تُنسب للجنرال باتون مقولة:
أنت لا تكسب الحرب بالموت في سبيل وطنك، بل بجعل الوغد الآخر يموت في سبيل وطنه.
منذ عقود والاستراتيجيون العسكريون يبحثون في بدائل أكثر نعومة من قتل الأوغاد لكسب الحروب، وربما أيضًا خوفًا من عواقب الحرب النووية. من هنا انطلق الحديث عن قنابل صمغية لتثبيت الدبابات، وموجات صوتية عالية التردد تؤذي دون أن تقتل.
ومع تطوّر الإنترنت وتمكّنها، ظهر مفهوم الحرب السيبرانية. ثم ظهرت الطائرات المسيّرة «الدرونز»، والعساكر الآلية التي تذكّرنا بسيناريو الفلم المريع «ذ تيرمنيتور» (The Terminator).
إذا كانت الآليات والبرمجيات الذكية ستشكّل عماد جيوش المستقبل، فلعلنا نتساءل هنا عن تعريف «النصر» وفق الآلة الذكية. متى ستقرر الآلة بأنها كسبت المعركة وتضع سلاحها؟ هل سيكفيها رفعُ الطرف الآخر الراية البيضاء؟
فالمعارك تُخاض لتحقيق أهداف استراتيجية؛ ضمُّ أراضٍ بمواردها أو إثبات تفوق أيديولوجي أو صد خطر مستقبلي. لكن الآليات التي ستحارب باسمنا لا يعنيها أي من ذلك. وسواء أكانت قرارات تلك الآلات مبنية على المنطق الإلكتروني الذي ستُزوَّد به ابتداءً، أو المشاعر الاصطناعية من كره وغضب ورأفة التي ستطورها ذاتيًا وفق تقنيات التعلُّم العميق، يظلُّ السؤال عن إطار الآلة الأخلاقي في زمن الحرب قائمًا.
هل ستبث تلك الآليات مثلاً جسيمات نانوية دقيقة لتلويث المياه والتربة بغرض حرمان العدو من مصدر غذائه إلى الأبد؟ هل ستحرق كل الحقول وتذبح كل الماشية ثم تنسحب بانتظار النتائج الفظيعة؟
هل ستهدم كل المستشفيات والمستوصفات والوحدات الصحية لتضمن أنَّ جنود العدو المصابين لن يجدوا الفرصة ليتعافوا؟ هل تدمر كل صهاريج وقوده لتشل حركته مرة واحدة، أو تتركه ليتكفل به صقيع الشتاء؟
هل ستعترف باتفاقيات حظر النابالم والأسلحة الكيميائية والانشطارية؟ وهل ستفرق الآلة المقاتلة بين الرجال والنساء؟ هل ستستهدف المدارس عنوة لتحرم العدو من تعليم قادة المستقبل؟ وإذا كانت تلك الآلات تحارب في صف البشر الذين قرروا الاستسلام، وألقوا السلاح معترفين بالهزيمة، فهل ستنصاع لهم؟ أم ستتهمهم بالخيانة وتنقلب عليهم؟
عمومًا، واقعنا اليوم يقول إنَّ البشر لا يحتاجون للآلات الذكية حتى يبيدوا بعضهم بعضًا. وإذا حمَّلنا الآلات الذكية مسؤولية إحلال السلام بشكل كامل، فلعلها ستقرر أن تقضي حقًا على كل البشر.. من أجل كوكب بلا حروب ولا أسلحة.
مقالات أخرى من نشرة أها!
لماذا لا أستثمر في تسلا؟
لا أتحمّل أن أكون رهين قرار شخص عبقري لكنه مزاجي، فضلًا عن ذهاب مدخراتي وكدحي إلى حساب شخص حاد المزاج قد يغيّر رأيه في أي حال.
تركي القحطانيكيف تشكّل الفلاتر تاريخك
الفلاتر تُشكل اليوم جزءًا من هوياتنا، وكيفية نظرنا إلى ذواتنا. فهي تصفّي الصورة من واقعيتها حتى تصير أقرب إلى الكمال.
إبراهيم خالدلو كان ستيف جوبز رئيس قوقل
لو كان ستيف جوبز رئيس قوقل، لما أبقى على التقنية الثورية «تبيت» لديه في المختبرات، بل لسعى إلى توظيفها بسرعة في منتج ثوري في متناول الجميع.
إيمان أسعدكيف تمحو الذكريات السيئة؟
في صناعتي لذكريات جديدة استطعت التخلص من تأثير الذكريات السيئة، وبدأت أخرج من الدوامة النفسية التي علقت بها.
أنس الرتوعيبصمتك الكربونيّة على سلاح الجريمة
مشكلتنا مع «البيئة» أعقد بكثير من مجرد غازات مصانع وعوادم سيارات؛ منظومتنا الحضارية بأسرها متعارضة مع معيار الأمان البيئي.
أشرف فقيهالقرار الأسهل عوضًا عن التفكير
تحقيق الأمور الأهم في حياتنا لا يجب أن يأخذ منّا حيزًا كبيرًا من التفكير. لهذا ركّز محاولاتك على اتخاذ قرارات تسهّل عليك تحقيق أهدافك.
أحمد مشرف