالنا يعزز من وهم الخلود في عقولنا. يعيّشنا كذبة الأمل، ونأمل في طول الوقت كمورد غير نافد إلى حين. أما لو قيل لك أنك ستتوفى يوم 29 فبراير 2041، فأنت لن تعيش، لن تنتج، ستحيا وقلبك معلَّق بذلك التاريخ. ستتوقف مسيرة الإنسانية تمامًا في انتظار كل منا للحظة أجله المعروفة.
نعمة الجهل هنا جليلة ومقدّرة. فنحن نعمل فعلاً كأننا نعيش أبدًا. ولا نحتاج لأن ننظر للأعلى لندرك أنَّ الموت يقصدنا. لكن يسعنا أن ننظر في أي اتجاه لنعرف كم هي غالية ومعطاءة الحياة.
مقالات أخرى من نشرة أها!
النهاية المريعة للنظافة
مع مضينا نحو عصر تقنيات الواقع الافتراضي، هل سنظل نكترث إلى نظافتنا الشخصية وأشكالنا في الحياة الطبيعية، أم سنكتفي بجمال صورتنا الافتراضية؟
أشرف فقيهمزاجيَّة التقييم الرقمي
انحسرت الجائحة، وما زلت أفضّل التواصل مع زملائي في العمل عن بعد رغم وجودنا في الشركة. فهل اعتدنا مع التواصل الرقميّ على الانفصال عن بعضنا؟
أنس الرتوعيالتأريخ ما بعد تمبلر
رغم تعنُّت المؤرخين من استعمال العالم الرقمي في أبحاثهم، تظل إشكالية أنَّ التأريخ الذي لا يمكن التحقق من صحة مصادره سيغدو أقرب للحكايا.
حسين الإسماعيلمسامير أرخميدس
للمواصفات والمقاييس العالمية فوائد كثيرة غير زيادة الإنتاج، فهي تضمن الجودة وتسهل على المستهلك الكثير. لكنها بلا شك قتلت الذائقة البشرية!
أنس الرتوعياِلعب لأجل عالم أفضل
تقنيات الواقع المعزَّز ستضاعف قدرة الإنسان على التعلُّم أربع مرات مع الاحتفاظ بالتركيز. هذه نسبة أعلى مما تتيحه الحواسيب والهواتف الذكية.
أشرف فقيهلماذا أحبُّ علبة غدائي
أنا أكره الطهي، فقد رأيت إلى أي حد كان يرهق أمي. ويرعبني الوقت والجهد الذي يتطلبه لنصف يوم، كل يوم، فيما كانت تستطيع فعل شيء آخر تحبه.
إيمان أسعد